بلومبرغ
قالت أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، إنَّ نقص الزجاج يرفع التكاليف، ويؤخر إنتاج الألواح الجديدة، مما يعوق خطط الصين لتسريع تحولها إلى الطاقة النظيفة.
وقالت "دايوا كابيتال ماركتس Daiwa Capital Markets"، إنَّ أسعار الزجاج الذي يغطي الألواح الكهروضوئية ارتفعت بنسبة 71% منذ يوليو. ويكافح المصنِّعون لإنتاجه بسرعة كافية لجعل المخزونات تكفي مبيعات تزيد على أسبوع.
ويأتي هذا النقص فيما يتجه قطاع الطاقة الشمسية لاستخدام الألواح ثنائية الأوجه التي تعزِّز إنتاج الطاقة وتستهلك زجاج أكثر.
وطلب صانعو الألواح الشمسية مثل شركة "لونغي غرين انرجي تكنولوجي كو Longi Green Energy Technology Co." من الحكومة في الصين، موطن أغلب تصنيع الألواح الشمسية، حل المشكلة من خلال الموافقة على إنشاء مصانع جديدة، وإلا ستخاطر ارتفاعات الأسعار بجعل الطاقة الشمسية باهظة التكلفة للغاية، وتهدد زخم نمو القطاع.
وقال تشارلز جيانغ، المدير العام لإدارة سلاسل التوريد في "لونغي Longi"، أكبر شركة طاقة شمسية في العالم من ناحية القيمة السوقية: "إذا رأت شركات الطاقة الشمسية أنَّ المشروعات ليست ذات جدوى اقتصادياً، فستؤخِّر الاستثمار في مشروعات جديدة وهو ما سيضعف الطلب على الطاقة الشمسية... وستتراجع أرباح محطات الطاقة الشمسية دون المستويات المقبولة بدون الدعم الحكومي إذا استمر صنَّاع الزجاج في رفع التكاليف".
وفي عام 2018 عندما واجهت صناعة الزجاج كثيفة الاستهلاك للطاقة وشديدة التلويث للهواء فائضاً إشكالياً في الإنتاج، منعت الحكومة الصينية الشركات من توسيع القدرات الإنتاجية، والتقى ممثِّلون من"لونغي"، وخمس شركات طاقة شمسية أخرى يوم الثلاثاء بمسؤولين حكومين، وطلبوا منهم إزالة تلك القيود على الأقل فيما يخص زجاج الألواح الشمسية.
الألواح ثنائية الأوجه
وينمو الطلب على الزجاج لدى قطاع الطاقة الشمسية بسبب انتشار الألواح ثنائية الأوجه التي تغطَّى من أعلى وأسفل بالزجاج، مما يسمح بزيادة طفيفة في إنتاج الطاقة من أشعة الشمس المنعكسة من على الأرض. وقدَّر المحللون في شركة "صنواه كينغسواي Sunwah Kingsway" أن تشكِّل هذه الألواح نصف السوق بحلول 2022.
وقفزت أسهم صناع الزجاج العام الجاري، وارتفعت قيمة أسهم "زيني سولار هولدينغز Xinyi Solar Holdings Ltd." بأكثر من الضعف، وتضاعف "فلات جلاس جروب كو Flat Glass Group Co."، لأربعة أضعاف قيمتها السوقية في هونغ كونغ، ولكن هبطت الأسهم يوم الأربعاء توقعاً لإزالة ضوابط القدرة الإنتاجية ونتيجة لعدم تحقُّق التوقُّعات بفوز كاسح للديموقراطيين في الانتخابات، ثم ارتفعت الأسهم يوم الخميس بجانب أسهم شركات التصنيع الأخرى عندما ازدادت احتمالية فوز جو بايدن صاحب الأجندة الأكثر إخضراراً.
ولم تستجب "زيني Xinyi"، و"فلات غلاس Flat Glass" لطلبات التعليق؛ برغم أنَّ المسؤولين في الشركة الأولى أخبروا محللي مجموعة "سيتي" أنَّ الشركة ستدافع عن حصتها السوقية من خلال رفع الإنتاج بسرعة أكبر من غيرهم في حال رفع المسئولين القيود.
وبالنسبة لصناع الألواح الزجاجية، فيشكِّل الزجاج الآن حوالي 20% من إجمالي تكلفة الإنتاج بارتفاع من 10%، بحسب تشارلز جيانغ، المدير العام لإدارة سلاسل التوريد في شركة "لونغي"، مضيفاً أنَّ معروض الزجاج قد ينقص بنسبة 20% إلى 30% في قطاع الطاقة الشمسية العام المقبل، نظراً لأنَّ بناء مصانع الزجاج يأخذ وقتاً طويلاً.
ويأتي نقص المعروض في وقت غير مناسب بالمرة في ظل تدافع مطوِّري الطاقة الشمسية لإنهاء مشروعات قبل نهاية العام الجاري ليضمنوا الحصول على الدعم الحكومي. كما يهدد النقص زخم النمو في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة الصينية زيادة قدرة الطاقة المتجددة مع استهدافها السيطرة على التلوُّث، والتحوُّل لبلد محايدة الكربون بحلول 2060.