بلومبرغ
في سعيها لاستعادة مكانتها في صناعة الرقائق، قدمت شركة "إنتل" معالجات حاسوب شخصي جديدة وأشباه موصلات لمعالجة الرسوم، إضافة إلى برمجيات تُسهّل استخدام التكنولوجيا.
قالت الشركة في فعاليات حدث "إنوفيت" (Innovate) الذي عقدته، يوم الثلاثاء في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، إن أحدث معالجات "إنتل" الحاسوبية، التي تُعرف باسم "كور"، ستقدم تحسناً كبيراً في الأداء للاعبي الألعاب وغيرهم من مستخدمي البرامج عالية الأداء. في الوقت نفسه، تهدف رقائق الرسومات الجديدة المخصصة لمراكز البيانات إلى تحدي سيطرة شركة "إنفيديا" على هذه السوق. يذكر أن المنتج، المعروف بـ "بونتي فيكيو" (Ponte Vecchio)، تم استخدامه في كمبيوتر حكومي فائق جديد.
يحاول الرئيس التنفيذي للشركة بات غيلسنغر استعادة هيمنة "إنتل" السابقة، ويعد حدث "إنوفيت" جزءاً مساهماً في ذلك، وكانت صانعة الرقائق تستضيف معرض منتجات يحظى بحضور جيد، وهو "منتدى مطوري إنتل" (Intel Developer Forum)، حتى عام 2017، لكن ألغاه الرئيس التنفيذي حينها، بريان كرزانيتش، ثم أعاده غيلسنغر، الذي يقود الشركة للعام الثاني، مرة أخرى.
مخاطر عالية
أصبحت المخاطر عالية بعد أن فقدت "إنتل" مكانتها كأكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم في الأعوام الماضية وتخلفت عن منافساتها في براعة التصنيع. عاد غيلسنغر، الذي ظل مديراً تنفيذياً لـ"إنتل" لفترة طويلة قبل تركها لإدارة شركة "في إم وير" (VMware) لأكثر من عقد، إلى الشركة في عام 2021 لقيادة عملية التحول.
خلال فترة غياب غيلسنغر عن "إنتل"، كانت التأخيرات في تقديم المنتجات سبباً في بحث العملاء عن الإمدادات والريادة التكنولوجية في أماكن أخرى، وتقهقرت الشركة بعد أن كانت تستحوذ على حصة سوقية تزيد عن 80%، وبدأ عملاء مثل "أمازون" في تصميم رقائقهم الخاصة بشكل متزايد.
يدور تحدي "غيلسنغر" حول جعل الصناعة تحذو حذو "إنتل" دون إثبات أن منتجاتها هي الأفضل مرة أخرى، علماً بأنه يواجه انخفاضاً في الطلب على أجهزة الحاسوب، التي تعد أكبر سوق نهائية لمنتجات "إنتل". وهبط سهم "إنتل" بنسبة 48% في عام 2022، وهو أداء أسوأ من أقرانها خلال عام قاتم بالنسبة لصناعة الرقائق بشكل عام.
عملاق نائم
أفاد "غيلسنغر" في حديثه أمام المستثمرين أن "إنتل" ما زالت رائدة في العديد من المجالات، وأن القطاع بحاجة إلى ابتكاراتها، وأوضح أن العملاق النائم سيستعيد تفوقه التقني ويستأنف دوره المركزي تحت قيادته.
لكن عالم الحوسبة تغير، وتحاول "إنتل" استخدام الحدث المنعقد في سان خوسيه لإظهار أنها أكثر انفتاحاً على العمل مع الشركاء. كما أن الشركة سمحت لمنتجاتها بالعمل بجانب منتجات الآخرين، على عكس ما كان يحدث في الماضي.
قال "غيلسنغر": "تعزيز هذا النظام البيئي المفتوح هو محور تحولنا ومجتمع المطورين ضروري لنجاحنا".
يعد "إنتل ديفلوبر كلاود" (Intel Developer Cloud) واحداً من منتجات الشركة الجديدة، وهو برنامج يمنح صُناع البرمجيات والعملاء الآخرين إمكانية الوصول المبكر إلى الرقائق الأحدث، وخاصة منتجات خوادم "زيون" (Xeon) القادمة.
جاءت إعلانات "إنتل" بعد أيام فقط من إطلاق منافستها "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" (Advanced Micro Devices) لأول مرة مجموعتها الجديدة من المعالجات، وهي مجموعة يقول الخبراء إنها تأتي ضمن الأفضل في الصناعة.
أثناء الحدث، أقر "غيلسنغر" أن "إنتل"، مثل أقرانها، تواجه تباطؤاً في الطلب على منتجها الرئيسي، لكنه كرر اعتقاده بأنه لا ينبغي للشركة التراجع عن الاستثمارات اللازمة لاستراتيجيتها طويلة الأجل. وأوضح أن "البيانات المالية على المدى القصير لا ينبغي أن تقودك، بل عليك الاستثمار من أجل المستقبل".