بلومبرغ
أجرت شركة "أبل"مناقشات مع العديد من موردي مستشعرات السيارة ذاتية القيادة المعروفة باسم "ليدار"، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين، حيث تُعدّ هذه المناقشات خطوة رئيسية نحو تطوير أول سيارة ركاب من إنتاج الشركة.
هذا وتجري شركة التكنولوجيا العملاقة التي يقع مقرّها في "كوبرتينو" بولاية كاليفورنيا محادثات نشطة مع عددٍ من الموردين المحتملين لـ"المستشعرات الليزرية" التي تسمح لجهاز كمبيوتر السيارة "برؤية" محيطه، على حد قول الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية المناقشات. والجدير بالذكر أن الشركة تعمل على مشروع مركبات ذاتية القيادة منذ عدة سنوات، وقد طوَّرت بنفسها معظم البرمجيات الضرورية، والمعالجات الأساسية، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي اللازمة لمثل هذا النظام المعقد.
وكما هو الحال مع هواتف "أيفون"، تتطلع شركة "أبل" إلى البائعين الخارجيين لتزويدها بأجهزة مهمة للمركبة ذاتية القيادة التي تُخطط لإنتاجها، وذلك بحسب ما صرح به الأشخاص المطلعون.
وتُعد المناقشات الجارية علامة على أن شركة "أبل" لم تستقر بعد على مورِّدٍ مفضّلٍ لمستشعرات "ليدار" وأنه من المحتمل أن تفكر في مجموعة من الخيارات، بما في ذلك إصدار مخصص بشكل كبير من المستشعرات، ضمن إطار سعيها نحو تطوير تصميم السيارة؛ وهذا مؤشر على أن المنتج النهائي ما يزال بحاجة إلى عدة سنوات ليرى النور. ورفض متحدث باسم شركة "آبل" التعليق على الموضوع.
شركات تصنيع المستشعرات تجمع مئات الملايين من الدولارات
ونُشير إلى أن ما لا يقل عن ست شركات تصنيع مستشعرات "ليدار" قد طُرحتْ للاكتتاب العام عن طريق الاندماج العكسي في الأشهر الأخيرة، حيث جمعت مئات الملايين من الدولارات من خلال اغتنام شهية المستثمرين للمراهنة على الطلب المستقبلي على السيارات عالية التقنية.
ويتم استخدام تقنية "المستشعرات الليزرية" من قبل العديد من الشركات المتميزة التي تأمل في تسويق المركبات ذاتية القيادة، بما في ذلك وحدة سيارة "وايمو" في شركة "ألفابت"– وهي الشركة الأم لشركة "غوغل"، إلى جانب شعبة "كروز" التابعة لشركة "جنرال موتورز".
وفي هذا السياق، قفزت أسهم صانعي مستشعرات "ليدار" وفقاً لتقرير بلومبرغ؛ حيث ارتفعت أسهم شركة "لومينار تكنولوجيز" بنسبة 8.9% إلى 35.75 دولار، لتعكس الانخفاضات السابقة؛ وارتفعت أسهم شركة "فيلودين ليدار" بنسبة 4.7% لتصل إلى 21.89 دولار؛ كما ارتفعت أسهم شركة "أبل" بنسبة 0.8% إلى 130.71 دولار الساعة 11:03 صباح يوم الجمعة بتوقيت نيويورك.
الجدير بالذكر أن "بنجامين ليون"، وهو مدير رئيسي في شركة "أبل" الذي أشرف على العمل على أجهزة السيارات ذاتية القيادة، قد غادر الشركة في وقت سابق من هذا الأسبوع للعمل في شركة ناشئة تعمل في مجال الفضاء والأقمار الصناعية؛ ومن غير الواضح ما هو الأثر الذي قد يتركه ذلك على تقدّم شركة "أبل" في تقديم سيارة مُجدية تجارياً.
منتجات جاهزة
تختبر شركة "أبل" تقنية سيارات الأجرة ذاتية القيادة المسماة "روبو تاكسي" (robotaxi) الخاصة بها على الطرق العامة في كاليفورنيا منذ عام 2017؛ حيث استخدمت النسخة الأولى من سياراتها التجريبية، وهي سيارات الدفع الرباعي المعدلة "ليكزس" (Lexus SUV) مجموعة "ليدار" المكونة من أجزاء جاهزة، على الرغم من أنها أصبحت معدةً على الطلب في الآونة الأخيرة.
وأوضحت الشركة في ورقة بيضاء أصدرتها في عام 2019 آلية عمل تقنية الإدراك الحسي؛ حيث صرّحتْ شركة "أبل" في ذلك الوقت قائلة إن: "عنصر الاستشعار قادر على تحديد موقع السيارة في العالم، ويمكنه تحديد وتتبع الأجسام المحيطة، مثل المركبات الأخرى والمشاة وراكبي الدراجات، ويتم تحقيق ذلك باستخدام مجموعة من المستشعرات، بما في ذلك "ليدار"، والرادار، والكاميرات، كما تُوفر تغطية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة بزاوية 360 درجة حول السيارة".
وذكرت وكالة رويترز في عام 2019 أن شركة "أبل" تخوض محادثات مع صانعي مستشعرات "ليدار"، ولكن أُعيدتْ هيكلة مشروع السيارة ذاتية القيادة بالكامل بعد ذلك.
وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إن شركة "آبل" تجري الآن مناقشات بشأن الجيل التالي من مستشعرات "ليدار" والذي سيتم اعتباره طليعياً بعد أربع إلى خمس سنوات من الآن - وهو مؤشر آخر على الجدول الزمني للشركة.
هذا ولا تُعد السيارات المجال الأول الذي تَستخدم فيه شركة "آبل" مستشعرات "ليدار"؛ حيث أطلقت الشركة جهاز "آيباد برو" (iPad Pro) مدمج مع تقنية الـ "المستشعرات الليزرية" في مارس الماضي، ووسعت الميزة إلى خط تصنيع "أيفون 12 برو" (iPhone 12 Pro) في الخريف الماضي. وتعمل هذه التقنية على تحسين التصوير في الإضاءة المنخفضة وتطبيقات الواقع المعزز في الأجهزة الاستهلاكية؛ حيث يُعد استخدامه لاكتشاف ظروف القيادة والعقبات في الطريق عملاً أكثر تعقيداً.
جدول زمني مدته خمس سنوات
تملك الشركة الصانعة لهواتف "أيفون" (iPhone) فريقاً من خبراء التصميم الداخلي للسيارة، والجسم، ونظام الدفع، والبطارية؛ والذين يعملون من أجل إطلاق السيارة في النهاية، ويُؤمن الموظفون في الشركة أن مثل هذا الإطلاق ما يزال على بعد خمس سنوات على الأقل، حسبما أفادت "بلومبرغ نيوز".
وقد تحسّن نظام السيارة ذاتية القيادة من شركة "أبل" عما كان عليه قبل بضع سنوات، إلا أنه ما يزال متأخراً عن المنافسة.
وفي العام الماضي، قطعت سيارات الاختبار من شركة "آبل" أكثر من 18,800 ميل في ولاية كاليفورنيا مع سائق بشري اضطر إلى السيطرة على السيارة كل 145 ميلاً. ويقارن ذلك بسيارة "وايمو"، التي قطعت 628,839 ميلا واحتاجت إلى سائق بشري لتولي القيادة كل 30 ألف ميل أو نحو ذلك؛ وسيارة "كروز"، التي قطعت 770 ألف ميل مع فك الارتباط كل 28,520 ميلا.
وحتى في الوقت الذي تبحث فيه شركة "أبل" عن موردين، فإنها تجري أيضاً محادثات حول صفقات التصنيع المحتملة وغيرها من صفقات الشراكة مع العديد من شركات تصنيع السيارات المختلفة. وقد ناقشت خيارات تصنيع السيارات مع شركتي "هيونداي موتور" (Hyundai Motor)، و"كيا موتورز" (Kia Motors) الشقيقتين في مجموعة "هيونداي"، إلا أن تلك المناقشات توقفت مؤقتاً منذ عدة أسابيع؛ حيث صرّحت شركتا تصنيع السيارات مؤخراً أنهما لا تجريان محادثات مع "أبل".