الشرق
القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) قد تغير من طريقة عمل الشركات والوظائف، وفي نفس الوقت من المرجح أن تعالج فجوة نقص المهارات والتحديات الديموغرافية، مثل الشيخوخة. بحسب تقرير لوكالة "موديز".
وفي الوقت نفسه حذّرت "موديز"، في تقرير صادر مؤخراً، من تأثيره على الاقتصادات كثيفة العمالة والمعتمدة على قطاعات الخدمات بصورة كبيرة، لأنها ستكون الأكثر عرضة للخطر. وقد تنشأ توترات سياسية، ما يخلق معضلات للحكومات في نهجها تجاه سياسة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى القضايا الأخلاقية والأمنية، بما في ذلك إساءة استخدام التكنولوجيا والتي ستكون من ضمن المخاطر الأخرى.
"موديز" أشارت إلى أن التبني السريع لتلك التكنولوجيا حتى الآن من قبل الشركات والأفراد يشير إلى أن تأثيرها قد يتم الشعور به بسرعة أكبر مما كان عليه الحال مع التقنيات التحويلية الأخرى. ومع ذلك، فإن قدراتها الإبداعية تزيد من احتمالية فقدان الوظائف في البلدان المتقدمة والاقتصادات الناشئة.
توترات اجتماعية وسياسية
نوهت الوكالة إلى أن التبني السريع وواسع النطاق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤدي إلى خلق توترات اجتماعية وسياسية، حيث إن الاعتماد السريع لتطبيقاته سيؤدي إلى إزاحة العمال عن المهام التي تتطلب مهارات معتدلة بأجور مرتفعة. وإذا لم يتم خلق وظائف بديلة بمرتبات مرتفعة، فإن تسريح العمالة من الطبقة المتعلمة وذوي المهارات سيحدث على الأغلب، مع ارتفاع فرص عدم المساواة في الدخل.
ورجحت الوكالة، أن تواجه الحكومات التحدي المتمثل في تقييم الفوائد المكتسبة من الاعتماد عليه على نطاق واسع مقابل مخاطره الاجتماعية المحتملة.
يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على زيادة الإنتاجية وتعويض الفجوة في المهارات ورفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل بشكل يتجاوز التقدم الذي تحقق سابقاً من الذكاء الاصطناعي. فقدرته على إنتاج المحتوى وتوليد الأكواد سيؤدي إلى تسريع الابتكار التكنولوجي. فالكفاءة والابتكار المكتسبان من الذكاء الاصطناعي التوليدي سيظهر أولاً في الخدمات والقطاعات الإبداعية، لينتشر بعد ذلك عبر القطاعات الأخرى.
الاقتصادات التي تعاني من شيخوخة السكان أو نقص المهارات ستكون المستفيد الأكبر. غير أن فوائدها على الاقتصاد الكلي لن تصبح ملموسة إلا بعد انتشار هذه التكنولوجيا على نطاق واسع في كل الاقتصادات.