بلومبرغ
حصلت "مايكروسوفت" على فرصة جديدة لإتمام صفقة استحواذها على "أكتيفيجن بليزارد" البالغ قيمتها 69 مليار دولار، وذلك عبر حصولها على موافقة الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة على إعادة النظر في الأمر، حيث قدمت عملاقة التكنولوجيا عرضاً مختلفاً إلى هيئة مكافحة الاحتكار في البلاد.
في خطوة نادرة، ستعيد هيئة المنافسة والأسواق دراسة الصفقة مجدداً بعد أن قالت "مايكروسوفت" إنها ستمنح شركة "يوبيسوفت إنترتينمنت" Ubisoft) Entertainment) حقوق توزيع ألعاب "أكتيفيجن"، وهو ما قد يحد من المخاوف بشأن هيمنتها على سوق الألعاب السحابية، حسبما ذكرت الشركة في بيان يوم الثلاثاء. وحددت هيئة أسواق المال موعداً نهائياً 18 أكتوبر لإجراء المرحلة الأولى من إعادة النظر.
تحولات دراماتيكية
يأتي تراجع هيئة أسواق المال في أعقاب سلسلة من التقلبات والتحولات الدراماتيكية شهدتها الصفقة أمام الهيئات التنظيمية العالمية. كان يُعتقد أن عملية الاستحواذ المقترحة في طور الاحتضار بعد أن واجهت مخاوف من عدد من هيئات مكافحة الاحتكار، غير أنها اكتسبت زخماً غير متوقع بعد أن وافقت المملكة المتحدة على مراجعة أدلة جديدة. وفي الولايات المتحدة، تمكنت "مايكروسوفت" من كسب طعن تقدمت به ضد قرار لجنة التجارة الفيدرالية بشأن الصفقة. كما أن الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي وافق على الصفقة بعد إتمام المعالجات السلوكية.
ارتفعت أسهم "مايكروسوفت" بنحو 1.3% في تعاملات ما قبل السوق قبل افتتاح بورصات نيويورك اليوم الثلاثاء، كما ارتفع سهم "أكتيفيجن" بنسبة 1.1%. وكانت أسهم "أكتيفيجن" قد أغلقت في وقت سابق عند 90.72 دولار مقارنة بسعر صفقة "مايكروسوفت" البالغ 95 دولاراً. وقفزت أسهم شركة صناعة الألعاب الفرنسية "يوبيسوفت" (Ubisoft)، والتي تمتلك أيضاً امتياز توزيع الألعاب، بنسبة 8.1% إلى 29.09 يورو للسهم في الساعة 2:16 مساءً بتوقيت باريس بعد مكاسب سابقة وصلت إلى 9.2%، وهي أكبر حركة خلال اليوم منذ فبراير.
زوال السبب
قالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذي لهيئة أسواق المال البريطانية، في مقابلة مع راديو بلومبرغ "كان لدينا قلق حقيقي في السابق بشأن قدرة "مايكروسوفت" على التحكم في الطريقة التي ستتطور بها هذه السوق"، وأضافت، "ما نراه في هذه الصفقة الجديدة، وهو ما سيتعين علينا اختباره بعناية من خلال مراجعتنا، هو أنه بدلاً من كون "مايكروسوفت" قادرة على التحكم في كيفية استخدام حقوق البث السحابي، فإن هذا التحكم سيتحول إلى شركة مستقلة".
طلبت "مايكروسوفت" من الهيئة التنظيمية في المملكة المتحدة في يوليو إعادة النظر في النقض الذي حصلت عليه في أبريل على أساس أن الوضع قد "تغير بشكل جوهري"، بالإشارة إلى قرار المحكمة الأميركية والاتفاق اللاحق الذي توصلت إليه لترخيص لعبة "أكتيفيجن" الرائجة (Call of Duty) لمنافستها "سوني غروب كورب".
بموجب الصفقة المعاد هيكلتها، لن تكون "مايكروسوفت" في وضع يمكنها من إطلاق ألعاب "أكتيفيجن بليزارد" حصرياً على خدمة البث السحابي الخاصة بها (Xbox Cloud Gaming)، أو التحكم بشكل حصري في شروط ترخيص ألعاب "أكتيفيجن بليزارد" على منصة خدمات البث للشركات المنافسة بحسب بيان الشركة.
ستمنح الصفقة "يوبيسوفت" حقوق توزيع ألعاب "أكتيفيجن"، عبر منصة اشتراك "يوبيسوفت بلس"، بالإضافة إلى قدرتها على إعادة ترخيص الألعاب مرة أخرى لشركة "مايكروسوفت" أو غيرها من شركات الألعاب السحابية وصانعي وحدات التحكم. هو وضع جيد للألعاب الحالية وكذلك التي سيتم إصدارها في الـ15 عاماً بعد إغلاق صفقة الاستحواذ وستستمر تلك الحقوق إلى الأبد.
قالت "مايكروسوفت" إنها ستظل قادرة على الحصول على الحقوق التي تحتاجها للوفاء بالتزاماتها في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، حيث أبرمت صفقات مع موزودي البث الآخرين للوفاء بالتزاماتها تجاه المفوضية الأوروبية.
ستقوم "يوبيسوفت" بسداد دفعة لمرة واحدة إلى "مايكروسوفت" مقابل حقوق بث الألعاب، بالإضافة إلى الاتفاق على "آلية لتسعير بيع الخدمة للمستخدمين وفقاً لسعر السوق بالجملة"، والتي ستدعم التسعير على أساس الاستخدام.
وقالت هيئة أسواق المال إنها تفضل الحلول الهيكلية لمعالجة المخاوف بشأن عمليات الاندماج التي تعيق المنافسة. ولتلبية متطلبات هذا الحل، تسعى "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن" إلى تصفية الاستثمارات لتحظى بموافقة المنظمين دون الإضرار بما تعتبره "مايكروسوفت" الأجزاء الرئيسية في عملية الاستحواذ. على سبيل المثال، استبعدت شركة البرمجيات العملاقة علناً بيع امتياز (Call of Duty).