بلومبرغ
عرضت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحاجة إلى مراكز بيانات ضخمة قد يستهلك كل منها طاقة تعادل استهلاك مدن بأكملها، مشيرة إلى أن هذه التوسعات غير المسبوقة ضرورية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تقدماً، والتنافس مع الصين.
بعد اجتماع عُقد في البيت الأبيض بالآونة الأخيرة، حضره الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، سام ألتمان، وعدد من قادة قطاع التكنولوجيا الآخرين، عرضت الشركة الناشئة على مسؤولي الحكومة وثيقة توضح المنافع على الاقتصاد والأمن القومي من بناء مراكز بيانات بقدرة 5 غيغاواط في عدة ولايات أميركية، بناءً على تحليل أجرته الشركة مع خبراء مستقلين.
لتوضيح حجم الاستهلاك، فإن قدرة 5 غيغاواط تعادل تقريباً إنتاج خمس مفاعلات نووية، أو طاقة تكفي لتزويد 3 ملايين منزل بالكهرباء.
تركيز على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
ترى "أوبن إيه آي" أن الاستثمار في تلك المرافق سيوفر آلاف الوظائف الجديدة، ويرفع الناتج المحلي الإجمالي، ويضمن قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على ريادتها في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، وبغية تحقيق هذا الهدف، تحتاج الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات تدعم زيادة قدرة مراكز البيانات، وفق الوثيقة التي اطلعت عليها "بلومبرغ".
أمضى ألتمان أغلب فترات هذا العام في محاولة لتشكيل تحالف عالمي من المستثمرين، بهدف تمويل البنية التحتية المادية مرتفعة التكلفة، اللازمة لدعم التطوير السريع للذكاء الاصطناعي، بينما يسعى للحصول على موافقة الحكومة الأميركية على المشروع. إلا أنه لم يُكشف من قبل عن تفاصيل قدرة الكهرباء اللازمة لمراكز البيانات التي يدعو ألتمان و"أوبن إيه آي" إلى إنشائها.
أشار المتحدث باسم الشركة، في بيان قُدم إلى "بلومبرغ"، إلى أن "(أوبن إيه آي) تبذل قصارى جهودها لتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ما نعتقد أنه عامل بالغ الأهمية في إبقاء أميركا في صدارة مشهد الإبداع العالمي، ودعم إنعاش التصنيع في أنحاء البلاد، وإتاحة منافع الذكاء الاصطناعي للجميع".
تحديات أمام التنفيذ
تأتي جهود ألتمان و"أوبن إيه آي" بينما تعاني مشروعات الكهرباء في الولايات المتحدة من تأخيرات بسبب فترات الانتظار الطويلة للربط بشبكات التوزيع، وتأخر التراخيص، ومشكلات سلاسل التوريد، ونقص العمالة. كما لفت الرؤساء التنفيذيون لشركات الطاقة إلى أن تزويد مركز بيانات واحد بكهرباء بقدرة 5 غيغاواط يشكل تحدياً.
أشار جو دومينغيز، الرئيس التنفيذي لشركة "كونستليشن إنيرجي" (.Constellation Energy Corp)، إلى أنه سمع بحديث ألتمان عن إنشاء ما بين 5 و7 مراكز بيانات بقدرة 5 غيغاواط لكل منها، على الرغم من أن الوثيقة التي قُدمت إلى البيت الأبيض لم توضح رقماً محدداً. تسعى "أوبن إيه آي" للتركيز على مركز بيانات واحد في البداية، لكن لديها خطط للتوسع المحتمل بعد ذلك، بحسب شخص مطلع على الأمر.
قال دومينغيز لـ"بلومبرغ": "بغض النظر عن أن ما نناقشه ليس مجرد شيء لم يسبق إنجازه قط، بل لا أراه ممكناً بصفتي مهندساً، وشخصاً له خبرة طويلة في المجال. وبالتأكيد لا يمكن تنفيذه خلال إطار زمني يلبي احتياجات الأمن القومي والتوقيت".
بحث عن موردين لتلبية احتياجات الكهرباء
يبلغ إجمالي القدرة المركبة من الطاقة النووية في الولايات المتحدة 96 غيغاواط. في الأسبوع الماضي، أبرمت "مايكروسوفت"، أكبر المساهمين في "أوبن إيه آي"، اتفاقاً مع "كونستليشن"، بمقتضاه ستعيد موفرة الطاقة النووية تشغيل منشأة "ثري مايل آيلاند" حصرياً لتزويد "مايكروسوفت" بالكهرباء المولدة من الطاقة النووية لمدة عقدين.
أشار جون كيتشوم، الرئيس التنفيذي لشركة "نيكست إيرا إنيرجي" (NextEra Energy)، في يونيو، إلى تلقي شركة الطاقة النظيفة العملاقة طلبات من عدد من شركات التكنولوجيا لإيجاد مواقع يمكنها تلبية طلب بقدرة 5 غيغاواط، دون أن يكشف عن أسماء شركات بعينها. أضاف: "فكّر في ذلك، هذا يعادل استهلاك ميامي من الكهرباء".
سيتطلب إنتاج هذا الحجم من الكهرباء مزيجاً يجمع بين مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، وبطاريات التخزين، وربط بشبكة التوزيع؛ فضلاً عن أن إيجاد موقع يلبي الطلب على 5 غيغاواط سيحتاج إلى بعض العمل، لكن هناك أماكن في الولايات المتحدة يمكنها توفير 1 غيغاواط.