بلومبرغ
وافقت "تيك توك" التابعة لشركة "بايت دانس" (ByteDance) على استثمار 1.5 مليار دولار في مشروع مشترك مع "غو تو غروب" (GoToGroup) الإندونيسية ستسيطر عليه، ضمن اتفاق يسمح للشركة الصينية بمعاودة تشغيل تطبيق التسوق الخاص بها في أكبر سوق للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت.
قالت الشركتان، اليوم الاثنين، إن عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي ستدمج وحدتها "تيك توك شوب" الإندونيسية مع "توكوبيديا" (Tokopedia)، وهي وحدة التجارة الإلكترونية التابعة لـ"غو تو". فيما تحصل "تيك توك" على حصة 75% في هذا الكيان المدمج، والذي سيدير ميزات التسوق لتطبيق وسائل التواصل الاجتماعي التابع لـ"تيك توك" في إندونيسيا.
صفقة استثنائية
تعد هذه الصفقة استثنائية بالنسبة لشركة "بايت دانس"، إذ ستمكنها من الاستحواذ فعلياً على كيان محلي بارز في التجارة عبر الإنترنت في سوق خارجية كبيرة. وستسمح الاتفاقية، التي تصبح "غو تو" بموجبها داعماً سلبياً لتشغيل "توكوبيديا"، لـ "بايت دانس" بمعاودة تشغيل أعمالها في إندونيسيا والامتثال للقواعد التي استحدثتها الحكومة لوقف خدمتها للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت بينما كانت تكتسب قوة دافعة في مواجهة "سي" (Sea) و"غو تو".
قيود إندونيسيا تعرقل طموحات "تيك توك" في التسوق الإلكتروني
انخفض سهم "غو تو" 5.6% في جاكرتا مع تقييم المستثمرين تأثير سيطرة "تيك توك" على أعمال التجارة الإلكترونية الخاصة بها. فيما زاد سهم "بي تي بنك جاغو" (PT Bank Jago)، وهو أكبر بنك إندونيسي رقمي والذي تمتلك "غو تو" حصة فيه، بنحو 7.9%. ومن المحتمل أن يؤدي هذا الارتباط إلى زيادة المدفوعات ومعاملات التجارة الإلكترونية للمنصات التي يديرها "جاغو" وتحويلها.
أشارت الحكومة الإندونيسية، التي تسعى لحماية المتنافسين المحليين بما في ذلك عشرات الملايين من شركاتها الصغيرة، إلى أنها ستوافق على اتفاق "تيك توك" و"غو تو" الجديد. ومع نمو "تيك توك" لتصبح منافساً رئيسياً لـ "توكوبيديا" ومشغلي التجارة المحليين، وضعت جاكرتا لوائح في سبتمبر تجبر مشغلي وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" على فصل خدمات الدفع الخاصة بهم عن المحتوى.
التسوق الإلكتروني
يعد "تيك توك شوب" هو الخاصية الأسرع نمواً لشركة "بايت دانس" ومقرها بكين، والتي تبحث عن مصادر إيرادات جديدة تتجاوز خدمة الوسائط الاجتماعية الشهيرة الخاصة بها. وقد استهدفت سوق التسوق عبر الإنترنت في إندونيسيا، البالغ عدد سكانها 278 مليون نسمة، كنموذج للتوسع العالمي من الولايات المتحدة إلى أوروبا.
بدأت "تيك توك" خاصية التسوق في إندونيسيا في 2021 وشجعها نجاحها الفوري على التوسع في تجارة التجزئة عبر الإنترنت في أسواق أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقالت "تيك توك" هذا العام إنها ستستثمر مليارات الدولارات في إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا الأوسع.
"تيك توك" تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في جنوب شرق آسيا
وبالنسبة لشركة "غو تو"، أكبر شركة إنترنت في إندونيسيا، فقد تكون الصفقة مع "تيك توك" محفوفة بالمخاطر لأنها ستساعد منافساً رئيسياً للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت على الاستمرار في العمل في البلاد. ولكنها تمنحها أيضاً شريكاً عالمياً قوياً في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو وضع يمكن أن يعزز أحجام التسوق والمدفوعات لكلا الشركتين.
قالت الشركة في مذكرة للمستثمرين إن "غو تو" لن تكون مطالبة أيضاً بتمويل "توكوبيديا" من الآن فصاعداً، ولن تتقلص حصتها البالغة 25% في المشروع إذا ضخت "تيك توك" المزيد من التمويل.
مساع للتحول إلى الربحية
يحاول الرئيس التنفيذي باتريك والوجو، الذي تولى منصبه في يونيو، تحويل "غو تو" إلى الربحية على أساس معدل بحلول نهاية العام لإظهار أن شركة نقل الركاب والتجارة الإلكترونية لديها إمكانات أرباح طويلة الأجل. ويواصل الشريك الإداري لمجموعة "نورث ستار" (Northstar) المساهمة حملة أسلافه لتقليل الخسائر عن طريق خفض الوظائف والحد من الترقيات وتشديد ضوابط النفقات.
كانت إندونيسيا من أولى دول جنوب شرق آسيا معارضة لتطبيق "تيك توك". وبعد القيود التي فرضتها، قالت ماليزيا المجاورة إنها تدرس إمكان تنظيم عمل "تيك توك" وعمليات التجارة الإلكترونية الخاصة بها. ويواجه عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل حظراً وتدقيقاً محتملا ًفي دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا والهند بشأن مخاوف تتعلق بالأمن القومي.