بلومبرغ
يتفوق الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي على المخاوف الجيوسياسية المتعلقة بشركة "سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (TSMC)، على الرغم من استمرار الارتفاع القياسي لأسهمها.
عزز المستثمرون الأجانب حيازاتهم من أسهم الشركة إلى أعلى مستوى خلال عامين، مما يدعم ادعاءات الشركة بأن الذكاء الاصطناعي سيكون أكبر محرك للنمو هذا العام. تمتلك الشركة أكثر من 90% من سوق تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، وفقاً لشركة "بيكتيت أسيت مانجمنت" (Pictet Asset Management).
جاء هذا التعافي في سهم الشركة، الذي انخفض بنسبة 27% في 2022، خلال العام الماضي بعد بيع الملياردير وارن بافيت حيازته البالغة 5 مليارات دولار في "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" بسبب التوترات الجيوسياسية المتعلقة بموقعها الجغرافي. ومما عزز المخاوف، انتخاب الجزيرة ذات الحكم الذاتي رئيساً صديقاً للولايات المتحدة، لاي تشينغ تي، والذي وصفته بكين بأنه "محرض على الحرب".
قال برنارد أهكونج، الرئيس التنفيذي المشارك لقسم المعلومات لدى "أوكونور غلوبال مالتي استراتيجي ألفا"، وهي وحدة تابعة لـ"يو بي إس" (UBS O’Connor Global Multi-Strategy Alpha)، إنه "بينما يُنظر إلى الجغرافيا السياسية تاريخياً باعتبارها تهديداً للقطاع، فإن الطبيعة الاستراتيجية لهذه المنتجات والرغبة في بناء سلاسل توريد محلية تعني أن الجغرافيا السياسية أصبحت تشكل رياحاً مواتية للقطاع. لا نزال في مراحل مبكرة من هذه الموجة الصاعدة في أشباه الموصلات".
تتمحور المخاوف الأساسية بشأن شركة "سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" حول تركيزها العالي على صناعة الرقائق في تايوان. جدير بالذكر أن الجزيرة تنتج غالبية أشباه الموصلات المتقدمة في العالم، وأي تصعيد عسكري عبر المضيق مع الصين سيشكل ضربة قوية لسلسلة التوريد العالمية.
أهداف نمو طويلة المدى
بخلاف هيمنتها في مجال الرقائق المتقدمة، تمتلك الشركة أيضاً أكثر من 50% من سوق المسابك بشكل عام، بحسب "بيكتيت". وهذا يضع الشركة على مسار صحيح لتحقيق أو تجاوز أهدافها طويلة المدى المتمثلة في نمو يتراوح بين 15% إلى 20%، وفقاً لأنجالي باستيانبيلاي، كبيرة مديري محافظ العملاء في "بيكتيت".
ارتفعت إيرادات صانع الرقائق بنسبة 9.4% في الشهرين الأولين من العام، مع تسارع الطلب الناتج عن الأنشطة المتزايدة للذكاء الاصطناعي، مما عوض تباطؤ مبيعات هواتف "أيفون". كما ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من الضعف من أدنى مستوياتها المسجلة في أكتوبر 2022، مدعومة جزئياً بالمكاسب التي سجلها عميلها الرئيسي "إنفيديا".
في الوقت نفسه، تحرز الشركة تقدماً في تنويع قواعد عملياتها لمعالجة مخاوف السوق. فقد أعلنت "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" خطة لبناء مصنع ثانٍ في اليابان، بينما سيبدأ مصنعها في كوماموتو الإنتاج هذا العام. كما أنها تبني منشأتين متقدمتين في أريزونا ومصنعاً في ألمانيا.
قال غاري تان، مدير المحفظة في "أولسبرينغ إنترنسينك إيميرجينغ ماركتس إكويتي" (Allspring Intrinsic Emerging Markets Equity): "رغم المخاوف الجيوسياسية، تتميز سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ بوضعها القوي في مجال الذكاء الاصطناعي وانتعاشها الأوسع في أشباه الموصلات نظراً للافتقار إلى شركات قادرة على المنافسة بهذا المجال داخل الأسواق الناشئة".