بلومبرغ
قالت رابطة لصناعة أشباه الموصلات الصينية، إنَّها وافقت على العمل مع نظيرتها الأمريكية بشأن المسائل المتعلِّقة بصناعة الرقائق، في خطوة تجسِّد مثالاً نادراً للتعاون الثنائي في مجال أصبح نقطة محورية للتوترات بين واشنطن وبكين.
وأوضحت الرابطة يوم الخميس في بيان على موقعها على الإنترنت، أنَّها ستشكِّل مجموعة عمل مع رابطة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية، التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرَّاً لها.
وأضاف البيان أنَّ 10 شركات رقائق من كلِّ دولة ستجتمع مرتين في العام لمناقشة سياسات تشمل قيود التصدير، وسلامة سلسلة التوريد، وتكنولوجيا التشفير.
وارتفعت أسهم الشركات الصينية العاملة في صناعة الرقائق بعد نشر البيان على الموقع الإلكتروني لرابطة صناعة أشباه الموصلات الصينية (سي اس آي ايه). وصعد سهم المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (Semiconductor Manufacturing International Corp) بنسبة تصل إلى 12% في تعاملات هونغ كونغ.
وارتفعت أسهم شركة " هوا هونغ سيميكوندوكتور" (Hua Hong Semiconductor Ltd)، و"شانغهاي فودان مايكرو إلكترونيكس غروب" (Shanghai Fudan Microelectronics Group Co) بما لا يقل عن 13%، و 14% على التوالي.
ولم ترد رابطة صناعة أشباه الموصلات الصينية فوراً على طلب للتعليق.
ولم تنشر رابطة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية التي تمثِّل شركات، مثل: "إنتل"، و"كوالكوم" بيانات على مواقعها الإلكترونية بشأن أي تعاون، ولم ترد على طلب للتعليق، تمَّ إرساله بعد ساعات العمل.
قضية رئيسية في العلاقة المتوترة
وأصبح مستقبل صناعة أشباه الموصلات قضية رئيسية في العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والصين.
وتعهَّد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في خطاب رئيسي الأسبوع الماضي أن تعزز بلاده الإنفاق، وتوجه البحث نحو الرقائق المتطورة، والذكاء الاصطناعي مع سعي الصين لخفض الاعتماد على التقنيات الأمريكية.
وتستورد الصين ما قيمته 300 مليار دولار من أشباه الموصلات سنوياً.
واتخذت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خطوات للحدِّ من نموِّ الشركات الصينية الوطنية الرائدة، مثل "هواوي"، و"المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات"، و "اس ام آي سي" (SMIC) أكبر منتج للرقائق في الصين.
ووضع الرئيس الأمريكي جو بايدن تقنيات مثل أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي وشبكات "الجيل التالي" في صميم سياساته تجاه الصين، وقال، إنَّه سيقف في وجه الصين وغيرها من "الأنظمة الاستبدادية التكنولوجية".
وقال ستيوارت راندال، رئيس قسم الإلكترونيات في شركة الاستشارات "إنترالينك"
(Intralink) في شنغهاي، إنَّ هناك حاجة ماسة إلى التعاون بين المجموعات الصناعية.
وأضاف:
ستكون كارثة إذا تمَّ إنشاء عالمين من أشباه الموصلات دون تعاون أو لا توجد معايير
وتضمُّ رابطة صناعة أشباه الموصلات الصينية، كبار مورِّدي الرقائق، والمختبرات، والمستثمرين في الصين، بما في ذلك بعض الشركات المدرَجة في القائمة السوداء لواشنطن، وفق تعريفها على موقعها على الإنترنت.
ويضمُّ فريق إدارتها بعض أبرز الشخصيات في صناعة أشباه الموصلات في الصين.
ويرأس الرابطة "تشو زيشو" (Zhou Zixue)، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة "المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات" المدرَجة في هونغ كونغ.
ويضمُّ مجلس إدارة الرابطة، شو تشيجون نائب رئيس مجلس إدارة "هواوي"، و"تشاو ويغو"، رئيس "تسينغهوا يونيغروب" (Tsinghua Unigroup).