بلومبرغ
أطلقت "أبل" أول أجهزة "أيفون" بسرعات لاسلكية من الجيل الخامس (5G) قبل بضعة أشهر. وتتطلع الآن إلى بدء العمل على الجيل السادس (G6)، مما يشير إلى أن الشركة تريد أن تكون رائدة في هذه التكنولوجيا بدلاً من الاعتماد على الشركات الأخرى.
وفي هذا الأسبوع، نشرت "أبل" التي تتخذ من "كوبرتينو" الواقعة في كاليفورنيا مقراً لها، إعلانات توظيف تبحث فيها عن مهندسي أبحاث أنظمة لاسلكية لشبكات الجيل الحالي والجيل القادم. وأشارت القوائم إلى أن الإعلانات هي لمناصب في مكاتب "أبل" في وادي السيليكون وسان دييغو، حيث تعمل الشركة على تطوير التكنولوجيا اللاسلكية وتصميم الرقائق.
ووفقاً لإعلانات التوظيف، قالت الشركة للراغبين في التوظيف: "ستتاح لك فرصة فريدة ومجزية لصناعة الجيل التالي من التكنولوجيا اللاسلكية التي سيكون لها تأثير عميق على منتجات "أبل" المستقبلية، في هذا الدور الوظيفي، وستكون في مركز مجموعة بحثية متطورة مسؤولة عن إنشاء تقنيات الجيل القادم لشبكات الاتصال اللاسلكية خلال العقد المقبل".
وبحسب الإعلان، فإن الأشخاص المقرر تعيينهم في هذه المناصب "سيقومون بالبحث وسيصممون أنظمة اتصالات لاسلكية من الجيل التالي -الجيل السادس- لشبكات الوصول اللاسلكي، ويشاركون في منتديات الصناعة/الأكاديمية المتحمسة لتكنولوجيا الجيل السادس".
طرح الجيل السادس في 2030
يذكر أن مراقبي هذه الصناعة لا يتوقعون طرح الجيل السادس حتى عام 2030 تقريباً، لكن قوائم الوظائف تشير إلى أن "أبل" تريد المشاركة في المراحل الأولى من تطوير هذه التكنولوجيا الجديدة. ورفضت متحدثة باسم الشركة التعليق.
وتستخدم طرازات "أبل" الحالية من أجهزة "أيفون" أجهزة مودم من الجيل الخامس صممتها شركة "كوالكوم"، بينما أطلقت الشركة أول أجهزتها من الجيل الخامس في الوقت المناسب، حيث كان العديد من صانعي الهواتف قد تفوَّق عليها في السوق، في الوقت الذي اعتمدت "آبل" بشكل كبير على شركة "كوالكوم" للاتصال بالشبكة اللاسلكية الجديدة، مما يحسن بشكل كبير مقدار وسرعة البيانات التي يمكن للمستهلكين تنزيلها.
ومن أجل الحصول على شبكة الجيل الخامس في أحدث أجهزة "أيفون"، قامت "أبل" بتسوية دعوى قضائية مثيرة للجدل مع شركة تصنع الرقائق التي تتخذ من سان دييغو مقراً لها. وتشير مشاركة "أبل" المبكرة في أبحاث وتصميم شبكة الجيل السادس إلى أنها لن تنتظر التقدم الكبير التالي.
إمكانيات فائقة لـ "G6"
وفي أواخر العام الماضي، انضمت "أبل" إلى تحالف من الشركات التي تعمل على معايير الجيل السادس وتقنيات الجيل التالي الخلوية الأخرى.
ولا تزال معايير وتوقيتات الجيل السادس محددة لكن بشكل فضفاض، من جهة أخرى، يقول بعض المحللين إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تتيح سرعات تزيد سرعتها 100 مرة مقارنة بسرعة الجيل الخامس.
وتعد قوائم الإعلان عن الوظائف إشارة أخرى على استمرار جهود "أبل" في تطوير المزيد من التقنيات داخل الشركة.
حيث كانت الشركة قد صممت معالجات رئيسية لأجهزة "أيفون" و "أيباد" ووسعت هذا الجهد العام الماضي ليشمل أجهزة "ماك"، كما عززت العمل على شاشاتها المخصصة وتقنيات الكاميرا، بالإضافة إلى الرقائق اللاسلكية لأجهزة "إيربودز" و"أبل واتش" وبيانات تحديد الموقع الدقيقة.
وبدأت "أبل" العام الماضي في تطوير أول مودم مخصص بها، تلك الشريحة التي تسمح للهواتف بالاتصال بالشبكات اللاسلكية.
وخلال اجتماع مع الموظفين في ديسمبر، قال "جوني سروجي"، وهو رئيس التكنولوجيا المخصصة وتكنولوجيا رقاقة "أبل"، إن "الاستثمارات الإستراتيجية طويلة الأجل مثل هذه، تعد جزءاً مهماً من تمكين منتجاتنا والتأكد من أن لدينا مجموعة غنية من التقنيات المبتكرة من أجل مستقبلنا".
وعلى الرغم من أن "أبل" تضع الأساس لتكون لاعباً رئيسياً في الجيل السادس، إلا أن ما زال أمامها الكثير من العمل للاستفادة الكاملة من الجيل الخامس، وهي تقنية لا تزال في مهدها.
ولم توسع الشركة تقنية الجيل الخامس لتشمل أجهزة أخرى مثل "أبل واتش" و "أيباد"، ولا زالت تبيع العديد من أجهزة "أيفون" التي تستخدم تقنية الجيل الرابع الأقدم، ومن المحتمل أن يكون "مودم" "أبل" الأول مخصصاً للاتصال بتقنية الجيل الخامس.