بلومبرغ
كشف تقرير لشركة "بارتيك بارتنرز" (Partech Partners) لرأس المال المخاطر، عن تباطؤ إتاحة التمويل لقطاع الشركات الناشئة في أفريقيا للمرة الأولى بعد ما يقرب من 10 سنوات من النمو، بعد أن أجَّل المستثمرون ضخَّ أموال في المشروعات التكنولوجية الناشئة بسبب جائحة كوفيد-19.
ورأس المال المخاطر أو المغامر، هو التمويل الذي يخصصه المستثمرون في المشاريع الريادية، والشركات الناشئة، التي تنطوي على نسبة مخاطرة عالية، مقابل احتمالات متفائلة بالحصول على أرباح عالية أيضاً. ويعدُّ رأس المال المخاطر مصدراً أساسياً للشركات الناشئة، التي تحتاج لوقت طويل للحصول على الأرباح.
وقالت "بارتيك بارتنرز" في تقريرها، إنَّ شركات القارة جمعت 1.43 مليار دولار في عام 2020، بانخفاض 29% على أساس سنوي، وجرى تمويل صفقتين فقط بأعلى من 50 مليون دولار في 2020، مقابل 10 صفقات في عام 2019.
وأضافت الشركة، التي يقع مقرُّها في باريس، في استطلاعها السنوي للشركات الناشئة التي تنفِّذ معظم عملياتها في أفريقيا، أو تحصل على الجزء الأكبر من إيراداتها عبر أفريقيا أنَّه: "لم يكن هناك أي جولات تمويلية ضخمة في النظام البيئي التكنولوجي الأفريقي..وهذا الانخفاض الحاد يشير بوضوح إلى تأثير الوباء، وعمليات الإغلاق اللاحقة".
اتجاه مغاير
وتشهد أفريقيا حالياً اتجاهاً مغايراً لمعظم بقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، إذ وصل الاستثمار في الشركات الناشئة إلى مستوى قياسي بلغ 130 مليار دولار في عام 2020، بزيادة 14% على أساس سنوي، وفقاً لتقرير صادر عن "برايس ووترهاوس"، و "سي بي إنسايتس".
وفي أوروبا وإسرائيل، زاد التمويل الإجمالي لقطاع الشركات الناشئة، وإن كان لصالح عدد أقل من الشركات، وفقاً لبيانات شركة "بيتشبوك" (Pitchbook).
ولا يزال قطاع التكنولوجيا في أفريقيا صغيراً نسبياً، على الرغم من أنَّه يمثِّل أحد أعلى المجالات نموَّاً لاستثمار رأس المال المخاطر، فقد زاد الاستثمار في المنطقة بنسبة 74% في عام 2019، وأكثر من الضعف في عام 2018.
واستفادت الشركات التي حقَّقت أداءً جيداً، بما فيها التي سعت إلى سد الثغرات، مثل منصات الدفع الإلكتروني من زيادة معدَّلات اتصال الأفراد بشبكة الإنترنت مع اقتناء المزيد من الأشخاص للهواتف الذكية.
زيادة في عدد الصفقات
ومع ذلك، اجتذبت المنطقة بعض التمويل، على الرغم من إحجام المستثمرين عن المشاركة في جولات تمويلية أكبر، وارتفع إجمالي عدد الصفقات بنسبة 44% على أساس سنوي في عام 2020، وفقاً للتقرير.
وحصلت أربع دول أفريقية، بما في ذلك جنوب أفريقيا وكينيا، على 80% من التمويل، في حين حصلت نيجيريا على الجزء الأكبر، وأبرمت مصر معظم الصفقات.
وشملت صفقات العام الماضي، التي جنى أصحاب رأس المال المخاطر عوائدها، استحواذ شركة "وورلد ريمت" (World Remit) بقيمة 500 مليون دولار على شركة "سيندويف" ( Sendwave)، التي تقدِّم خدمة تحويل أموال أسسها الصومالي إسماعيل أحمد.
ووقَّعت شركة "نتورك إنترناشيونال" (Network International) اتفاقية بقيمة 288 مليون دولار لشراء "دي بي أو غروب" (DPO Group)، واستحوذت شركة "سترايب" ( Stripe Inc) على " بايستاك" (Paystack) النيجيرية مقابل 200 مليون دولار.