بلومبرغ
تقول شركة "إريكسون" السويدية، إنَّ الاحتكار الثنائي الافتراضي الذي تتمتَّع به في بعض الأسواق الغربية بعد استبعاد شركة "هواوي تكنولوجيز " لن يستمر إلى الأبد.
وتزدهر أعمال الشركة السويدية لمعدَّات شبكات الهاتف، وشركة "نوكيا" الفنلندية، في الأسواق بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، منذ أن مُنع منافسهما الصيني القوي من صفقات إمداد الجيل الخامس من الشبكات اللاسلكية، التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.
وبعد تدشينها للحملة العالمية ضد "هواوي" التي فتحت المجال أمام مُصنِّعي الشمال، من المحتمل أن تخلق الولايات المتحدة منافسين جدد، وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة "إريكسون"، بورج إيكهولم.
وفي مقابلة، قال إيكهولم: "نحن نتفهم الحاجة إلى المزيد من خيارات البائعين، ومن المحتمل أن يكون هناك شيء بمكوِّن أمريكي".
وأضاف المسؤول التنفيذي أنَّه بحاجة إلى الاستعداد لظهور منافسين جدد، في ظل الطموحات المعروفة لشركات الهاتف والحكومات، التي تسعى إلى تعزيز البدائل المحلية.
ويؤكِّد تهميش شركة "هواوي" الناتج عن مخاوف تسلل أجهزة الحكومة الصينية للتجسس على الحكومات والشركات الغربية، على مخاطر الاعتماد على عدد قليل فقط من مورِّدي البنية التحتية للاتصالات الحيوية.
ولا يزال يفتقر اللاعبون الأصغر مثل شركة "سامسونغ إليكترونيكس" إلى الوزن الذي يُمكِّنها من المنافسة على مستوى العالم، ولذلك يتوق المشغِّلون والحكومات إلى إيجاد بدائل الآن.
واقترح المدّعي العام الأمريكي السابق ويليام بار أن تفكر بلاده في الاستثمار بـ"نوكيا" و"إريكسون"، في حين قال إيكهولم، إنَّه من المرجَّح أن تستمر التكهنات بشأن مصلحة الولايات المتحدة في الشركة السويدية.
التقدم الناجح
وقد يكون احتمال وجود منافس جديد بمثابة ضربة للشركة التي حقَّقت تحوُّلاً ناجحاً، وتقدُّماً كبيراً تحت قيادة إيكهولم، مع تعرض "هواوي" للضغط، ومعاناة "نوكيا" من العثرات في المراحل الأولى من تطوير الجيل الخامس من الشبكة اللاسلكية.
ومنذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في أوائل عام 2017، اكتسبت "إريكسون" حصة أكبر في جميع أسواقها الرئيسية، وتضاعفت أسهم الشركة. وفي نهاية عام 2020، استحوذت الشركة على ما يصل إلى40% من سوق معدَّات شبكة الوصول اللاسلكي خارج الصين، وفقاً لشركة الأبحاث "ديل أورو" (Dell’Oro).
وتتمثَّل إحدى الطرق التي قد تحاول بها الولايات المتحدة اكتساب حضور أقوى بأعمال البنية التحتية للاتصالات، في الترويج لتقنية "أوبن ران" (Open RAN) التي من شأنها أن تتيح للمشغِّلين مزيداً من الخيارات عبر الجمع بين الأجهزة والبرامج من مختلف البائعين.
وتحظى تقنية "أوبن ران" بدعم من شركات الهاتف والحكومات؛ فقد ورد أنَّ ألمانيا تخطط لضخِّ ما يصل إلى ملياري يورو في تطويرها.
وقال إيكهولم، إنَّ تقنية "أوبن ران" لا تزال على بعد سنوات من أن تكون خياراً حقيقياً لترقيات الشبكة، وقد ينتهي الأمر بأوروبا إلى تحقيق هدفها الخاص بمراهنتها على التكنولوجيا.
وقال: "يعدُّ الالتزام بمزيد من الشبكات المفتوحة طموحاً جيداً، ولكن كما يبدو الآن، فقد يكون وسيلة لتأسيس مورد أمريكي، نظراً لأنَّ تقنية "أوبن ران" تسيطر عليها شركات غير أوروبية في الغالب."
ويُفضِّل المدير التنفيذي أن يرى تركيزاً أوروبياً على مساعدة عملائه من شركات الهواتف، أمثال: "دويتشيه تيليكوم" (Deutsche Telekom AG)، و"فودافون غروب" (Vodafone Group)، و"أورانج" (Orange SA)، من خلال السماح بمزيد من الدمج، ودعم طموحاتهم في مجال الجيل الخامس، باستخدام أموال من صندوق الاسترداد التابع للاتحاد الأوروبي، الذي تبلغ قيمته 750 مليار يورو.
وقال إيكهولم: "من الواضح أنَّ هذا سيدعم مبيعاتنا، وبصفتي الأوروبية؛ أرى أيضاً أنَّه سيعزز الناتج المحلي الإجمالي. نحن بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، والأشخاص الذين من المفترض أن يستثمروا بها لا يحقِّقون عائداً جذَّاباً على رأس المال."