بلومبرغ
يراقب المتداولون أداء شركة "أبل" بعد أن انخفض سعر سهمها إلى ما دون الحاجز النفسي الرئيسي أمس الثلاثاء، ودخوله في تصحيح فني للمرة الأولى منذ أغسطس هذا الشهر.
أخفقت الأسهم في التماسك فوق مستوى دعم 180 دولاراً الأسبوع الماضي، لتتداول بأقل من 170 دولاراً في أوقات مختلفة خلال جلسة أمس الثلاثاء. وقد يؤدي هبوط سعر السهم عن ذلك المستوى، والاستقرار في هذا النطاق، إلى مواصلة التراجع إلى أدنى مستوياته التي سجلها في أكتوبر عند 165.67 دولار، بحسب تود سون، مدير الصناديق المتداولة في البورصة والاستراتيجية الفنية لدى "ستراتيجاس سيكيوريتيز"(Strategas Securities).
قال سون عبر الهاتف: "يعد سهم (أبل) أحد الأسهم الأكثر تأثيراً، لذا قد يشهد انتعاشاً من المستوى الحالي في المدى القصير بعد وصوله إلى ذروة البيع". لكن المتعاملين يتطلعون إلى بيعه عند 180 دولاراً نظراً للتدهور الكبير في اتجاهه".
انخفض سعر سهم الشركة التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا بنسبة 12% تقريباً منذ مطلع 2024، بعد أن أغلق عند مستوى قياسي في ديسمبر، ليمحو أكثر من 300 مليار دولار من قيمته السوقية.
وأدى تراجع سعر السهم إلى فقدان "أبل" لقب الشركة الأميركية الأعلى قيمة سوقية، لصالح "مايكروسوفت"، فيما تواصل أسهم بعض نظرائها من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) و"ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms Inc) و"أمازون" الارتفاع.
تواجه شركة "أبل" مجموعة من التحديات، بما في ذلك التدقيق التنظيمي في متجر تطبيقاتها "آب ستور" (App Store)، وانخفاض المبيعات في الصين، ومخاوف المستثمرين بشأن فرص النمو. كما أثارت توقعاتها للربع الرابع المخاوف بسبب الطلب الضعيف على هواتفها وأجهزة أخرى.
البائعون على المكشوف يحققون أرباحاً
بطبيعة الحال، يحاول البائعون على المكشوف الاستفادة من الوضع الحالي. كان سهم "أبل" ثاني أكثر مراكز البيع على المكشوف تحقيقاً للأرباح في سوق الأسهم خلال فبراير، حيث بلغت الأرباح الورقية 606 ملايين دولار، وفقاً لشركة تحليل البيانات "إس 3 بارتنرز" (S3 Partners).
مع تراجع سعر سهم "أبل"، يتزايد قلق المتعاملين إزاء تعرض أسهم التكنولوجيا بوجه عام إلى ضغوط بيعية خلال الأشهر المقبلة، حتى مع هيمنة "إنفيديا". تواصل أسهم صانعة "أيفون" تسجيل مستويات منخفضة جديدة مقارنة بصندوق "إنفيسكو كيو كيو كيو ترَست سيرياس 1" (Invesco QQQ Trust Series 1) الذي يتتبع مؤشر "ناسداك 100"، البالغ حجمه 252 مليار دولار.
مع ذلك، اكتشفت شركة الأبحاث "بيريني أسوسياتس" (Birinyi Associates) أن ارتباط "أبل" بمؤشر "إس آند بي 500" ليس قوياً كما يعتقد البعض. بينما تشير قيمة معامل الارتباط عند (1) إلى علاقة طردية تامة، وقراءة (0) إلى انعدام العلاقة، بلغ معامل ارتباط "أبل" 0.65، مقابل 0.69 لشركة "إنفيديا"، و0.36 لمتوسط أسهم "إس آند بي"، وفق جيف روبين، مدير البحوث في "بيريني".
من منظور فني، يعني هذا أن سوق الأسهم الأميركية قد تواصل الارتفاع طالما لم يكسر سهم "أبل" اتجاهه الصاعد المتواصل لعدة سنوات من أدنى مستوياته في 2020، وفقاً لـ"مارك نيوتن"، رئيس الاستراتيجية الفنية في "فَند سترات غلوبال أدفايزرز" (Fundstrat Global Advisors).
كتب نيوتن في مذكرة بحثية للعملاء: "بينما لا يشكل هذا مصدر قلق في المدى المتوسط، ووجود أدلة كافية على أن أسهم (العظماء السبعة) يمكنها بالتأكيد دفع الأسواق إلى الارتفاع دون مساهمة (أبل).. أرى أن تراجع سعر سهم (أبل) خلال الشهر المقبل سيزيد جاذبيته بشكل كبير".