"فيسبوك" تقترب من إطلاق نظاراتها "الذكية" بدون خاصية الواقع المعزز

من المتوقَّع أن يتمَّ إطلاق نظارات شركة "فيسبوك" الذكية عاجلاً وليس آجلاً هذا العام، لكنَّها لن تمتاز بتقنية الغشاء الرقمي المرتبطة بالواقع المعزز، وفقاً لما ذكره رئيس قسم الأجهزة في الشركة "أندرو بوسورث".

ويمكن ربط النظارات الذكية التي يتمُّ تصنيعها بالشراكة مع شركة "راي بان" (Ray-Ban)، والشركة الأم لها ( Luxottica Group SpA) تقنياً بالأجهزة الذكية، لكن لن يتمكَّن المستخدمون من إسقاط العناصر الرقمية على العالم الواقعي من خلالها، وهو الأمر الذي يعدُّ أساس عمل تقنية الواقع المعزز.

ويقول بوسورث: " بالتأكيد هي عبارة عن نظارات يمكن ربطها بالأجهزة المختلفة، ولديها وظائف متعددة، ولكنَّنا نتعامل بحذر شديد مع الخاصية الوظيفية التي نقدِّمها على وجه التحديد. ففي حين أنَّنا متحمسون بشأنها، إلا أنَّنا لا نريد المبالغة في الأمر. نحن لم نطلق اسم الواقع المعزز على الخاصية التي تقدِّمها النظارة. نحن نسميها ببساطة "النظارات الذكية"".

أول إعلان

وأعلنت شركة "فيسبوك" أوَّل مرة عن خططها لإصدار نظارات الواقع المعزز في عام 2017، وعملت منذ ذلك الحين على ابتكار عدد صغير من الميزات التي تتيح للأشخاص إسقاط الصور الرقمية على العالم المادي باستخدام الكاميرا بأسلوب يشبه مرشحات الصور "الفلاتر" التي تغيِّر شكل الوجه في بعض منصات التواصل الاجتماعي.

واستثمرت الشركة الكثير في تطوير الأجهزة خلال السنوات الأخيرة، وقامت بشراء الشركة الناشئة (Oculus) للواقع المعزز، وأطلقت جهاز فيديو منزلي يسمى "بورتال" (Portal)، كما تضمُّ فرق الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والأجهزة في شركة "فيسبوك" أكثر من 6000 موظف، وفقاً لما قاله مصدر مطَّلع، ويعدُّ ذلك الطاقم أكبر من المجموعات التي عيَّنتها شركة "فيسبوك" للعمل على تطبيقات المليار مستخدم، مثل "انستغرام"، و"واتساب".

فيسبوك ليست الوحيدة

وتعدُّ النظارات الذكية جزءاً من جهود الشركة طويلة الأمد لتحقيق سبق في الهيمنة على منصات الحوسبة الكبيرة التي سوف تأتي بعد الهاتف الذكي. ويعدُّ الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج من كبار المؤيدين لكلٍّ من تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وذلك على الرغم من أنَّ الإصدار الأول لنظارات شركة "فيسبوك" لن يفي في النهاية بوعود الواقع المعزز، الذي يتيح المزج بين العالمين الرقمي والمادي من خلال العدسة. وقد امتنع بوسورث عن الكشف عن المميزات الخاصة بالنظارات القادمة، لكنَّه قال، إنَّها تتماشى مع فلسفة شركة "فيسبوك" الأكبر حول الواقع المعزز، التي تتمثَّل في جعل التكنولوجيا هامشية في التفاعلات البشرية من أجل تعزيز "الحضور والوجود".

ومن المواقف الشائعة التي استشهد بها بوسورث بهذا الخصوص، هو محاولة الوالدين تسجيل ذكرياتهم مع أطفالهم الصغار. يقول: "قد يفوتك الأمر الذي تريد تسجيله، وأنت تحاول التقاط هاتفك لتصوير اللقطة. ولكن في حال نجحت، فمن المحتمل أنَّك سوف تشاهد الحدث، ولكن من خلال هاتفك، إذا كانت لديك التكنولوجيا المناسبة، يمكن لهذه المشكلة أن تحل."

وتعدُّ شركة "فيسبوك" أحدث شركة تقنية تحاول صنع النظارات الذكية، فقد سبقتها إلى ذلك شركة "غوغل" التابعة لشركة "ألفابيت" (Alphabet Inc) التي طرحت "نظارات غوغل"، التي لم تنجح على مستوى المستهلكين، ولكن تحوَّلت إلى أداة مساعدة في المستودعات والأماكن الصناعية. كما أطلقت شركة "سناب" (Snap Inc) العديد من الاصدارات لنظارتها الذكية، التي أطلقت عليها اسم "سبيكتاكلز" (Spectacles)، التي تتيح للأشخاص تسجيل الفيديو بدون استخدام اليدين، ونقل الفيديو إلى هواتفهم، كما تعمل شركة "آبل" على صنع النظارات الذكية أيضاً.