الشرق
أكدت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة مجلس وكالة الإمارات للفضاء سارة الأميري، أن دولة الإمارات انتقلت من مستخدم لتقنية الفضاء الخارجي إلى مصنّع لها، وتفوقت على غيرها من الدول في سرعة تطوير قدرات القطاع الخاص والكفاءات العاملة فيه، مشيرة إلى أن نجاح تجربة الإمارات في مجال الفضاء الغامض والمعقّد يؤكد أن لا شيء مستحيل، بما يشجّع الشباب على تعزيز علومهم في مجال الفضاء، لا سيما وأن الحكومة تتطلع إلى ترسيخ أهمية علوم التكنولوجيا في الاقتصاد المعرفي.
وقالت الوزيرة في مداخلة مع الإعلامية صبا عودة ببرنامج "الصباح مع صبا" عبر قناة "الشرق للأخبار"، إن مهمة "مسبار الأمل" هي استكشاف الغلاف الجوي للمريخ، إذ سيدخل مدار حول الكوكب لمدة عامين، وقد تمتد إلى أربعة أعوام، بعدما استغرق تطوير المسبار ست سنوات، خاضت فيها الوكالة تجارب دقيقة للوصول إلى هذه المرحلة.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يقوم على تطوير الكوادر الوطنية في مجال تصنيع وتصميم أنظمة معقدة ترتكز على التكنولوجيا والعلوم التي تهدف إلى تنمية اقتصاد الإمارات في السنوات الخمس المقبلة.
دعم القطاع الخاص والصناعة المحلية
وأكدت الوزيرة تطور قطاع الفضاء في الإمارات الذي انطلق في عام 2006 بمهمة تطوير الأقمار الصناعية الصغيرة وفريق عمل من 50 شخصاً، وصولاً إلى مهمة أكثر تعقيداً هي استكشاف الفضاء، يقودها فريق عمل مؤلَّف من ألف موظف.
وبحسب سارة الأميري، انتقلت الإمارات من مستخدم لتقنيات الأقمار الاصطناعية والفضاء الخارجي في تسعينيات القرن الماضي، إلى مطور لها في عام 2006 ، من خلال تأسيس مركز "محمد بن راشد للفضاء"، وتطوير منظومة نقل المعرفة والخبرات إلى الكوادر الوطنية في تصنيع الأقمار الصناعية وتصميمها.
وحول استراتيجية قطاع الفضاء 2030، أوضحت أنها تهدف إلى دعم القطاع الخاص وصناعات الفضاء في الإمارات لتوليد فرص عمل وتشجيع شركات جديدة للدخول في مجال جديد هو تطوير الأنظمة الصغيرة جداً لتصوير الأرض، بالإضافة إلى دعم تطوير الكفاءات في القطاع الخاص ورفع كفاءة الإنتاج الإماراتي في قطاع الفضاء ليصل إلى العالمية وتصديره إلى الخارج.
ولفتت سارة الأميري إلى أن الإمارات تفوقت في سرعة تطوير قدرات القطاع الخاص الذي استغرق عقوداً في الدول الأخرى للوصول إلى المرحلة التي بلغتها الإمارات حالياً.
وشكّل "مسبار الأمل" نقلة نوعية في صناعة الفضاء والعاملين بها من مهندسين وباحثين، إذ نقلت الدولة المعرفة التي طُوّرت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية إلى القطاع الخاص لدعمه في تلبية احتياجات هذه الصناعة وتأسيس شركات محلية تدعم اقتصاد الإمارات، مشيرة إلى أنه على متن "مسبار الأمل" عدة قطع مصنوعة من شركات محلية.
لا مستحيل
وحول مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء وبناء مسبار الأمل وإطلاقه إلى المريخ بمعرفة تامة ومسبقة، قالت الوزيرة إن فشل هذه المشاريع والأجهزة في دخول المدار حول الكوكب هو احتمال موجود، يُثبِت أن كلمة "مستحيل" لا مكان لها، كما أنها تفتح آفاق للشباب في المنطقة والعالم لتشجيعهم على توظيف قدراتهم في تكنولوجيا العلوم، لا سيما وأن الحكومة تتطلع إلى ترسيخ أهمية هذه العلوم في الاقتصاد المعرفي.
وحول قانون تنظيم قطاع الفضاء في الإمارات، أكدت الوزيرة أنه يحفّز تطوير القدرات الفضائية واستقطاب الشركات وتطويرها، ويدعم أعمال الدولة لتتطور باتجاه العالمية.
وشدّدت الوزيرة الإماراتية على أن تعزيز تنافسية القطاع، خصوصا في ما يتعلق بالعلوم والاستكشاف الخارجي، وتطوير الأنظمة والأجهزة الفضائية، يقوم على أساس التعاون وتضافر جهود الدول، إذ ما من جهة أو دولة أو شركة قادرة وحدها على التصنيع، فصناعة الفضاء تعتمد على منظومة من المؤسسات المختصة في أجزاء محددة لتطوير المهمات بشكل كامل.
وختمت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة حديثها بالقول إن دخول الدول في صناعة الفضاء يكون إما من خلال بناء قدراتها تدريجياً بدءاً من الصناعات الصغيرة وصولاً إلى استكشاف الفضاء الخارجي، وإما من خلال استكمال ما وصلت إليه الدول الأخرى، وهو النموذج الذي اعتمدته الإمارات، إذ استفادت من التجارب السابقة وتعلمت منها، لا سيما وأن قطاع الفضاء تحدياته كبيرة.