بلومبرغ
أظهرت دراسة جديدة أن الهند تعمل على تقليص هيمنة الصين على صادرات الإلكترونيات في بعض الأسواق الرئيسية، حيث يقوم المصنعون بتنويع سلاسل التوريد بعيداً عن الصين التي تعد مصنع العالم إلى أجزاء أخرى من آسيا.
ظهر التأثير بوضوح أكثر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث تزايدت التوترات الجيوسياسية مع الصين في السنوات الأخيرة.
ارتفعت صادرات الهند من الإلكترونيات إلى الولايات المتحدة كنسبة من الصين إلى 7.65% في نوفمبر من العام الماضي من 2.51% في نوفمبر 2021، وفقاً لشركة "فاثوم فايننشال كونسلتينغ" (Fathom Financial Consulting) ومقرها في لندن. وفي المملكة المتحدة، ارتفعت الحصة إلى 10% من 4.79%.
تعمل الحكومة الهندية على جذب مصنعي الإلكترونيات إلى البلاد عبر تقديم حوافز كبيرة، مثل التخفيضات الضريبية، والخصومات وتسهيل شراء الأراضي ودعم رأس المال. وتهدف إلى زيادة الصناعة التحويلية المحلية من أجل تصدير المزيد، ومساعدة الشركات على النمو إلى نطاق عالمي من خلال الشراكات.
الهند تحتاج لنمو سنوي 8% لتخطي مساهمة الصين باقتصاد العالم
يوجد بالهند أكبر مصنع للهواتف المحمولة لشركة "سامسونغ الكترونيكس"، في حين تصنع شركة "أبل" ما لا يقل عن 7% من جميع أجهزة "أيفون" في الهند من خلال الشركة المصنعة المتعاقدة معها "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group) وشركة "بيغاترون" (Pegatron).
تزايد استثمارات "فوكسكون" في الهند
كتب أندرو هاريس، الخبير الاقتصادي لدى "فاثوم فايننشال كونسلتينغ" في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي، أن ارتفاع الصادرات الإلكترونية من المرجح أن يكون نتيجة لاستثمارات "فوكسكون" المتزايدة في الهند.
قال هاريس إن تقدم الهند في الحصول على حصة سوقية كان أكثر محدودية في أوروبا واليابان، مما يوضح التحرك نحو سلاسل التوريد المزدوجة (الصين زائد واحدة) بدلاً من التخلي الكامل عن الإنتاج في الصين، على الأقل في الوقت الحالي.
يُظهر التقرير أن صادرات الهند من الإلكترونيات كنسبة من صادرات الصين بلغت 3.38% في ألمانيا و3.52% على مستوى العالم.
أصبحت الشركات الهندية تروج لدورها في استراتيجية "الصين زائد واحدة" للشركات المتعددة الجنسيات، والتي تشهد قيام الشركات المصنعة بتطوير قدرات احتياطية في بلدان أخرى.
"أبل" تخطط لمضاعفة إنتاجها في الهند 5 مرات إلى 40 مليار دولار
يمثل ارتفاع حصة الهند في السوق دفعة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي روج لخطة "صنع في الهند" كوسيلة لتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات وجعل الاقتصاد أكثر اعتماداً على الذات من خلال تقليل الحاجة إلى الواردات. من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بولاية ثالثة في الانتخابات المقررة خلال بضعة أشهر.