بلومبرغ
أعلنت شركة "إنترناشيونال بيزنس ماشينز" (IBM)، عن مبيعات فاقت التوقعات، مؤكدة تقديراتها بشأن التدفقات النقدية، في علامة على أن الطلب على البرامج وأجهزة الحاسوب المركزية والخدمات السحابية الهجينة ما زال مستقراً.
قالت الشركة ومقرها بلدة أرمونك بولاية نيويورك الأربعاء، في بيان، إن المبيعات زادت 6.5% إلى 14.1 مليار دولار خلال الربع الثالث من السنة الجارية. قدر المحللون، في المتوسط، 13.5 مليار دولار، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.
تتوقع شركة "آي بي إم" أن نمو الإيرادات للعام بالكامل سيتخطى النطاق الاسترشادي من 4% لـ6% بينما سيبلغ التدفق النقدي الحر مستوى التقديرات البالغة 10 مليارات دولار.
صعدت الأسهم بنحو 4% بالتعاملات الممتدة عقب الإغلاق عند 122.51 دولار في بورصة نيويورك. كانت "آي بي إم" ملاذاً آمناً إلى حد ما أثناء انهيار سوق التكنولوجيا، إذ تراجعت 8.3% فقط السنة الحالية بالمقارنة مع خسارة 36% لمؤشر "آي شيرز إكسبانديد تيك سيكتور إي تي أف".
مهام حساسة
قال الرئيس التنفيذي آرفيند كريشنا في اتصال هاتفي مع محللين عقب الإعلان عن النتائج إن قدرة "آي بي إم" على الصمود تأتي من تركيزها على الخدمات ذات المهام الحساسة للشركات. وبالنظر للمستقبل، قال كريشنا إن الطلب على تكنولوجيا المعلومات بالأميركتين وآسيا "قوي تماماً"، في حين أن تقلبات أسعار الطاقة والتضخم في أوروبا يمكن أن "يقللا من التراجع".
رغم أن كريشنا يراهن على النمو المستقبلي لشركة "آي بي إم" بالسوق المربح للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، ساعدت مبيعات الحواسيب المركزية وحدتها للبنية التحتية في تسجيل زيادة 15% بالإيرادات، ليكون القسم الأسرع نمواً خلال تلك الفترة الربع سنوية. كتب المحلل في "بنك أوف أميركا" وامسي موهان برسالة قبل صدور تقرير الأرباح أن النموذج الجديد من المفترض أن يعزز مبيعات الأجهزة المركزية خلال النصف الأول على الأقل من السنة المقبلة.
قفزت مبيعات البرمجيات 7.5% إلى 5.8 مليار دولار، بينما صعدت مبيعات خدمات الاستشارات 5.4% لتبلغ 4.7 مليار دولار. ارتفعت الإيرادات التي ولدتها شركة "ريد هات" (Red Hat) 12%، وهو القسم المستحوذ عليه والذي كان جزءاً أساسياً من استراتيجية التحول لدى كريشنا، ما يجعله ربعاً بطيئاً آخر نوعاً ما لوحدة سجلت نمواً منتظماً يفوق 20% منذ عملية الشراء عام 2019.
الدولار القوي
كتب أنوراغ رانا من بلومبرغ إنتلجينس عقب صدور النتائج أن الأرقام تشير إلى استقرار الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، لكن "مع الأخذ بالاعتبار الضغوط المتواصلة في البيئة الاقتصادية على مستوى العالم، نتوقع أن نرى قدراً من التباطؤ في هذه القطاعات".
ما زالت مبيعات الشركة المعروفة باسم "بيغ بلو" أو "الأزرق الكبير" مختلة على المستوى الدولي متأثرة بقوة الدولار الأميركي التي بلغت مستويات تاريخية. قالت الشركة إن تقلبات أسعار العملات قلصت إيراداتها خلال الربع الثالث بمقدار 9 نقاط مئوية وستخفض النمو للسنة بالكامل بحوالي 7 نقاط مئوية.
قال المدير المالي جيم كافانو أثناء مقابلة إن الدولار القوي يؤثر على هوامش الأرباح وتصدت الشركة لذلك عن طريق رفع أسعار المنتجات وخدمات الاستشارات. وصل هامش الربح الإجمالي 52.7% في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، أي أقل من متوسط تقديرات المحللين بما يفوق نقطتين مئويتين. أوضح كافانو خلال الاتصال أن "آي بي إم" أنفقت ما يزيد على مليار دولار على عمليات الاستحواذ خلال العام الحالي، والتي "عوضتها وزادت عليها من خلال عائدات الأنشطة التجارية الراسخة".
الأرباح
وصلت الأرباح، عدا بعض البنود، 1.81 دولار أميركي للسهم خلال الربع الأول من العام، بما يتماشى مع التقديرات. سجلت الشركة خسارة صافية بمقدار 3.2 مليار دولار، متأثرة برسوم أُعلن عنها في السابق لمرة واحدة قيمتها 5.9 مليار دولار قبل خصم الضرائب لإلغاء التزامات المعاشات التقاعدية لشركتي تأمين على الحياة، وهما "برودنشال فاينانشال" و"ميتلايف".
في نوفمبر الماضي، فصلت "آي بي إم" جزءاً كبيراً من وحدتها لخدمات البنية التحتية القديمة لتكوين شركة جديدة يطلق عليها "كيندريل هودلينغز" (Kyndryl Holdings). استمرت المبيعات إلى "كيندريل" في تشكيل قدر كبير من إيرادات "آي بي إم"، تتضمن 3.5 نقطة مئوية إضافية من نمو الإيرادات للسنة بالكامل باحتساب سعر عملة ثابت.