بلومبرغ
لم يعد المستثمرون يغضون الطرف بعد الآن عن المخاطر التي تواجهها شركة "أبل"، فيما يعد تحولاً أدى إلى انخفاض القيمة السوقية لصانعة "أيفون" لما دون 2 تريليون دولار، ويهدد بالمزيد من الأوجاع للأسهم خلال الأشهر المقبلة.
حتى وقت قريب، تحدّت أسهم أكبر الشركات قيمةً في العالم قدراً كبيراً من التشاؤم الذي أثّر على عمالقة آخرين في قطاع التكنولوجيا خلال 2022، حتى مع اعتبار أنَّ العام الماضي كان الأسوأ للأسهم منذ 2008.
أما الآن؛ فإنَّ التأخيرات في إنتاج طرازات "أيفون"، والمخاوف من تراجع الطلب مع تباطؤ الاقتصاد تجعل الأسهم تبدو باهتة بدرجة أكبر بمرور الوقت. في ظل بقاء تقييم أسهم الشركة بأعلى من المتوسط على مدار العقد الماضي؛ فإنَّ هناك مجالاً واسعاً للهبوط.
سهم "أبل" يفقد جاذبيته
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك بلس كو" (Miller Tabak + Co.): "تُعتبر (أبل) مهرباً للتداول الآمن، وعندما يتخلى الناس بشكل ما عن النضال، فإنَّهم يبيعون سهم (أبل). عندما نصل إلى القاع، يميل سهم (أبل) إلى أن يفقد زهوته وينخفض سعره، لكنَّه ما يزال مرتفع السعر إلى حد ما، في الغالب".
أسهم "أبل" تنخفض بعد تسليط الضوء على إيرادات "أيفون" والخدمات
يقيم سعر أسهم "أبل" بنحو 20 ضعفَ الأرباح المتوقَّعة على مدار الأشهر الـ12 المقبلة. وبرغم أنَّ هذا التسعير منخفض بشكل كبير عن القمم التي وصل إليها السهم مؤخراً فوق 30 ضعفاً، لكنَّه ما يزال أعلى من متوسطه لـ10 سنوات الذي يبلغ 17 ضعفاً، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
كان تأرجح المعنويات في الأسهم سريعاً. في نوفمبر، تفوق سهم "أبل" على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، وهو إنجاز لافت نظراً لأنَّ عمالقة آخرين في قطاع التكنولوجيا، مثل "أمازون" و"ألفابت"، خسروا أكثر من ثلث قيمتهم في 2022.
تراجع الثقة
كانت قوة سهم "أبل" تترسخ في عوائد رأس المال الضخمة الخاصة بها للمساهمين من خلال عمليات إعادة الشراء وتوزيعات الأرباح والاعتقاد أنَّ النظام البيئي، والذي من الصعب التخلي عنه من العملاء المخلصين، سيدفع الشركة إلى حالة ركود محتمل.
تتراجع الثقة في هذا الرأي، ويتراجع معها تفاؤل المستثمرين بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ إجراءات قريباً لتخفيف أثر أسعار الفائدة الأعلى. وانخفضت أسهم "أبل" 12% في ديسمبر، مقارنةً بتراجع بلغ 5.9% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و9.1% لمؤشر "ناسداك 100". كان ذلك هو أكبر انخفاض شهري لسهم "أبل" منذ مايو 2019.
اعتماد "أبل" على الصين يغدو خطراً بعد فوضى مدينة "أيفون"
استمر الأداء الضعيف، أمس الثلاثاء، بعدما ذكرت وكالة "نيكاي" أنَّ "أبل" أبلغت عدداً من الموردين بتصنيع كمية أقل من المكوّنات لعدد من المنتجات، نظراً للطلب المتراجع. وخفّضت "إكسين بي إن بي باريبا" أيضاً تصنيف السهم، إذ كتبت في مذكرة أنَّ النظرة المستقبلية لنمو "أبل" "تبدو غير كافية لتبرير علاوة تقييم الأسهم مقارنةً بنظرائها".
عراقيل الإنتاج
نتيجة عراقيل الإنتاج المرتبطة بفيروس كوفيد في الصين؛ خفّض محللو "وول ستريت" التقديرات لمبيعات الهواتف من طراز "أيفون" في الربع المالي الأول، الذي انتهى 31 ديسمبر، لـ"أبل". في الشهر الماضي، خفّض "جيه بي مورغان" توقُّعاته للمرة الثانية منذ أوائل نوفمبر. يتوقَّع المحلل ساميك تشاترجي الآن بيع نحو 70 مليون وحدة بانخفاض من تقدير سابق بلغ 82 مليون وحدة.
قال "تشاترجي" إنَّه برغم ذلك من المرجح أن تتحقق الكثير من المبيعات، التي لم تتم في الربع الثاني، مع تراجع قيود الإمداد. وذكرت صحيفة "هينان ديلي" (Henan Daily) الرسمية، الأسبوع الجاري، أنَّ "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group) بالفعل دفعت بالطاقة الإنتاجية لأكبر مصنع "أيفون" في العالم إلى نحو 90% من السعة القصوى المتوقَّعة، كما توقف المحللون بشكل كبير عن خفض توقُّعاتهم بالعوائد والأرباح الآن.
برغم ذلك؛ ما يزال المحللون يلاحقون هبوط السهم. وانخفض متوسط السعر المستهدف للأشهر الـ12 المقبلة إلى نحو 173 دولاراً من 191 دولاراً في مارس. أغلق السهم يوم الثلاثاء عند مستوى 125.07 دولار.