بلومبرغ
لم يعد "تيك توك" مجرد منصة لاستعراض مقاطع الفيديو الخاصة بالرقص وتقديم الاستشارات الاستثمارية فحسب، لكنه أيضاً أصبح مكانا للترويج لشقق مانهاتن، حيث يلجأ المتخصصون في مجال العقارات في نيويورك إلى تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي المزدهر للعثور على مستأجرين في سوق تتراكم فيها الوحدات وسط معدلات شغور شبه قياسية. وبالنسبة للبعض، فقد غيّرت مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 60 ثانية وظائفهم تماماً.
كان لدى ماديسون ساتون، الوكيل في شركة "هايلاين ريزيدينشيالHighline Residential "، خمسة آلاف متابع على "تيك توك" فقط في أكتوبر عندما قررت البدء في التعامل مع التطبيق بجدية أكبر. اليوم، يتجاوز عدد متابعيها أكثر من 90 ألف متابع، كما تشكل الصفقات التي يتم إبرامها عبر حسابها على "تيك توك" قوام عملها بالكامل.
وقالت ساتون: "لقد كان مجرد رد فعل سريع، حيث يمكن أن يقدم "تيك توك" صورة دقيقة للوحدة مع مراعاة ملائمة الظروف بشكل عام".
سيطرة التسويق البديل
ويعد شغل شقق مانهاتن أمراً صعباً بشكل خاص في الأيام الحالية، حتى مع انخفاض الإيجارات وتقديم أصحاب العقارات أكبر حوافز للانتقال إليها على الإطلاق. ودفع الوباء العديد من سكان المدن إلى الفرار إلى الضواحي، كما لا يجد الوافدون الجدد أسباباً كافية للاستقرار في أغلى مدينة في نيويورك، بينما لا تزال أماكن الحياة الليلية مغلقة وتبقى أبراج المكاتب شاغرة في الغالب.
وجعل ذلك استراتيجيات التسويق البديلة مثل "تيك توك"، والتي تمكن الوكلاء من التواصل مع المستأجرين على هواتفهم المحمولة، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضافت ساتون إنها تتلقى حوالي 45 مكالمة في الأسبوع من الباحثين عن الشقق الذين عثروا عليها عبر "تيك توك"، وقد اعتادت على تدبير جولات عبر الإنترنت للعملاء الذين كان من المحتمل أن يأتون بشخصهم لمعاينة الوحدات قبل الوباء. وساعدت ساتون مؤخراً شريكي سكن من أوستن، بولاية تكساس، في العثور على شقة في حي هودسون ياردز، واللذين وقعا عقد الإيجار دون أن تطأ أقدامهما الوحدة.
وقالت ساتون، التي اصطحبتهم في جولة افتراضية كاملة: "لقد رأوا أحد عروض الوحدات الخاصة بي عبر "تيك توك"، وأعجبتهم للغاية".
الوصول إلى العملاء
ويستخدم تطبيق "تيك توك" خوارزمية لتصميم صفحة "من أجلك" للمستخدم بما يتناسب مع اهتماماته، على سبيل المثال، شقق يزينها طوب مكشوف دون رسوم للوسطاء. وهكذا، فإن أحد الأشخاص الذين توقفوا عن التصفح لمشاهدة مقطع فيديو حول شيء متعلق بالعقارات في نيويورك في الماضي، قد يُعرض عليهم أحد مقاطع الفيديو الخاصة بساتون في المرة القادمة. مما يسمح للوكلاء بالوصول إلى جمهور العملاء المحتملين الذين ربما لم يكونوا ليروا قوائمهم بطريقة أخرى.
على نفس الدرب، فلدى ألكساندر زاخارين، العضو المنتدب في وكالة "جي زد بي ريالتي GZB Realty"، ما يقرب من 80 ألف متابع على "تيك توك"، تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً "ممن لا يسمح لهم قانوناً بشرب الكحول ولكن يسمح لهم بتأجير الوحدات بشكل قانوني"، إلى الآباء الذين يوجههم أطفالهم لاستخدام التطبيق. وتشكل جهات الاتصال من خلال "تيك توك" الآن 75% من أعمال زاخارين.
وقال زاخارين، الذي انضم إلى المنصة منذ عام تقريباً، "إذا قمت بذلك بشكل صحيح، فإن الخوارزمية تسمح لك بالانطلاق". وكان زاخارين، قد أبرم صفقة مع أحد الشخصيات الروسية المؤثرة عبر "تيك توك" لتأجير شقة في ساحة لينكولن تضم غرفتي نوم مقابل 11 ألف دولار شهرياً.
الحوافز والأسعار
وقال غاري مالين، مدير العمليات في مجموعة "كوركوران Corcoran Group" لسمسرة العقارات: "إنه أمر يفيد عملية التسويق دون شك. فأي شيء يتم استخدامه بقدر استخدام "تيك توك" يساعد بالتأكيد في عرض العقارات". مضيفاً أنه بينما يمكن أن يساهم التطبيق في استعراض الشقق، فإن قرارات التأجير بالنسبة لمعظم الأشخاص ستتوقف على السعر. وتابع مالين: "في النهاية، أعتقد أن ما يدفع الصفقات هو الحوافز والأسعار التي يتم تقديمها".
ونظراً لأن الأشخاص عالقون في المنزل ويقضون وقتاً أطول في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تجذب مقاطع الفيديو الخاصة والبسيطة على "تيك توك" جمهوراً لم يفكر في العيش في مانهاتن من قبل.
وقد ساعدت ساتون، التي تطلق على نفسها اسم "المؤثر العقاري" على منصة "لينكد إن"، مؤخراً، متخصصة يافعة في العثور على شقة في حي موراي هيل. وكانت الشركة التي تعمل بها قد منحتها خيار الانتقال من فرجينيا، وقررت أنها تريد تجربة نيويورك، التي تمتاز "بشعور مثير في الهواء لا يمكنك العثور عليه في أي مكان آخر"، كما وصفتها ساتون، مضيفةً: "هناك اعتقاد خاطئ بأن الناس لن يعودوا. لكن الأمر عكس ذلك".