أبوظبي تدعم خطة ترمب للذكاء الاصطناعي البالغ حجمها 100 مليار دولار

"إم جي إكس" الإماراتية ستشارك "أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" و"أوراكل" في دعم مشروع "ستارغيت" الضخم

time reading iconدقائق القراءة - 6
زائر يشاهد لافتة الذكاء الاصطناعي بأحد المؤتمرات - AFP
زائر يشاهد لافتة الذكاء الاصطناعي بأحد المؤتمرات - AFP
المصدر:

بلومبرغ

بعد يوم واحد من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، كشف دونالد ترمب عن مشروع بقيمة 100 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بدعم من ثلاثة من أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا، وهم: "أوبن إيه آي" (OpenAI)، ومجموعة "سوفت بنك"، و"أوراكل"، لكن هناك شركة رابعة مساهمة في المشروع يقع مقرها في أبوظبي لكنها لا تحظى بشهرة واسعة، وهي شركة "إم جي إكس" (MGX).

يُشرف على هذه الشركة الاستثمارية الإماراتية واحد من أكثر صناع الصفقات نفوذاً في العالم وهو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات، وشقيق رئيس الدولة، الذي يقود إمبراطورية تناهز قيمتها 1.5 تريليون دولار، وتشمل العديد من المؤسسات بما في ذلك صناديق ثروة سيادية وأبرز شركة للذكاء الاصطناعي في المنطقة "جي 42" (G42).

مساهمة "الإمارات" في مشروع ترمب

أُنشئت "إم جي إكس" في مارس الماضي بمشاركة شركة "مبادلة للاستثمار" و"جي 42" كشريكين مؤسسين، وتهدف للوصول إلى أصول تتجاوز 100 مليار دولار. وبرزت الشركة كأداة رئيسية في دفع الدولة نحو الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي. 

ووفقاً لتقرير صادر عن منصة "ذي إنفورميشن"، تخطط الشركة للمساهمة بنحو 7 مليارات دولار في خطة ترمب، المعروفة باسم مشروع "ستارغيت". ورفض ممثلون عن "إم جي إكس" التعليق.

اقرأ أيضاً: "مايكروسوفت" و"جي 42" تتعاونان لإنشاء مركزين للذكاء الاصطناعي في أبوظبي

دعمت الشركة "أوبن إيه آي"، كما تعاونت مع "بلاك روك" و"مايكروسوفت" في خطة بقيمة 30 مليار دولار لبناء مراكز بيانات وبنية تحتية للطاقة. كما ضخت استثمارات كبيرة في شركة "إكس إيه آي" (xAI) المملوكة لإيلون ماسك، وكانت من بين المستثمرين في شركة "داتا بريكس" (Databricks)، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الخاصة على مستوى العالم.

تجمع "إم جي إكس" بين القوة المالية المستمدة من شركة "مبادلة"، أحد صناديق الإمارة السيادية، البالغ حجم أصولها 330 مليار دولار وتُعتبر لاعباً رئيسياً في الاستثمار التكنولوجي في حد ذاتها، وترسانة الذكاء الاصطناعي لشركة  "جي 42"، التي حصلت على تمويل من "مايكروسوفت" وأبرمت صفقات مع "إنفيديا" و"أوبن إيه آي".

وظفت "إم جي إكس" عدداً من المخضرمين في "مبادلة"، وفقاً لمنشورات على منصة "لينكد إن"، كما أن رئيسها التنفيذي أحمد يحيى الإدريسي كان سابقاً رئيساً للاستثمارات المباشرة في الصندوق السيادي. واستقطبت الشركة مؤخراً مسؤولاً تنفيذياً من شركة "ماذر برين" (Motherbrain) التابعة لشركة EQT "إي كيو تي" السويدية ليشغل منصب كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى خبير سابق في مؤسسة "ماكنزي" (McKinsey) للمساعدة في صفقات أشباه الموصلات.

أبوظبي.. إمارة التريليون دولار

تتزامن هذه التحركات مع مساعي أبوظبي، التي تمتلك 6% من احتياطيات النفط العالمية، لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط. ورغم أن الاستثمارات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتمويل كانت محاور رئيسية لهذه الاستراتيجية، إلا أن الذكاء الاصطناعي أصبح يحتل مركز الصدارة بشكل متزايد.

مع ذلك، لم يخلُ الأمر من تحديات. ففي العام الماضي، طالب أحد المشرعين الأميركيين وزارة التجارة بالنظر في فرض قيود تجارية على شركة "جي 42" بسبب مزاعم حول صلاتها بالصين. من جانبها، نفت الشركة الإماراتية "أي علاقة تربطها بالحكومة الصينية أو الجهات الصناعية العسكرية فيها"، وعقدت اتفاقاً مع الحكومة الأميركية لإنهاء تعاونها مع بكين.

اقرأ أيضاً: اتفاقية تعاون بين "G42" الإماراتية و"OpenAI" للذكاء الاصطناعي

واقترحت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الحد من صادرات الرقائق المتقدمة إلى دول مثل الإمارات. وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42"، بنغ شياو -وهو أيضاً عضو في مجلس إدارة "إم جي إكس"- هذه القيود.

وقال شياو: "بصراحة شديدة، هذه القيود بمثابة هدية لدولة أخرى وهي الصين. فإذا لم توفر التكنولوجيا الأساسية اللازمة لأصدقائك، خمن من سيتصلون به؟ بالتأكيد سيتصلون بشخص آخر".

وباعتبارها واحدة من المدن القليلة في العالم التي تمتلك أكثر من تريليون دولار من الثروة السيادية، تمتلك أبوظبي ميزة كبيرة في قطاع يحتاج إلى مستثمرين لديهم موارد مالية ضخمة. وكان الذكاء الاصطناعي محور التركيز عندما زار رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي.

ورافقه في تلك الزيارة الشيخ طحنون، الذي تُظهر منشوراته على منصة "إكس" منذ ذلك الحين مدى طموح ونفوذ أبوظبي.

فمنذ سبتمبر، التقى الشيخ طحنون مع الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسن هوانغ، ورئيسة شركة "ألفابت" روث بورات، وإيلون ماسك. وفي هذه المحادثات، وكذلك مع شخصيات بارزة في قطاع المال العالمي مثل الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك" لاري فينك، وبدا أن الذكاء الاصطناعي هو محور التركيز.

اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تستثمر 1.5 مليار دولار في "G42" الإماراتية لنشر الذكاء الاصطناعي

وفي جلسة نقاش في دافوس هذا الأسبوع، جلس شياو بجانب فينك وأكد أن العالم يحتاج إلى زيادة هائلة في قدرات الطاقة لتشغيل مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك 5 غيغاواط من الطاقة الحاسوبية للإمارات وحدها.

واختتم: "إذا كانت الإمارات تحتاج إلى 5 غيغاواط، فتخيل حجم احتياجات كل المراكز الرئيسية حول العالم.. إنه مشروع ضخم للغاية".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.