بلومبرغ
وافقت حكومة الهند على استثمارات قيمتها 15.2 مليار دولار في مصانع لإنتاج أشباه الموصلات، من بينها مشروع "تاتا غروب" (Tata Group) لبناء أول منشأة كبرى لصناعة الرقائق في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
قال وزير التكنولوجيا أشويني فايشناو للصحفيين في نيودلهي اليوم الخميس إن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وافقت على خطة "تاتا" لبناء موقع يمكنه تصنيع نحو 50 ألف رقاقة شهرياً، من بين مشروعات أخرى. ووافقت الحكومة أيضاً على اقتراح منفصل لـ"تاتا" بإنشاء مصنع لتجميع الرقائق بأكثر من 3 مليارات دولار.
مساعٍ تكنولوجية طموحة
وعلى الرغم من أن المبادرة ماتزال مجرد مخطط أولي، تعمل هذه الموافقات على تعزيز طموحات الهند في مجال أشباه الموصلات. تحرص الهند، شأنها شأن عدد متزايد من البلدان في جميع أنحاء العالم، على تشجيع ودعم بناء القدرة المحلية على صناعة الرقائق، وضمان توفير المكونات اللازمة للتقنيات المستقبلية من الذكاء الاصطناعي إلى السيارات ذاتية القيادة.
وقال الوزير خلال المؤتمر الصحفي: "سنبدأ في بناء هذا المصنع خلال 100 يوم".
وتأمل الهند في جذب عمالقة الرقائق بالطريقة نفسها التي شجعت بها الحوافز شركة "أبل" وشركاءها على تصنيع وبيع أجهزة آيفون في البلاد، وهو ما يمثل دفعة لقطاع التصنيع العملاق. وقد عرضت تحمل نصف تكلفة أي مشروعات نالت الموافقة حتى سقف أولي قدره 10 مليارات دولار. كما ساعد صندوق أشباه الموصلات بالفعل شركة صناعة شرائح الذاكرة الأميركية "ميكرون تكنولوجي" على إقامة منشأة تجميع بقيمة 2.75 مليار دولار في ولاية غوجارات.
ومن المتوقع أن تدخل "تاتا" في شراكة مع "باور تشيب سيميكوندكتور مانيوفاكتشورينغ" (Powerchip Semiconductor Manufacturing) التايوانية في مشروعها، رغم أنها أجرت أيضاً محادثات مع شركة "يونايتيد مايكرو إلكترونيكس". وستنتج المنشأة الجديدة ما يسمى بالرقائق الناضجة -باستخدام تقنية 40 نانومتراً أو أخرى أقدم منها- والمستخدمة على نطاق واسع في الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات وأنظمة الدفاع والطائرات.
الرقائق ساحة معركة جيوسياسة
وكانت "تاتا"، التي تبلغ قيمتها 150 مليار دولار، قالت في وقت سابق إنها تخطط لبدء إنشاء مصنع للرقائق في دوليرا هذا العام.
تمثل هذه التحركات جزءاً من مسعى "تاتا" الجديد لاستثمار مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الفائقة. وتدير "تاتا" أكبر مصنع لمكونات الهواتف الذكية في الهند، والذي بُني بتكلفة تتجاوز 700 مليون دولار، في جنوب البلاد. كما اشترت مصنع "ويسترون كورب" (Wistron Corp)، الموردة لشركة "أبل"، في الهند العام الماضي، وتسعى لبناء مصنع لآيفون خاص بها.
تطورت أشباه الموصلات لتصبح ساحة معركة جيوسياسية رئيسية، إذ تستثمر الولايات المتحدة واليابان والصين بكثافة في تطوير القدرات المحلية. وتشمل مساعي مودي لتحويل الهند إلى مركز تصنيع عالمي أيضاً جذب مزيد من شركات صناعة الرقائق العالمية إلى البلاد، في محاولة لتخفيض اعتمادها على الواردات باهظة الثمن وتعزيز صناعة تجميع الهواتف الذكية المتنامية.