بلومبرغ
أعلن مؤسس "بايدو"، روبن لي، أن النموذج اللغوي الضخم الذي طورته شركته لحق أخيراً بنموذج "جي بي تي-4" المتطور الذي ابتكرته "أوبن إيه آي" (OpenAI)، محققاً تقدماً في سباق بلده لتطوير ذكاء اصطناعي قادر على منافسة نظيره الأميركي.
صعد الملياردير إلى المنصة في بكين أمس الثلاثاء ليشغل "إيرني 4.0" (Ernie 4.0) عبر أسئلة وأجوبة مصممة لاستعراض قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير الإجابات وحل ألغاز معقدة على الفور.
ضاهى "إيرني" المنتج الذي طورته "أوبن إيه آي" من جهة التطور والإمكانات العامة، بحسب ما قاله "لي" للحشد المُجتِمع في مصنع صلب قديم جرى تحويله، ويستخدم الآن بصفته قاعة مؤتمرات.
45 مليون مستخدم لـ"إيرني"
تجاوز عدد مستخدمي روبوت المحادثة "إيرني" المميز 45 مليوناً، وهي مرحلة ما تزال متأخرة عن مستخدمي "تشات جي بي تي" المُقدر عددهم عند 180 مليوناً، لأنَّ إطلاق روبوت المحادثة الأميركي جاء قبل نظيره الصيني بشهور.
رائدة البحث الصينية، التي يشار إليها في الأغلب على أنها النسخة المحلية من "غوغل"، تعلق آمالها على الذكاء الاصطناعي لمساعدتها على التفوق على منافسيها، من "علي بابا غروب" إلى "تينسنت هولدينغز"، اللتين تسيطران على بقية سوق الإنترنت. انخفضت أسهم "بايدو" بنحو 1.5% اليوم الثلاثاء.
تقود الشركة موجة من الاستثمارات الكبيرة في أنحاء الصين، بعدما أظهر "تشات جي بي تي" الإمكانات الثورية للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يمكنه إنتاج مقطع مصور ومحتوى من أوامر بسيطة. ينظر إلى "بايدو" باعتبارها تتصدر سباقاً مع شركات التكنولوجيا الكبيرة المحلية ومجموعة من الشركات الناشئة على ابتكار منصة من الجيل الجديد لأكبر سوق للإنترنت في العالم.
احتدام السباق مع الشركات الأميركية
تحاول الشركات الصينية المنافسة مع شركات أميركية عملاقة، من "مايكروسوفت" إلى "غوغل"، على ابتكار خدمات مثل "تشات جي بي تي" و"دال-إي" (Dall-E)، لكن العقوبات الأميركية على إمكانية حصول الصين على الرقائق الأكثر تطوراً لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها، مع رقابة بكين الصارمة، قد تعيق فرص نجاحها. شددت الولايات المتحدة القيود على صادرات الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي المتجهة إلى الصين، ما أثار تلك الحالة من عدم اليقين. قال "لي" للحاضرين: "(إيرني) لا يقل عن (جي بي تي-4) في أي جانب".
يصعُب تقييم نماذج الذكاء الاصطناعي نظراً لتعقيدها الشديد. استعرض لي قدرات "إيرني بوت" بشكل فوري، فاستفسر منه صوتياً عن موضوعات مثل شراء عقار، وطرح عليه مسائل رياضية، وطلب منه كتابة رواية تدور أحداثها في عالم الفنون القتالية القديم. يشير ذلك إلى الاختلاف عن مارس، عندما كشفت عملاقة التكنولوجيا عن أول رد من الصين على الروبوت الحديث الذي طورته "أوبن إيه آي" عبر مقطع مصور أُعد نصه مسبقاً.
مهارات باللغة الصينية
قالت "بايدو"، في يونيو الماضي، إن إصداراً سابقاً من "إيرني" تفوق على روبوت المحادثة الذي طورته "أوبن إيه آي" بالاعتماد على "جي بي تي-3.5" من حيث القدرات العامة، وإن أداءه تفوق على النموذج الأميركي في مهارات متعددة تتعلق باللغة الصينية، مستشهدة باختبار نشرته صحيفة حكومية محلية.
تأمل "بايدو" الآن أن يصبح "إيرني بوت" نشاطاً أساسياً بجوار التسويق عبر الإنترنت، ما سيساعد على استعادة العملاء الذين فقدتهم لصالح التطبيقات الشاملة التي تديرها "بايت دانس"، مالكة "تيك توك"، و"تينسنت".
دمجت الشركة "إيرني" في منتجاتها الرئيسية، مثل البحث، والخرائط، ومشاركة الملفات، والتعاون في العمل، وتحليل البيانات.
دعم حكومي لـ"بايدو"
مثل منافسيها المحليين، تستفيد "بايدو" من الدعم الحكومي الخالص لتكنولوجيا ليست قادرة على تطوير قطاعات بأكملها فحسب، بل واقتصاد يعاني أيضاً.
في أغسطس، وافقت الصين على إطلاق المجموعة الأولى من خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي في السوق المحلية، وضمت المجموعة منتجات طرحتها شركات ناشئة وعمالقة التكنولوجيا، مثل "بايدو" و"بايت دانس".
تصدر "إيرني بوت" في فترة ما قائمة التحميلات في متجر تطبيقات "أيفون" في الصين، وتجاوز عدد مستخدميه يوم إصداره المليون، رغم أن تطبيقات الخدمات الأساسية، مثل "وي تشات" (WeChat) التابع لشركة "تينسنت"، أزاحته عن الصدارة بعد فترة وجيزة.