بلومبرغ
أعرب البيت الأبيض للمرة الأولى عن قلقه من رد الفعل الصيني العنيف ضد شركة "أبل"، وقال إنه يرصد تقارير عن حظر حكومي متزايد لهواتف "أيفون"، ويعتقد أن الإجراء يعد انتقاماً من الولايات المتحدة.
قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "يبدو الحظر نوعاً من الانتقام العنيف غير المناسب من الشركات الأميركية الذي شهدنا مثله من جمهورية الصين الشعبية في الماضي".
كشفت "بلومبرغ" في الشهر الجاري عن عزم الصين توسيع حظر استخدام هواتف "أيفون" ليشمل عدداً كبيراً من الشركات المدعومة من الدولة والهيئات الحكومية، في إشارة إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها "أبل" في البلد. أصدر عدد من الهيئات الصينية تعليمات لموظفيها بعدم جلب هواتف "أيفون" الخاصة بهم إلى العمل.
ثغرات أمنية
لكن الوضع تفاقم يوم الأربعاء عندما اعترضت بكين على تقارير عن القيود المفروضة على "أيفون"، في حين أثارت مخاوف حول مشكلات أمنية في الهاتف.
اقرأ أيضاً: الأسرار الصناعية لن تبقى مخفية إلى الأبد
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال المؤتمر الصحفي الدوري في بكين: "لم تصدر الصين أي قوانين أو لوائح لمنع شراء هواتف "أبل" أو العلامات التجارية الأجنبية". كان هذا أول تعليق رسمي من الحكومة، لكنه لم يشر مباشرة إلى حظر الهاتف في أماكن العمل.
قالت ماو أيضاً إن الحكومة تُولي الأمن "أهمية قصوى"، وإنه يجب على كل الشركات العاملة في الصين الالتزام بقوانين ولوائح الدولة. وأضافت: "لاحظنا تقارير إعلامية عديدة عن حوادث أمنية ترتبط بهواتف (أبل)".
التصريحات تركت المستثمرين الأميركيين غير واثقين من وضع "أبل" في الصين، أكبر قاعدة إنتاج وسوق دولية للشركة، مع إصدار هاتف "أيفون" الجديد. انخفضت الأسهم بنحو 1.3% في بورصة نيويورك أمس، قبل أن تعوّض بعض خسائرها.
اقرأ أيضاً: هل تتأثر مبيعات "أيفون 15" بقيود الصين الأخيرة؟
التوترات بين الصين و"أبل" هي جزء من مواجهة أكبر بين أكبر اقتصادين في العالم. قلصت الولايات المتحدة من صادرات معدات صنع الرقائق المتطورة إلى الصين، مشيرة إلى مخاوف من أن تلك التكنولوجيا ستساعد على تجهيز جيش الدولة الآسيوية، وفرضت الصين قيوداً على الصادرات وقيدت قدرة "ميكرون تكنولوجي"، شركة صنع الرقائق الأميركية، على بيع المنتجات.
اختلفت تصريحات ماو عن الحوادث الأمنية بشكل طفيف عن الترجمة الإنجليزية للإحاطة الصحفية. فالترجمة الفورية التي قامت بها الوزارة في الموقع، أغفلت الإشارة إلى "التقارير الإعلامية". عادةً تُدار المؤتمرات الصحفية لوزارة الخارجية بشكل صارم، وتكون إجابات المتحدث الرسمي والترجمة متسقة ومعدة مسبقاً.
اختراقات سابقة
جاء المؤتمر الصحفي الصيني بعد ساعات فقط من إزاحة "أبل" الستار عن الطراز الأحدث من هاتفها الرائج، "أيفون 15". طرحت الشركة 4 طرازات جديدة، "أيفون 15"، "أيفون 15 بلس"، "أيفون 15 برو"، "أيفون 15 برو ماكس"، كما حدث في الأجيال السابقة القليلة. وستبدأ الشركة تلقي الطلبيات المسبقة يوم الجمعة.
لم يرد المتحدث باسم "أبل" على طلب التعليق.
واجهت "أبل" أيضاً عدداً من المشكلات الأمنية في الأشهر الماضية، حيث جرى اختراق عن بعد لهاتف "أيفون" يملكه موظف يعمل بمنظمة للمجتمع المدني، مقرها في واشنطن، واستخدم في الاختراق برنامج تجسس صنعته شركة "إن إس أو غروب" (NSO Group Ltd) الإسرائيلية. أكدت "أبل" الهجوم وأصدرت تحديثاً في الأسبوع الماضي لعلاج المشكلة.
كان جهاز الأمن الاتحادي الروسي (FSB) قد اتهم في يونيو وكالة استخبارات أميركية لم يحددها باختراق آلاف هواتف "أيفون"، وارتبطت الهجمات بشرائح الهاتف المسجلة بأسماء الدبلوماسيين المقيمين في روسيا، وكان بعضهم صينيين، حسب الجهاز.
لم تعلق "أبل" حينها على ما إذا كان تم اختراق الهواتف الروسية أم لا، لكن المتحدث الرسمي قال إن الشركة لم تساعد أي حكومة في شن الهجوم المزعوم، كما ألمح جهاز الأمن الاتحادي.