بلومبرغ
ارتفعت أسهم شركة "توشيبا" (Toshiba Corp) عند أعلى مستوى حقَّقته منذ ثلاث سنوات بعد أن صرَّحت الشركة أنَّها ستعود إلى الفئة الأولى من بورصتي طوكيو وناغويا بعد غياب طويل. وقفز أسهم الشركة بما يصل إلى 16%، إذ بلغ 3,445 يناً (33.20 دولاراً) في طوكيو يوم الإثنين، وهو أكبر مكسب تحققه الشركة خلال يوم منذ يوليو 2017.
وتعني هذه الخطوة المقرَّرة في 29 يناير أنَّ أسهم الشركة ستضاف إلى مؤشرات السوق حتى يمكن للصناديق النشطة المحلية شراء الأسهم التي وصفها "أتول جويال"، كبير المحللين في "جيفريز" (Jefferies)، بأنَّها "غير مكلفة".
الجدير بالذكر أنَّه تمَّ تخفيض مرتبة "توشيبا" إلى الفئة الثانية من البورصتين في أغسطس 2017، وتجنَّبت بصعوبة شطبها من القائمة، فقد أدَّت الخسائر التي تقدَّر بمليارات الدولارات في وحدتها النووية في ويستنغهاوس بالولايات المتحدة إلى دفع الالتزامات إلى ما هو أبعد من مستوى أصولها. كما اضطرت إلى بيع أعمالها التجارية الثمينة في مجال أشباه الموصلات، وأخذ أموال نقدية من مجموعة كبيرة من المساهمين النشطاء. كما أدَّت عمليات شطب القيمة وفضائح المحاسبة إلى حدوث تغيير في الإدارة، وتعيين "نوبواكي كوروماتاني"، وهو شخص خارجي، في منصب الرئيس التنفيذي.
"شركة مختلفة تماماً"
وفي هذا السياق، فإنَّ الانتقال إلى الفئة الأولى من بورصة طوكيو سيسمح لـ"توشيبا" بالعودة إلى مؤشر "توبيكس" (Topix) في آخر يوم تداول من الشهر المقبل، أي عند إغلاق السوق في 25 فبراير، وذلك بحسب "ترافيس لوندي"، محلل الحالات الخاصة الذي يكتب لصالح "سمارتكارما" (Smartkarma)، إذ قدَّر أنَّ الإدراج سيشجع الأموال السلبية على شراء 58 مليون سهم، أو 13% من الأسهم القائمة.
وكتب "لوندي" في تقريره: "إنَّ إدراج "توبيكس" لهذا الحجم أمر نادر، وبوسع النشطاء الذين طالت معاناتهم أن يبتهجوا؛ إذ ستخلق هذه الخطوة السيولة المطلوبة لخروج جزئي"
كما أشار "كوروماتاني" في شهر ديسمبر إلى أنَّ "توشيبا" مستعدة لمواصلة عمليات الاستحواذ، وتوسيع أعمالها مرة أخرى، وإن كان ذلك بطريقة أكثر حذراً وحرصاً من ذي قبل. وأكَّد من جديد نية "توشيبا" التخلّص من حصتها في وحدة تخزين الذاكرة السابقة "كيوكسيا" (Kioxia)، التي قال، إنَّها لم تعد تتناسب مع الأعمال المتبقية لشركته.
وصرَّح الرئيس التنفيذي في مقابلة مع بلومبرغ: "الشيء الوحيد الذي تغيَّر هو أنَّني المسؤول الآن، بالإضافة إلى أنَّ مجلس الإدارة يطبَّق أيضاً معايير صارمة جداً على عمليات الاستحواذ، فقد أصبحت الشركة مختلفة تماماً عندما يتعلَّق الأمر بالصرامة في التفكير في الصفقات والتحقق منها ودراستها".