بلومبرغ
قلّص الاتحاد الأوروبي نطاق تحقيق ينظر في ادعاءات بمعاملة شركة "أبل" غير المنصفة لشركات توزيع الموسيقى مثل "سبوتيفاي تكنولوجي"، بحيث يركز الآن على القيود التي تمنع الشركات من توجيه المستخدمين بعيداً عن متجر التطبيقات الخاص بـ"أبل".
قالت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، إنها أصدرت لائحة اتهام مُعدَّلة، تُعرف باسم بيان الاعتراضات، بعد عامين من تقديم شكوى أوسع نطاقاً لشركة التكنولوجيا، تشرح فيها كيف تعتقد بأن "أبل" أساءت استخدام نفوذها كحارس بوابة للتطبيقات على أجهزتها.
أضافت الجهة التنظيمية التابعة للاتحاد الأوروبي أنها لم تعد تستهدف المخاوف القانونية بشأن فرض "أبل" للتكنولوجيا الخاصة بها على مطوّري تطبيقات توزيع الموسيقى حتى يشترونها من خلال التطبيق.
بدلاً من ذلك، يركز التحقيق الآن على القيود التعاقدية التي فرضتها (أبل) على مطوّري التطبيقات، والتي تمنعهم من إبلاغ مستخدمي أجهزة "أيفون" و"أيباد" بخيارات بديلة للاشتراك في تطبيقات الموسيقى بأسعار أقل خارج التطبيق، وعدم تمكنهم من اختيارها بنجاح.
تحول تاريخي لـ"أبل"
رغم عمل فرق مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي على التحقيق منذ قرابة 3 سنوات، كان بدء العمل بقواعد منفصلة عن التكتل هو الدافع الرئيسي وراء تحول "أبل" التاريخي، حيث أطلقت الشركة تغييرات جذرية سمحت بوجود متاجر أخرى للتطبيقات على أجهزة "أيفون" و"أيباد".
كان تطبيق "سبوتيفاي" -الذي يعد ضمن الأشهر بين تطبيقات الموسيقى في أوروبا- من بين أشد المنتقدين لـ"أبل"، حيث ضغط على وحدة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات حاسمة، عبر تقديم شكوى بشأن اقتطاع الشركة الأميركية حصة غير منصفة من رسوم الاشتراك في التطبيق.
قالت إيف كونستان، المستشارة العامة لـ"سبوتيفاي"، في بيان: "أرسل الاتحاد الأوروبي رسالة واضحة اليوم، مفادها أن تصرف (أبل) الاحتكاري والممارسات غير المنصفة أضرّت بالمستخدمين، وظلمت المطوّرين لفترة أطول مما ينبغي. نحث المفوضية على التوصل إلى قرار سريع في هذا التحقيق، لحماية المستهلكين وإعادة المنافسة العادلة للمنصة التي تعمل بنظام تشغيل (آي أو إس)".
مساوئ قيود "أبل"
أوضحت الجهة التنظيمية التابعة للاتحاد الأوروبي أن القيود التي تفرضها "أبل" على مطوّري تطبيقات توزيع الموسيقى "ليست ضرورية ولا متكافئة بالنسبة إلى محتوى متاجر التطبيقات على أجهزة "أيفون" و"أيباد"، وأنها تضر بمستخدمي خدمات توزيع الموسيقى على أجهزة الهاتف من "أبل"، ممن قد يدفعون مبلغاً أكبر في نهاية المطاف، كما أنها تؤثر سلباً على مصالح مطوّري تطبيقات توزيع الموسيقى عبر الحد من الخيارات الفعلية للمستهلكين.
ذكرت "أبل" أنها "سعيدة" بأن المفوضية قلّصت نطاق التحقيق، ولم تعد تعترض على حقها في تحصيل عمولة على السلع الرقمية، وفرض استخدام أنظمة الدفع التي يثق فيها المستخدمون عبر التطبيق.
أشهر خدمة توزيع موسيقى
أضافت الشركة: "ساعد متجر التطبيقات (سبوتيفاي) على أن تصبح أشهر خدمة توزيع موسيقى في مختلف أنحاء أوروبا، ونأمل أن تنهي المفوضية الأوروبية مسعاها للتحقيق في هذه الشكوى التي لا أساس لها".
قدّمت "سبوتيفاي" شكوى في 2019 تفيد بأن "أبل" تضغط بشكل غير عادل على خدمة توزيع الموسيقى الخاصة بها، بفرض قواعد تتغير باستمرار، مع اقتطاع حصة كبيرة من المبيعات على متجر التطبيقات. كما ذكرت أنها اضطرت لزيادة رسوم الاشتراك الشهري لخدمتها المتميزة بعوامل مصطنعة لتغطية التكاليف الإضافية.
يأتي بيان الاعتراضات الجديد بعد أسبوعين من جلسة مغلقة جمعت "أبل" بالمفوضية الأوروبية في تحقيق ثانٍ معلَّق بشأن كيفية تعامل الشركة مع خدمات المدفوعات لأجهزة "أيفون"، وهو قطاع تقول الجهات التنظيمية إن "أبل" تتحيز فيه لصالح التكنولوجيا الخاصة بها مقارنةً بالمنصات المنافسة.