بلومبرغ
قال علماء أوروبيون متخصصون في المناخ، ممن يزودون رواد الصناعات والباحثين بآخر وأهم البيانات المناخية، إن التقدم العلمي الكبير القادم سيتمثل في إمكانية التنبؤ بأحوال الطقس باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتحول المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى إلى عملية التعلم الآلي، من أجل تنظيم كميات ضخمة من المعلومات الصادرة عن الأقمار الصناعية والمحطات المناخية التي تتم معالجتها. وتمهد خطة، تم الإعلان عنها مؤخرا، وتمتد على مدى العشر سنوات القادمة، لجمع المزيد من البيانات ومعالجتها لخدمة المزارعين والمرافق، ممن يعتمدون على توقعات المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى لاتخاذ القرارات الخاصة بالعمل.
تغيير قواعد اللعبة
وقالت المديرة العامة للمركز، فلورنس رابير: "تساهم دقة نماذج النظم الأرضية في حماية الحياة والممتلكات على هذا الكوكب من التغيرات البيئية والمناخية. ومن المنتظر أن تغير استخدامات المركز الأوروبي للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من قواعد اللعبة، حيث سيسمح بتوفير كميات متزايدة من البيانات والمعلومات مجاناً وبشكل مستمر، فضلاً عن إتاحة إمكانية استخدام هذه المعلومات أمام أي شخص، وهو الأمر الأهم".
وأصبح تحسين دقة التنبؤات الجوية وتعزيزها أمراً بالغ الأهمية في وقت يحاول فيه العالم التخفيف من آثار تغير المناخ. ويحتاج مشغلو الشبكات بشكل مُلِح إلى معلومات تصدر في الوقت المناسب حول تدفقات الرياح والإشعاع الشمسي للتخطيط لإنتاج الكهرباء المتقطعة. كما تغذي بيانات جودة الهواء والانبعاثات عمليات اتخاذ القرارات السياسة المتعلقة بإدارة الازدحام والتعريفات.
علماء متشككون
ويعزز من سعي المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى لاستخدام الذكاء الاصطناعي وجود برنامج الاتحاد الأوروبي الأوسع الذي تبلغ قيمته المليارات. وذلك بهدف إنشاء نظام محاكاة رقمية للأرض. وهو ما تحدث عنه المدير العام الجديد لوكالة الفضاء الأوروبية، جوزيف أشباتشر، خلال حديث مع "بلومبرغ" في وقت سابق من يناير الماضي، حيث قال إن مبادرة "ديستنيشن إيرث" يمكنها أن تنتج أول نماذجها الرقمية المزدوجة قبل نهاية هذا العقد.
ولا تنفي هذه الآمال، من حقيقة وجود علماء مناخ متشككين في هذه التكنولوجيا، خاصة ممن يرون في التوجه نحو الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي "تهديداً" لمجالات أبحاثهم، حسبما أظهر تقرير فني منفصل صادر عن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى. ويشعر البعض بالقلق من اتباع مناهج اختبارات مغلقة لا تقدم فهماً مادياً للبيانات الأساسية.
وأضاف التقرير: "سوف يصبح من الصعب، وبشكل متزايد، التمييز بين العلماء الذين يعملون من خلال التعلم الآلي وعلماء المناخ في المستقبل. ولن يكون من الممكن تحديد الأدوات التي تم استهدافها أصلاً لتطبيقات التعلم الآلي بعد 10 سنوات من الآن".