بلومبرغ
تعهدت "غوغل" باستثمار ملياري دولار في "أنثروبيك" (Anthropic)، مما يعزز علاقتها بشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة ويغذي الهوس بهذه التكنولوجيا في وادي السيليكون.
الصفقة جاءت في صورة سندات قابلة للتحويل، وهو نوع من الديون يتحوّل إلى أسهم في جولة التمويل التالية للشركة الناشئة، حسبما أكد متحدث باسم "أنثروبيك". وتأتي هذه الصفقة في أعقاب استثمار "أمازون" نحو 4 مليارات دولار هذا العام في أوراق "أنثروبيك" المالية القابلة للتحويل.
وبالتمويل الأخير، تكون "غوغل" التابعة لشركة "ألفابت" قد استثمرت 500 مليون دولار مع الالتزام بإضافة 1.5 مليار دولار أخرى في المستقبل، وفق أشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات خاصة.
ويأتي هذا الاستثمار بالإضافة إلى 550 مليون دولار استثمرتها "غوغل" في "أنثروبيك" في وقت سابق هذا العام.
كانت "غوغل" قبل التمويل قد وقّعت أيضاً اتفاقاً كبيراً في مجال الحوسبة السحابية مع "أنثروبيك"، بحسب شخص مطلع قال إن الصفقة السحابية، التي ستستخدم فيها "أنثروبيك" مجموعة خدمات الحوسبة من "غوغل"، أكبر من الاستثمار الأخير وستمتد على مدى سنوات عدة.
وسبق أن نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل استثمار "غوغل" الجديد.
صفقات ضخمة
موجة الصفقات التي أبرمتها "أنثروبيك" هذا العام قادها جزئياً المسؤول الجديد، فو بوي، رئيس قسم التمويل الاستراتيجي وعلاقات المستثمرين، والذي أشار ملفه الشخصي على موقع "لينكد إن" إلى أنه بدأ عمله في سبتمبر. وقال أحد الأشخاص إن بوي كان له دور فعال في تنظيم محادثات الشركة مع المستثمرين.
وربما تكون خطوة "أنثروبيك" التالية هي التوجه لجمع التمويل التقليدي، بدلاً من الديون القابلة للتحويل. وعند هذه النقطة، ستحوّل حصة كل من "غوغل" و"أمازون" إلى أسهم وستحصل الشركة على تقييم جديد. وكانت "أنثروبيك" قد ناقشت تقييماً يتراوح بين 20 مليار دولار و30 مليار دولار، وفق ما قاله الأشخاص المطلعون، وهو سعر اعتبره بعض المستثمرين مرتفعاً للغاية.
أشارت بيانات "بيتش بوك" (PitchBook) في وقت سابق من هذا العام إلى أن قيمة الشركة الناشئة بلغت نحو 5 مليارات دولار.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تتسرع الشركة في جمع المزيد من الأموال، لأن ما تلقته من استثمارات في الآونة الأخيرة من "غوغل" و"أمازون" يعني أن لديها أموالاً كافيةً.
منافسان سحابيان
بالنسبة لكل من "غوغل" و"أمازون"، تُعد الاستثمارات في الشركات الناشئة مثل "أنثروبيك" وسيلة لتعزيز العلاقات مع الشركات التي تشكل الموجة التالية من الذكاء الاصطناعي، ودفعها إلى استخدام أدواتهما للحوسبة السحابية. وإذا انتشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مثلما يتوقع بعض الخبراء، فسيتطلب موارد حاسوبية هائلة. وهذا يعني أن شركات الذكاء الاصطناعي ستكون عملاء سحابيين مربحين في المستقبل.
علاقات "غوغل" مع "أنثروبك" تضعها في شراكة غير عادية مع "أمازون"، منافستها في الخدمات السحابية. ورغم أن "غوغل" لديها صفقة سحابية كبيرة مع الشركة الناشئة، فإن أمازون قالت أيضاً إنها ستكون "مزود الخدمات السحابية الأساسي لــ"أنثروبيك"، وذلك ضمن استثمارها فيها.
وكانت العلاقة بين "غوغل" و"أمازون" و"أنثروبيك" محرجة في بعض الأحيان. فقد علمت "غوغل" هذا الصيف أن "أنثروبيك" تسعى لجمع المزيد من الأموال، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. لكن تفاصيل تبنّي الشركة الناشئة لخدمات "أمازون ويب سيرفسيز" (Amazon Web Services) لا تزال بمثابة المفاجأة لبعض الأشخاص داخل عملاق البحث على الإنترنت، بحسب ذلك الشخص واثنين آخرين مطلعين على الأمر.
مواجهة مع مايكروسوفت
قال أحد الأشخاص إن "أنثروبيك" تعمل في المقام الأول بمزيج من خوادمها الخاصة وقوة الحوسبة المستأجرة من "غوغل كلاود بلاتفورم" (Google Cloud Platform). وعلى الرغم من استثمار "غوغل" الملايين بالفعل في "أنثروبيك"، فقد كانت مترددة في التعهد باستثمار مبلغ على غرار الذي ضخته "أمازون" في النهاية بالشركة.
وقالت "أمازون" في إفصاح إنها استثمرت 1.25 مليار دولار في "أنثروبيك" على شكل سندات قابلة للتحويل، مع القدرة على استثمار 2.75 مليار دولار إضافية في خطوة مماثلة، وهو خيار ينتهي في الربع الأول من العام المقبل. أبرمت "أمازون" أيضاً صفقةً مع "أنثروبيك" تتيح للشركة الناشئة استخدام خدمات وشرائح "أمازون ويب سيرفسيز" السحابية. ولم يسبق الإبلاغ عن هيكل ديون صفقتي "غوغل" و"أمازون".
"Claude".. منصة حوارية ذكية تدعمها جوجل لمنافسة "ChatGPT"
تضع هاتان الصفقتان عملاقي التكنولوجيا في مواجهة مع "مايكروسوفت"، التي تستثمر أكثر من 10 مليارات دولار في "أوبن إيه آي" (OpenAI)، منافسة "أنثروبيك" ومطورة روبوت الدردشة الذائع الصيت "تشات جي بي تي". ويطور كل من الشركتين الناشئتين روبوت دردشة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادرة على إنشاء محتوى لما يطلب منه. ويركز "كلود" (Claude)، روبوت الدردشة التابع لـ"أنثروبيك" على الذكاء الاصطناعي الذي يتسم بالمسؤولية والحد من التحيز في التكنولوجيا.