"Deepseek" للذكاء الاصطناعي الصيني يهز أسهم التكنولوجيا عالمياً

الرئيس التنفيذي لشركة "نيوفيجن لإدارة الثروات" لـ"الشرق": التطبيق الصيني سيغير المعادلة على صعيد استخدام الطاقة في التكنولوجيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
تطبيق \"ديب سيك\" على شاشة هاتف ذكي وانعكاسه - بلومبرغ
تطبيق "ديب سيك" على شاشة هاتف ذكي وانعكاسه - بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أثار الانتشار السريع لاستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" (DeepSeek) بعد إطلاقه في أوائل الشهر الجاري هزة في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية، في الوقت الذي يطرح فيه تساؤلات بشأن القدرة على التنافس بتكلفة أقل مع النماذج التي تطورها شركات أميركية كبيرة على رأسها "أوبن إيه آي" و"ميتا". 

تصدر التطبيق قائمة التنزيلات بين تطبيقات هاتف "أيفون" الذي تنتجه شركة "أبل"، إذ جرى تحميله 1.6 مليون مرة بحلول 25 يناير، واحتل المرتبة الأولى في متاجر تطبيقات "أيفون" في كل من أستراليا، وكندا، والصين، وسنغافورة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفقاً لبيانات نقلتها "بلومبرغ" عن "آب فيغرز" (App Figures) المعنية بتتبع السوق. 

ارتفعت أسهم الشركات التكنولوجية المرتبطة بـ"ديب سيك" اليوم الإثنين مثل "إيفليتك" (Iflytek Co) بينما تراجعت أسهم شركات تصنيع معدات إنتاج الرقائق مثل "أدفانتيست" (Advantest Corp) بسبب التهديد المحتمل لمسرعات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها "إنفيديا".

ضجة من حيث التكلفة

يثير النموذج ضجة حول فعاليته من حيث التكلفة بينما يعمل على رقائق أقل تطوراً، مما يلقي بظلال من الشك على صحة التقييمات المرتفعة للغاية لشركات مثل "إنفيديا" التي تقود طفرة في أسهم الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر شرائحها على أنها ضرورية للتقنية. يُنظر إلى التطبيق الجديد على أنه يتنافس مع أحدث إصدارات من "أوبن إيه آي" و"ميتا"، وأدى الإعلان عن أن تكاليف تدريبه وتطويره منخفضة كثيراً إلى تحركات في الأسهم بشتى أنحاء سلسلة التوريد العالمية. 

اقرأ أيضاً: ترمب يعلن عن "Stargate" أكبر مشروع لبنية الذكاء الاصطناعي التحتية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية في ظل مخاوف من أن نماذج "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي ربما تعرقل الريادة التكنولوجية الأميركية. نزلت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" الأميركي 3.2% بينما تراجعت عقود المؤشر "إس آند بي 500" في الساعة 3:23 بتوقيت نيويورك. وفي أوروبا، تصدرت أسهم التكنولوجيا خسائر السوق، إذ نزلت أسهم شركة صناعة معدات الرقائق "إيه إس إم إل" (ASML) ما يزيد عن 8%. 

وضع صعب لأميركا وتميز الصين

وعن تأثير نجاح النموذج الصيني على الشركات التكنولوجية الأميركية وخاصة تلك العاملة في الذكاء الاصطناعي، وأيضاً "إنفيديا"، قال ريان ليمند الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "نيوفيجن لإدارة الثروات" في مقابلة مع "الشرق" إن "ديب سيك" سيضع تلك الشركات في وضع صعب، مع اكتساب الصين لقدرة تنافسية جديدة. 

ليمند أشار إلى أن تعزز التنافسية الصينية في قطاع الذكاء الاصطناعي على نحو مشابه للمنافسة القوية التي تشكلها بكين عالمياً في قطاعي الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، سيؤثر على الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة. 

اقرأ أيضاً: زوكربيرغ: "ميتا" تعتزم استثمار 65 مليار دولار بمشاريع الذكاء الاصطناعي العام الحالي

ليمن أشار أيضاً إلى أن "ديب سيك" سيغير المعادلة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد استخدام الطاقة، إذ تحتاج مراكز البيانات التي تخدم نماذج الذكاء الاصطناعي إلى طاقة كبيرة، وهنا تتميز الصين، إذ من خلال تنوع مزيج الطاقة لديها، الذي يضم الطاقة الشمسية والكهرومائية والنووية، فإن بمقدورها تشغيل تلك النماذج وبتكلفة تقل كثيراً عن مثيلتها في الولايات المتحدة. 

ما هو برنامج "ديب سيك" (DeepSeek)؟

"ديب سيك" هو نموذج للذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة صينية تحمل نفس الاسم تأسست في 2023 على يد ليانغ وينفنغ رئيس صندوق التحوط الكمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي "هاي-فلاير" (High-Flyer). وتطور الشركة نماذج ذكاء مفتوحة المصدر. 

يتميز برنامج "ديب سيك" عن برامج الدردشة الآلية الأخرى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" المطور من جانب "أوبن إيه آي" في أنه يعبر عن منطقه قبل تقديم استجابة للطلبات. وتقول الشركة إن إصدار "آر 1" من هذا النموذج يقدم أداءً يتساوى مع أحدث إصدارات من جانب "أوبن إيه آي" وقدمت ترخيصاً للأفراد المهتمين بتطوير برامج الدردشة الآلية فيما يخص التكنولوجيا للبناء عليها. 

يقترب "ديب سيك آر 1" أو يتفوق على نماذج منافسة في العديد من المؤشرات القياسية الرائدة التي تقيس قدرات الذكاء الاصطناعي مثل "إيه آي إم إي 2024" (AIME 2024) في المهام الحسابية، و"إم إم إل يو" (MMLU) في المعرفة العامة، و"ألباكا إيفال 2.0" (AlpacaEval 2.0) لأداء الأسئلة والأجوبة. كما يحتل مرتبة بين الأفضل أداء على قائمة الصدارة التابعة لجامعة كاليفورنيا في بيركلي، المسماة "تشات بوت أرينا" (Chatbot Arena).

تصنيفات

قصص قد تهمك