موسم أرباح الذكاء الاصطناعي القوية لا يكتمل من دون "إنفيديا"

حملت نتائج كبرى شركات التكنولوجيا أخباراً إيجابية بمعظمها، لكن السوق تفتقد لبشرى واحدة مهمة: شركة "إنفيديا".

"إنفيديا"، الرائدة في مجال شرائح الحوسبة التي تُشكل العصب الأساسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي جعلتها المحور الرئيسي في سوق مفتونة بهذه التقنية المزدهرة، من المقرر صدور تقرير أرباحها في 22 مايو.

يأتي هذا الموعد متأخراً بعد إصدار الشركات الأخرى لنتائجها، والتي أظهرت ارتفاعاً ملحوظاً في الأرباح، إذ يعزز الطلب على أدوات الذكاء الاصطناعي مبيعات خدمات الحوسبة السحابية، كما تشير الدلائل إلى استمرار الإنفاق الكبير على معدات الذكاء الاصطناعي.

النفقات الرأسمالية

قال مايك بيلي، مدير الأبحاث في شركة "فولتون برياكفيلد بروينمان"(Fulton Breakefield Broenniman)، يوم الجمعة: "لدينا مشترون رئيسيون للرقائق يؤكدون استمرار عمليات الشراء الكبيرة، بل وارتفاعها. السؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لشركة (إنفيديا) هو حول إذا ما كان هذا كافياً".

من بين أكبر عملاء شركة "إنفيديا"، أكدت كل من "ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"ألفابيت" استمرار نفقاتها الرأسمالية بالوتيرة نفسها لهذا العام أو زيادتها.

اقرأ أيضاً: طفرة الذكاء الاصطناعي تحتاج "فرتف" بقدر ما تحتاج "إنفيديا"

ارتفعت أسهم "إنفيديا" منذ 19 أبريل، بعد أن شهدت أسهم مصنعي معدات الذكاء الاصطناعي تراجعاً قبيل إعلان نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى. ارتفع السهم بنسبة 17% منذ ذلك الحين ولكنه لا يزال منخفضاً بنسبة 7% تقريباً عن ذروة شهر مارس. ومع انخفاض أسهم شركات تصنيع معدات الذكاء الاصطناعي الأخرى في أعقاب تقارير الأرباح القوية، يتضح أن التوقعات مرتفعة.

الشركات المنافسة

تراجعت أسهم شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" (Advanced Micro Devices) المُصنعة للرقائق المنافسة لـ"إنفيديا" بنحو 9% في الأول من مايو، على الرغم من رفع توقعاتها لمبيعات معجلات الذكاء الاصطناعي لهذا العام إلى 4 مليارات دولار من 3.5 مليار دولار. أما "سوبر مايكرو" (Supermicro)، وهي شركة تصنيع الخوادم التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 170% هذا العام، فتراجعت أسهمها بنسبة 14% بعد تقرير أرباحها الذي تضمن توقعات للإيرادات والأرباح تجاوزت بكثير متوسط تقديرات المحللين.

اقرأ أيضاً: إنتل تتحدى "إنفيديا" بشريحة جديدة للذكاء الاصطناعي

بعد صدور أرباح نحو 80% من الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500"، حققت شركات التكنولوجيا وخدمات الاتصالات نتائج تجاوزت التوقعات بشكل ملحوظ. وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، فإن نحو 90% من شركات التكنولوجيا والاتصالات حققت أرباحاً أعلى من التقديرات، وهو رقم يتجاوز بكثير متوسط السوق البالغ 79%.

أسهم التكنولوجيا والاتصالات

تكمن المشكلة في أن النتائج واجهت صعوبة في تحريك الأسهم بعد الارتفاع الذي أدى إلى رفع مؤشر "ناسداك 100" للأسهم التكنولوجية بنسبة 37% على مدار الـ12 شهراً الماضية. كذلك كانت تحركات أسهم هذه الشركات الأضعف بين القطاعات الرئيسية في مؤشر "إس آند بي 500". في المتوسط، انخفضت أسهم التكنولوجيا بنسبة 1.5%، في حين انخفضت أسهم الاتصالات بنسبة 2.7% عقب الإعلان عن الأرباح.

رأت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس" (UBS) أن أسهم الحوسبة في مجال الذكاء الاصطناعي تظل جذابة، إذ من المتوقع أن تتجاوز النفقات الرأسمالية المجمعة من "مايكروسوفت" و"ألفابيت" و"ميتا" و"أمازون" 200 مليار دولار هذا العام، بزيادة 20 مليار دولار عن التقدير السابق.

أضافت مارسيلي، وهي كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأميركتين لدى "يو بي إس": "نحن متفائلون بالعديد من المؤشرات الإيجابية على أساسيات قطاع التكنولوجيا خلال موسم إصدار الأرباح للربع الأول، والتي نعتقد أنها لا تزال تدعم جدوى الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي".