بلومبرغ
أبلغت شركة "ديل تكنولوجيز" وشركة "إتش بي" عن أرباحهما المدعومة بالطلب المتزايد على أجهزة الحاسب الشخصي، والذي توقعتا استمراره حتى مع عودة الأشخاص إلى المكاتب والمدارس عندما تُصبح جائحة فيروس كورونا تحت السيطرة.
وأعلنت الشركتان الأمريكيتان، اللتان تعدان من أكبر ثلاث شركات مُصنِّعة لأجهزة "الكمبيوتر" الشخصي في العالم، عن مبيعات وأرباح الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير والتي فاقت تقديرات المحللين.
وسوف يتوسع السوق الإجمالي، الذي نما في عام 2020 لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمن، مرة أخرى هذا العام، بفضل الطلب على أجهزة الحواسب المحمولة، وفقاً لـ "إنريكي لوريس"، الرئيس التنفيذي لشركة "إتش بي".
وتُجادل الشركتان المُصنِّعتان لأجهزة الكمبيوتر الشخصي بأن الطلب الجامح على أجهزة الحواسب المحمولة من المستهلكين الذين سعوا لشرائها لتمكينهم من العمل والدراسة من المنزل أثناء الجائحة لن يتبخر مع تخفيف القيود، حيث تريان بأن الإغلاق الذي دام شهوراً لفئات كبيرة من سكان العالم قد أدى إلى تسريع استخدام أجهزة الحاسب في كل شيء، بدءاً من الاتصالات الشخصية وصولاً إلى التعلم والألعاب.
وقال "لوريس" في مقابلة أجريت معه: "نعتقد أن التغيير مستدام؛ حيث جعلت جائحة كوفيد-19 التكنولوجيا أكثر أهمية في حياتنا كلها".
الحواسب محور الحياة بعد كورونا
كان المسؤولون التنفيذيون في شركة "إتش بي" قد خففوا من هذا التفاؤل بالتنبؤ بأن طلب المستهلكين سوف "يهدأ" مع عودة المزيد من الناس إلى نوعية الحياة التي عاشوها قبل الإغلاق الذي تسبب به فيروس كوفيد-19. وصرحت "إتش بي" أنه عند حدوث ذلك، ستعود الشركات والمؤسسات الأخرى إلى الإنفاق على أجهزتها الداخلية.
وفي هذا السياق، قال "جيف كلارك"، رئيس العمليات في "ديل"، للمحللين إن الشركة الصانعة للأجهزة ترى تحسناً في بيئة الطلب في عام 2021. وأوضح أن الملايين من أطفال المدارس لا يزالون بحاجة إلى أجهزة حواسب محمولة، كما ستقوم الشركات بإعادة فتح المكاتب المجهزة بأجهزة الكمبيوتر الشخصي القديمة التي تحتاج إلى استبدال.
وأضاف كلارك: "الكمبيوتر هو محور النموذج الاقتصادي الجديد".
أما شركة "ديل"، التي شحنت عدداً قياسياً من الوحدات في هذا الربع، فصرَّحت أن هناك نقصاً في بعض أنواع الرقاقات، مثل تلك التي تعمل على أجهزة قراءة بطاقات الذاكرة وشاشات العرض.
كما أنَّ قيود العرض لبعض المكونات تحافظ على النمو. وتتوقع "إتش بي" أن يستمر هذا الوضع حتى الربع الثالث.
ومع ذلك، قال "لوريس" إن نظرة "إتش بي" للطلب على أجهزة الحواسب الشخصي في عام 2021 هي أعلى بنسبة 45٪ مما كانت عليه قبل الجائحة، ولم يتمكن الموردون من مواكبة الزيادة ببساطة.
في حين صرّحت شركة "ديل" أن المبيعات ارتفعت بنسبة 9% لتصل إلى 26.1 مليار دولار في الفترة المنتهية في 29 يناير. ويقارن ذلك بمتوسط تقدير المحللين البالغ 24.5 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. كما أعلنت "إتش بي" عن إيرادات 15.6 مليار دولار، أي أكثر من 600 مليون دولار أعلى من متوسط التقديرات.
وقفزت عائدات "ديل" المالية للربع الرابع من أجهزة الحاسب الشخصي الاستهلاكية بنسبة 19%، في حين ارتفعت إيرادات "إتش بي" بنسبة 34%. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مبيعات شركة "ديل" من أجهزة الحاسب الشخصي للشركات والوكالات الحكومية بنسبة 16% إلى 9.9 مليار دولار، في حين تم التعاقد على المبيعات التجارية في "إتش بي".