بلومبرغ
قالت شركة "إس كيه هينيكس"، ثاني أكبر شركة لتصنيع شرائح الذاكرة في العالم، إنَّ الزيادة الكبيرة التالية في الطلب على أشباه الموصلات ستكون مدفوعة بمضاعفة عدد مراكز البيانات التي تدعم فعلياً جميع الخدمات الافتراضية عبر الإنترنت على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وفي خطاب المتحدِّث الرئيسي في منتدى صناعي عُقِد أمس الأحد، قال "لي سيوك هي" الرئيس التنفيذي لشركة "إس كيه هينيكس"، إنَّه يتوقَّع نموَّاً هائلاً في استهلاك البيانات، وعرض النطاق الترددي مدفوعاً بتقنيات جديدة، مثل: شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والسيارات ذاتية القيادة.
ومن المقرر أن يتضاعف عدد ما يسمى بمراكز البيانات الفائقة الحجم بحلول عام 2025 إلى 1060 مركزاً، كما ورد في عرضه، مما سيوفر البنية التحتية وأنظمة التوزيع اللازمة لكلِّ شيء بدءاً من وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب عبر الإنترنت إلى الزراعة الذكية، والمصانع المتصلة بالإنترنت.
أرقام مخيفة
و سلَّطت جائحة "كوفيد 19" الضوء على أهمية أشباه الموصلات بشكل لم يسبق له مثيل، مما أدَّى أولاً إلى ارتفاع الطلب على تكنولوجيا البقاء في المنزل لتتعزَّز لاحقاً مبيعات السيارات، فقد انتعشت الأسواق المختلفة بشكل أسرع من المتوقَّع.
و يراهن "لي" على أنَّ شركته، التي تحتل المرتبة الثانية بعد شركة "سامسونغ" في توفير ذاكرة "دي رام" (DRAM)، وتنمية أعمال "ناد" (NAND) عبر الاستحواذ على وحدة تخزين البيانات في "إنتل" بقيمة بلغت 9 مليار دولار، ستستفيد بغض النظر عما يخفيه المستقبل.
و قال "لي"، الذي قضى عقداً من الزمن كمهندس رئيسي في "إنتل" بين الفترات التي عمل بها في "إيشون"، و"هينيكس" التي يقع مقرُّها في كوريا الجنوبية : "من المتوقَّع أن يزداد الحجم الإجمالي لكلٍّ من البيانات المهيكلة، وغير المهيكلة بشكل كبير. إن نظرنا إلى متطلَّبات سعة "دي رام" (DRAM)، و "ناد فلاش" (NAND Flash) لكلِّ مركز بيانات؛ فإنَّ الأرقام ستبدو مخيفة".
سباق العملاقة
واستثمر عمالقة الإنترنت مثل "أماوزن"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت" التابعين لـ"غوغل" لسنوات من أجل اقتناص الريادة في سباق مراكز البيانات ذي الأهمية المتزايدة، وتقوم هذه الشركات الثلاث الآن بتصميم الرقائق الخاصة بها حسب الطلب، سعياً وراء زيادة الكفاءة.
وتمثِّل هذه أخباراً سيئة لربِّ العمل السابق لـ"لي"، ولكنَّ الرقائق التي ستكون أكثر وفرة عبر مزارع البيانات هذه ستكون تلك التي تخزِّن البيانات، وتعدُّ مهمة توفير الذاكرة الآن عبارة عن مسابقة ثلاثية بين "هينيكس"، و"سامسونغ" والمنافس الأمريكي "ميكرون تكنولوجيز".
و تخطِّط "هينيكس" لإنفاق 4.75 تريليون وون (4.2 مليار دولار) على ماسحات ضوئية فائقة للطباعة الحجرية فوق البنفسجية من المورد الهولندي "إيه إس إم إل هولدينغز" على مدى خمس سنوات، وتعدُّ التقنية فوق البنفسجية الفائقة (EUV) الأساس في مساعدة الشركة على إطلاق المزيد من طرق تصنيع الرقائق المتقدِّمة.
وقال "لي"، إنَّ "هينيكس" تهدف إلى تحسين موثوقية ذاكرات "دي رام" بمعامل 20، وهو اعتبار حيوي لتطبيقات مثل السيارات ذاتية القيادة، وزيادة كثافة رقائق التخزين ذات الطبقات المكدَّسة إلى 600 طبقة من الحدِّ الأقصى الحالي البالغ 176 طبقة.