بلومبرغ
كان من المفترض أن يخلق التحالف الكبير للمحتوى والتوزيع قوة إعلامية يمكن أن تقدم ترفيهاً معداً بشكل شخصي للملايين من مشتركي الإنترنت اللاسلكي والمنزلي، مع إعلانات مصممة حسب أذواقهم. لكن ثورة البث قد تحركت بشكل أسرع مما توقعته شركة "ايه تي آند تي" (AT&T) منذ صفقاتها مع "دايركت تي في" (DirectTV) و "تايم وارنر" (Time Warner)، مما أدى إلى إبعاد مشتركي التلفزيون الذين كان من المفترض أن يمولوا استثماراتها في البرمجة. بينما ظل المساهمون متشككين، وتدخل مستثمر ناشط بارز.
تستعد "ايه تي آند تي" الآن لفصل عملياتها الإعلامية كجزء من صفقة مع شركة "ديسكفري" (Discovery). وإليكم كيف حصل هذا التقارب بين وسائل الإعلام والاتصالات السلكية واللاسلكية وكيف تفكك.
مايو :2014 صفقة "دايركت تي في"
بعد إعادة تجميع "ايه تي آند تي" كشركة اتصالات وطنية عملاقة، كان الرئيس التنفيذي راندال ستيفنسون حريصاً على التحرك إلى ما هو أبعد من جذوره في شركة الهاتف. إذ منحها الاستحواذ على "دايركت تي في" مقابل حوالي 50 مليار دولار، الملايين من مشتركي الفيديو في جميع أنحاء البلاد لاستكمال الخدمة التلفزيونية من "ايه تي آند تي" المقدمة عبر خطوط الإنترنت الخاصة بها إلى المنازل. لكن المتشككين أشاروا إلى طريقة توصيل "ديسكفري" للخدمة عبر الأقمار الاصطناعية، ما جعلهم يتساءلون عما إذا كانت "ايه تي آند تي" ستوفر الأموال بالفعل من خلال الاستحواذ.
أكتوبر 2016: صفقة "تايم وورنر"
بعد الاستحواذ على "دايركت تي في"، كان ستيفنسون منشغلاً بكيفية سيطرة "غوغل" و"فيسبوك" على صناعة الإعلان. وفكر ستيفنسون باستخدام خصائص الإعلام لتطوير خدمة إعلانية مستهدفة، حيث يمكن للشركات استخدام بيانات المشاهدة لتحديد رسائلها إلى الجماهير المتلقية. كان شراء "تايم وارنر" طريقة جريئة للقيام بذلك، حيث منح "ايه تي آند تي" بعض أصول هوليوود الأكثر قيمة، بما في ذلك "اتش بي أو"، و"سي إن إن"، واستديو "وارنر برذرز"
نوفمبر 2017: وزارة العدل خلال حقبة ترمب تتدخل
مثله مثل معظم الأمريكيين، لم يتوقع ستيفنسون أن يتولى دونالد ترمب الرئاسة، عندما قاد ايه تي آند تي" في صفقة "تايم وارنر". في البداية، ظهر أن الإدارة الصديقة للأعمال قد تجعل الطريق إلى الموافقة أسهل، لكن وزارة العدل رفعت دعوى قضائية لمنع الصفقة، وهي خطوة نسبها المسؤولون التنفيذيون في "ايه تي آند تي" لاحقاً إلى عداء ترمب تجاه "سي إن إن". أدت الدعوى القضائية إلى إبطاء قدرة "إيه تي آند تي" على إتمام الصفقة لعدة أشهر، حتى عندما كانت "نتفلكس" منشغلة بتحويل المشهد الإعلامي.
سبتمبر 2019: "إليوت" تتدخل
بعد أكثر من عام بقليل من إتمام صفقة "تايم وارنر" أخيراً، كان من الواضح أن رؤية ستيفنسون كانت بطيئة لتصبح حقيقة. كان لدى الشركة ما يقرب من 200 مليار دولار من الديون بعد سلسلة من المعاملات، وكان مشتركو "دايركت تي في" يلغون اشتراكاتهم بشكل جماعي. عندها، كشف صندوق التحوط التابع للملياردير بول سينغر "إليوت مانجمنت كوربوريشن" (Elliott Management Corp)، عن حصة تبلغ 3.2 مليار دولار أمريكي ووضع خطة لتصفية "دايركت تي في" والتوقف عن إبرام صفقات كبيرة.
يوليو 2020: تقاعد ستيفنسون
تنحى المهندس المعماري لإمبراطورية الإعلام والاتصالات التابعة لشركة "دايركت تي في"، وتنازل عن منصبه لصالح جون ستانكي، المخضرم منذ فترة طويلة في قسم الاتصالات في الشركة والذي ترأس مؤخراً أعمال الترفيه. كان صندوق "إليوت" متردداً في قبول تعيين خليفة ستيفنسون. لكن مع الوقت، تبنى رؤية ستانكي لشركة "دايركت تي في" كمشغل بدلاً من بناء إمبراطورية، كما قال أشخاص كانوا مطلعين على المسألة في ذلك الوقت.
فبراير 2021: فصل "دايركت تي في"
وافقت "ايه تي آند تي" على تقييم بحوالي 16 مليار دولار -وهو جزء بسيط مما دفعته- للتخلي بشكل كلي عن ملكية شركة أصبح ينظر إليها على أنها عائق. أتاحت الصفقة لشركة "ايه تي آند تي" تسديد ديون بمليارات الدولارات من تلك التي كانت موجودة في دفاترها.
مايو 2021: محادثات "ديسكفري"
أفادت بلومبرغ أن "ايه تي آند تي" تجري مناقشات لدمج أصول إعلامية مع شركة "ديسكفري"، وهي صفقة يمكن أن تؤدي إلى تفكيك كبير للعملاق الذي بناه سلف ستانكي. ووفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، قد يتم الإعلان عن صفقة في أقرب وقت هذا الأسبوع.