بلومبرغ
تلقت شركة "أبل" تحذيراً من الاتحاد الأوروبي يطالبها بفتح نظاميها لتشغيل "أيفون" و"أيباد" المحميين بشدة أمام التقنيات المنافسة، أو المخاطرة بمواجهة غرامات ثقيلة بموجب قواعد مكافحة الاحتكار الرقمي الرئيسية للتكتل.
أعلنت الهيئات الرقابية للاتحاد الأوروبي بموجب قانون الأسواق الرقمية للتكتل أن الشركة التي مقرها كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا لابد أن تلتزم بقوانين جديدة صارمة حول جعل أنظمة التشغيل متوافقة تماماً مع التقنيات الأخرى. وأعطت الهيئة المعنية بالمنافسة ومقرها في بروكسل الشركة مهلة ستة شهور للامتثال، أو مواجهة تهديد بعقوبات.
رغم أن هذا الإعلان لم يصل إلى مستوى التحقيق الرسمي، إلا أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى إجبار "أبل" على إعادة تصميم خدماتها للسماح لشركات منافسة بالوصول إلى أنظمة تشغيل أجهزة "أيفون" و"أيباد".
الامتثال لقاعدة التوافق التشغيلي
وفي بيان، قالت مارغريت فيستاغر، مسؤولة حماية المنافسة في الاتحاد الأوروبي: "اليوم هو المرة الأولى التي نستخدم فيها إجراءات تفصّل المواصفات بموجب قانون الأسواق الرقمية لإرشاد أبل نحو الامتثال الفعال لالتزاماتها المتعلقة بالتشغيل البيني". و"يلعب التشغيل البيني الفعال، على سبيل المثال مع الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل الخاصة بها، دوراً مهماً في هذا السياق".
رد "أبل" على التحذير الأوروبي
من جانبها، ذكرت شركة "أبل"، التي تتخذ في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقراً لها، أنها قد أوجدت طرقاً للمطورين لطلب مزيد من التوافق مع أنظمة تشغيل "أيفون" و"أيباد"، مع الحفاظ على أمان المستخدمين. وأضافت الشركة أن تقويض الحماية التي بُنيت على مر الزمن في أنظمتها قد يعرض المستهلكين الأوروبيين للخطر.
ارتفعت قيمة أسهم "أبل" بنسبة 1.6% لتصل إلى 224.25 دولاراً في التداولات البمبكرة قبل افتتاح السوق؛ حيث تداول المستثمرون 164801سهماً. ويأتي إعلان الاتحاد الأوروبي ليؤكد تقريراً سابقاً نشرته بلومبرغ.
من بين أهداف قانون الأسواق الرقمية هو ضمان قدرة المطورين الآخرين على الوصول إلى ميزات أساسية في أجهزة "أبل"، مثل أوامر الصوت عبر "سيري" وشريحة الدفع الخاصة بها.
تحقيق رسمي محتمل
قد يقرر الاتحاد الأوروبي لاحقاً فتح تحقيق رسمي إذا لم تمتثل "أبل" لقانون الأسواق الرقمية، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى غرامات ثقيلة تصل إلى 10% من مبيعاتها السنوية العالمية. وتواجه الشركة بالفعل تحقيقاً موازياً بشأن قواعد متجر التطبيقات الخاص بها للمطورين، والذي قد يسفر هو الآخر عن عقوبات قاسية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت "أبل" عن أحدث نسخة لمنتجها الرئيسي، "أيفون 16"، مراهنة على أنه يمكنها جذب المستهلكين بتحديثات طفيفة في المكونات وتقنية الذكاء الإصطناعي التي ما زالت في مراحلها الأولية.
لكن في يونيو، أعلنت الشركة الأميركية العملاقة أن ميزات معينة (منها "أبل إنتليجنس" للذكاء الاصطناعي و"أيفون ميرورينغ" الخاصة بانعكاس الشاشة و"شير بلاي" لمشاركة الوسائط) سيتم حجبها عن سوق الاتحاد الأوروبي بسبب اشتراطات قانون الأسواق الرقمية بأن تتوافق أنظمة التشغيل مع تطبيقات الطرف الثالث.