بلومبرغ
باشرت شركة "إل جي إلكترونيكس" (LG Electronics) بإغلاق وحدة الهواتف المحمولة، الخاسرة مالياً، في خطوةٍ باتجاه تبسيط العمليات والتركيز على المشاريع المستقبلية مثل مُكوّنات السيارات الكهربائية.
وأكدت الشركة في بيان أنها ستتوقف عن إنتاج وبيع الهواتف المحمولة في 31 يوليو المقبل، بهدف تركيز استخدام الموارد على المجالات الأكثر نمواً، كالسيارات الكهربائية والمنازل الذكية والروبوتات والذكاء الاصطناعي. وشكلت الهواتف 8.2% من مبيعات "إل جي" العام الماضي، وبالتالي سيكون هناك تراجع قصير الأجل من حيث الإيرادات. لكن الشركة تتوقع أن تكون خطوة إغلاق وحدة الهواتف المحمولة مجدية مالياً على المدى الطويل. مُفصحةً أنها ستعزز أعمالها في مجال قطع غيار السيارات الكهربائية، كما ستواصل تطوير تقنيات الهاتف المحمول مثل شبكات الجيل السادس والكاميرات.
وارتفع سعر سهم "إل جي" بنسبة 4.1% في أعقاب البيان. كما ارتفعت أسهم الشركة التابعة "إل جي ديسبلاي" (LG Display Co) بنسبة 6.3%.
الاستسلام للمنافسين
كانت شركة "إل جي" إحدى رواد نظام التشغيل "أندرويد"، حيث تعاونت مع شركة "غوغل"، التابعة لشركة "ألفابت إنك"، على إطلاق خط إنتاج "نيكسس" (Nexus) للهواتف الذكية، وأنتجت بعضاً من أفضل الكاميرات وتقنيات العرض الخاصة بالهواتف في بدايات هذه الصناعة. واحتلت الشركة في السوق الأمريكية المرتبة الثالثة من حيث مبيعات الهواتف الذكية، بعد "آي فون" ومنافستها الكورية "سامسونغ"، لكنها تخلّفت عن المنافسة بهذا القطاع لسنوات، وخسرت جزءاً كبيراً من حصتها السوقية لصالح المنافسين، فتجاوزتها الشركة الصينية الناشئة "وان بلس" (OnePlus) وقفزت مكانها للمرتبة الثالثة.
وأعلنت "إل جي" في شهر يناير الماضي أنها ستراجع نموذج أعمالها بمجال الهواتف الذكية، بعد أن كانت قد وعدت بوقت سابق من ذلك الشهر بأنها ستنتج هاتفاً قابلاً للطي خلال هذا العام. وأجرت الشركة محادثات بشأن صفقة بيع محتملة لوحدة الهواتف، لكن المفاوضات فشلت بسبب الاختلافات الكبيرة لناحية تقييم براءات الاختراع التكنولوجية، وذلك وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
تعمل "إل جي" على توسيع نطاق أعمالها بمجال مكونات السيارات الكهربائية، ودخلت في شراكة مع "ماغنا إنترناشيونال" (Magna International Inc) في مشروع لتصنيع الأجزاء الرئيسية للمركبات الكهربائية. وارتفعت أسهم صانع الإلكترونيات الكوري بأكثر من 30% منذ هذا الإعلان، مدفوعة بإمكانية أن يسهم المصنع المشترك مع "ماغنا" بمشروع شركة "آبل" المزمع لتصنيع السيارات الكهربائية. وقد تدعم خبرة "إل جي" في مجال تطوير تكنولوجيا الهاتف المحمول حضورها في مجال السيارات، مثل اكتشاف نية المستخدم أو النعاس أو تفاعلات الإيماءات.
رأي "بلومبرغ إنتلجنس"
قد تتمكن شركة "إل جي إلكترونيكس" من إثبات مكانتها كمزود لحلول مكونات السيارات الكهربائية، مما يعزز جاذبيتها لدى عمالقة التكنولوجيا، مثل شركة "آبل"، وكذلك لدى شركات صناعة السيارات التقليدية التي تطمح لصنع سيارات كهربائية ذكية. وُيعدُّ تضييق "إل جي" لنطاق الخسائر بوحدة مكونات المركبات، إلى ملياريْ "وون" كوري جنوبي في الربع الأخير، علامة على أنها في طريقها إلى التحول الصحيح، بحسب كيفن كيم وكاثرين ليم المحللان في "بلومبرغ إنتلجنس".
ورغم أن شركة "آبل" لم تؤكد أنها تعمل على مشروع لإنتاج سيارة كهربائية، إلاّ أن الرئيس التنفيذي لشركة "ماغنا" سوامي كوتاغيري صرح علناً خلال منتدى مؤخراً أن شركته كانت مستعدة لبناء سيارة "آبل"، وفقاً لموقع "بلس نيوز" (Pulse News).