بلومبرغ
تعمل "والت ديزني" على تقييم تكاليف النشاط، ساعية إلى تحقيق "درجة عالية من الكفاءة" بعد تراجع أرباح الشركة وإعلانها نتائج أعمال لم ترقَ إلى مستوى التوقُّعات، مما أفقدها حوالي 15 مليار دولار من القيمة السوقية.
ارتفعت خسائر أنشطة الشركة الموجهة مباشرة إلى المستهلكين، مدفوعة بخدمة البث المباشر "ديزني بلس"، بما يزيد على الضعف إلى 1.47 مليار دولار في الربع الرابع من السنة المالية، بسبب زيادة تكاليف البرمجة والتوسع العالمي، علاوة على تأثر أداء "ديزني" بشكل سلبي نتيجة ضعف إيرادات إعلانات البث التلفزيوني.
جاءت المبيعات، التي بلغت قيمتها 20.2 مليار دولار، أقل بنحو مليار دولار من توقُّعات المحللين. كما انخفضت الأرباح، باستثناء بعض الخدمات، إلى 30 سنتاً للسهم، متجاوزةً بذلك متوسط تقدير المحللين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، البالغ 51 سنتاً.
انخفض سهم "ديزني" بأكثر من 10% في التداول الممتد بعد إعلان النتائج. ووصلت قيمة الأسهم إلى مستويات قريبة من تلك التي سجلتها عند تفشي الوباء في مارس عام 2020.
لحظة محورية
يواجه الرئيس التنفيذي بوب تشابيك بعد ثلاث سنوات من توليه هذا المنصب لحظة محورية؛ إذ تحتاج استثمارات الشركة الضخمة في البث إلى أن تؤتي ثمارها. وكرر تشابيك توقُّعاته بأنَّ خدمة "ديزني بلس" ستحقق أرباحاً في السنة المالية 2024، مُشيراً إلى أنَّ زيادة الأسعار وإدخال نسخة جديدة مدعومة بالإعلانات سيساعدان الشركة التي تقدم أعمالها المباشرة للمستهلكين على بلوغ هذا الهدف.
في هذا الإطار، قال تشابيك للمستثمرين عبر اتصال يوم الثلاثاء: "تمثل نتائجنا المالية هذا الربع نقطة تحول، فقد وصلنا إلى ذروة الخسائر التشغيلية لأعمال "ديزني" المباشرة للمستهلكين، والتي نتوقَّع أن تتراجع في المستقبل".
على الرغم من أنَّ الإنفاق على المحتوى سيظل بالقرب من 30 مليار دولار في العام المقبل؛ لكنَّ الشركة تسعى إلى خفض النفقات في مجالات أخرى من أعمالها، مثل التسويق. وأشارت "ديزني" إلى الارتفاع المحتمل لمشتركي "ديزني بلس" الأساسيين بوتيرة بطيئة في الربع الأول، ليتسارع بذلك في الربع الثاني. كما تتوقَّع الشركة نمواً مرتفعاً من رقم واحد في الدخل التشغيلي والمبيعات للسنة المالية 2023.
فاقت الشركة التوقُّعات الخاصة بشأن إضافات المشتركين في الربع الرابع، إذ سجلت 12.1 مليون مشترك جديد في خدمة "ديزني بلس" الرائدة وحدها. كما ارتفع إجمالي المشتركين، بمن فيهم المشتركون في خدمات البث التلفزيونية "هولو" (Hulu) و "إي إس بي إن بلس" (ESPN+)، إلى ما يقرب من 236 مليون مشترك. وتأتي هذه الأرقام بعد أن تجاوزت شركة "نتفلكس" (Netflix Inc) المنافسة التوقُّعات الداخلية، وكذلك توقُّعات وول ستريت في الربع الأخير، فقد اشترك في خدماتها 2.41 مليون مشترك جديد.
نقطة مركزية للنمو
جعلت "ديزني" البث المباشر نقطة مركزية رئيسية للنمو. إذ من المقرر أن تبدأ الشركة في 8 ديسمبر بيع نسختها المدعومة بالإعلانات من "ديزني بلس" باشتراك شهري قدره 8 دولارات. حيث من المتوقَّع أن يقفز سعر النسخة الخالية من الإعلانات بنسبة 38% إلى 11 دولاراً شهرياً. وأبلغت الشركة عن تراجع متوسط إيراداتها لكل مشترك في "ديزني بلس"، فقد اشترك المزيد من العملاء في نسختها المخفّضة السعر مع خدمات الشركة الأخرى. ويشترك في العرض المجمّع حتى الآن حوالي 40% من المشتركين المحليين.
زادت الأرباح في حدائق "ديزني لاند" الترفيهية بأكثر من الضعف إلى 1.51 مليار دولار، بسبب ارتفاع معدلات الحضور إليها وزيادة إنفاق الضيوف، لكنَّها لم ترقَ إلى ما كان يتوقَّعه المحللون. كما خفّض إعصار "إيان" الدخل التشغيلي بمقدار 65 مليون دولار.
تعليقاً على ذلك، قالت المحللة في "بلومبرغ إنتليجنس" غيثا رانغاناثان على تلفزيون "بلومبرغ": "أرباح حدائق (ديزني) أقل بكثير مما توقَّعنا". مُشيرةً إلى أنَّ التضخم الراهن قد يعوق الطلب الاستهلاكي في منطقة نمو قوية.
وأضافت: "هذه نتائج غير مبشرة ".
انخفضت إيرادات أعمال "ديزني" التلفزيونية التقليدية، والتي تشمل شبكات مثل "إي إس بي إن" و"إي بي سي" (ABC) بنسبة 5% جزئياً بسبب ضعف مبيعات الإعلانات. كما ارتفعت الأرباح بنسبة 6% لتصل إلى 1.74 مليار دولار بسبب تراجع تكاليف البرمجة في البث التلفزيوني، خاصة بالنسبة للرياضة. خفّضت "ديزني" عدد مباريات دوري البيسبول الرئيسي التي بثتها هذا الموسم بموجب عقد جديد.