تعرضت منصات مالية في تايوان، بما في ذلك بورصة الأسهم والمصرف الرئيسي "ميغا فاينانشال هولدينغ" (Mega Financial Holding Co)، لهجوم إلكتروني يوم الخميس، مما أدى إلى اضطراب مؤقت في مواقعها الإلكترونية. ووصف الإعلام المحلي الهجوم بأنه من فعل عناصر أجنبية.
جرى استهداف المواقع عبر ما يُسمى بـ"الهجمات الموزعة لحجب الخدمة" (Distributed Denial of Service)، مما تسبب في مشكلات اتصال غير مستقرة للمنصات المالية في فترة الظهيرة، حسبما أفادت وزارة الشؤون الرقمية. وأعلنت بورصة تايوان أن الهجوم أظهر ارتفاعاً كبيراً في عدد الاستعلامات من عناوين بروتوكول الإنترنت من الخارج، على نحو يفوق المستويات المعتادة بأضعاف، وفقاً لرسالة نصية منفصلة أرسلتها إلى"بلومبرغ نيوز".
لم تعلق الوزارة على مصدر الهجوم، بينما أفادت إحدى وسائل الإعلام المحلية "ليبرتي تايمز" أن مجموعة روسية أعلنت مسؤوليتها عبر منصة "تليغرام"، استناداً إلى تحليل من باحثي شركة"رادوير".
في اليوم التالي، استمرت مواقع الحكومة وعمليات التداول في العمل بشكل طبيعي. وتهدف "الهجمات الموزعة لحجب الخدمة" إلى تعطيل الأنظمة بدلاً من سرقة معلومات حساسة، واستعادت بورصة الأسهم عملياتها الطبيعية خلال نصف ساعة يوم الخميس، إلا أن الحادثة أوضحت الثغرات الأمنية المحتملة لمنصات الحوسبة في تايوان، التي تُعد أكبر منتج في العالم للرقائق المتقدمة.
وجاء في بيان وزارة الشؤون الرقمية: "تأكدنا أن مشكلات الاتصال غير المستقرة التي شهدتها بعض المواقع بعد ظهر أمس ناجمة عن "الهجمات الموزعة لحجب الخدمة". وتعتزم الوزارة مواصلة مراقبة الوضع ومساعدة الوكالات في تعزيز تدابير الحماية والاستجابة".
لم تتجاوب شركة "رادوير" مع طلبات التعليق الواردة بالبريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي إلى مكتبها في تايبيه.
الأحداث الأخيرة تأتي في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية على تايوان في السنوات الأخيرة، نتيجة لأهميتها الاستراتيجية المتزايدة. وفي أغسطس، أفاد باحثون في "سيسكو سيستمز" بأن مجموعة قرصنة مرتبطة بالحكومة الصينية سرقت كلمات مرور ووثائق من مركز بحثي حكومي متخصص في الحوسبة.
أبرز هذا الهجوم التهديدات السيبرانية التي تواجهها تايوان، التي تُعتبر نقطة توتر رئيسية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تدعي بكين أن الجزيرة جزء من أراضيها وتحذر بأنها ستسيطر عليها.