بلومبرغ
ألغت شركة "إيه إس إم إل" (ASML Holding NV) شحنات بعض أجهزتها إلى الصين بناءً على طلب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل أسابيع من دخول حظر التصدير على معدات صناعة الرقائق المتطورة حيز التنفيذ، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
كان لدى الشركة المصنعة الهولندية تراخيص لشحن ثلاث من "آلات الطباعة بالحفر فائق العمق بالأشعة فوق البنفسجية" (التي تستخدم في صناعة الرقائق المتطورة) إلى الشركات الصينية حتى يناير عندما تدخل القيود الهولندية الجديدة حيز التنفيذ الكامل. ومع ذلك، تواصل المسؤولون الأميركيون مع "إيه إس إم إل" ليطلبوا منها الوقف الفوري للشحنات المتعاقد عليها مسبقاً مع بعض العملاء الصينيين، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم حتى يتسنى لهم مناقشة المعلومات الخاصة.
يعمل "بايدن" على قمع محاولات بكين لإنشاء صناعة أشباه الموصلات المتقدمة الخاصة بها، وتمنع الولايات المتحدة وحلفاؤها الوصول إلى التكنولوجيا المستوردة. أفادت "بلومبرغ نيوز" بأن شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية أنتجت هاتفاً ذكياً ينافس هاتف "آيفون" الذي تنتجه شركة "أبل" في العام الماضي باستخدام أحدث الرقائق المصنوعة عبر آلات الطباعة بالحفر فائق العمق بالأشعة فوق البنفسجية من "إيه إس إم إل".
بايدن يفرض قيوداً على توسع شركات الرقائق الأميركية في الصين
وأكدت الشركة أن الحكومة الهولندية ألغت مؤخراً، وبشكل جزئي التراخيص لشحن بعض أنظمة الطباعة بالحفر فائق العمق إلى الصين، مما أثر على عدد صغير من العملاء هناك. وفي بيان، قالت الشركة إنها أجرت مناقشات مؤخراً مع الولايات المتحدة حول نطاق وتأثير لوائح مراقبة الصادرات، دون الخوض في التفاصيل.
طلب أميركي
قال الأشخاص إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اتصل بالحكومة الهولندية بشأن هذه المسألة أواخر العام الماضي، وإن المسؤولين الهولنديين طلبوا من الولايات المتحدة التواصل مباشر مع "إيه إس إم إل" بشأن شحنات المعدات، التي تسمى بآلات الطباعة بالحفر فائق العمق بالأشعة فوق البنفسجية.
ذكر الأشخاص أنه تم إلغاء شحنات عدد محدود من الأجهزة بناء على طلب الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح على الفور عدد تلك الأجهزة، والتي يمكن أن تكلف القطعة الواحدة منها عشرات الملايين من الدولارات.
رفض المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الهولندية التعليق.
الصين تستثمر 5.4 مليار دولار في شركة ناشئة لصناعة الرقائق
بدأ الضغط الأميركي على الشركة، التي يقع مقرها في فيلدهوفن عام 2019، عندما ضغطت إدارة الرئيس دونالد ترمب على الحكومة الهولندية لحظر مبيعات آلات الطباعة بالحفر فائق العمق بالأشعة فوق البنفسجية من "إيه إس إم إل" إلى الصين.
تعد "إيه إس إم إل" الشركة الوحيدة التي تصنع هذه التكنولوجيا، والتي تُستخدم لإنشاء أشباه الموصلات التي تُشغّل كل شيء بدءاً من الهواتف الذكية وحتى المعدات العسكرية المتطورة.
بعد ذلك، وبدفع من إدارة "بايدن"، شددت الحكومة الهولندية ضوابط التصدير إلى الصين بشكل أكبر في العام الماضي، مما أدى إلى تقييد آلات "دي يو في" (DUV)، والتي كانت تعد ثاني أكثر خط إنتاج تقدمه الشركة، بدايةً من الأول من يناير. منذ ذلك الحين سارعت الصين إلى تخزين تلك الآلات.
قفزة في الواردات
في الفترة بين يوليو ونوفمبر، ارتفعت واردات الصين من آلات الطباعة بالحفر فائق العمق أكثر من خمس مرات لتصل إلى 3.7 مليار دولار، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية. واستحوذت الصين على ما يقرب من نصف مبيعات "إيه إس إم إل" في الربع الثالث - مقارنة بنسبة 24% في الربع السابق و8% في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، حيث سارعت الشركات هناك إلى استيراد آلاتها قبل أن تدخل ضوابط التصدير حيز التنفيذ.
الصين تتيح تصدير بعض المعادن الحيوية قبل فرض قيود على الغرافيت
أخبر الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لشركة "إيه إس إم إل" بيتر وينينك المستثمرين في أكتوبر أن القيود الجديدة ستؤثر على ما يصل إلى 15% من مبيعات الشركة في الصين.
عارض "وينينك" هذه الإجراءات علناً، وحذر من أنها قد تشجع الصين على تطوير تكنولوجيا منافسة. وقال العام الماضي في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز": "كلما زاد الضغط عليهم، زاد احتمال مضاعفة جهودهم".