بلومبرغ
تتزايد احتمالات أن تتراجع قيمة شركة "آنت غروب" بموجب إجراءات جديدة اقترحتها الصين للحدِّ من تركُّز سوق المدفوعات عبر الإنترنت، وذلك وفقاً لتقديرات جديدة من "بلومبرغ إنتليجنس".
ومن المحتمل أن تبلغ قيمة عملاق التكنولوجيا المالية التي يملكها "جاك ما" أقل من 700 مليار يوان (108 مليار دولار) بموجب مسودة المقترحات، مما قد يقلل من قيمة خدمة "علي باي" التابعة لشركة "آنت" إلى النصف، وفقاً لما ذكره كبير المحللين "فرانسيس تشان". وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفَّض "تشان" تقييم شركة "آنت" إلى أقل من 1 تريليون يوان، بعد أن كانت حوالي 1.44 تريليون يوان.
وكتب "تشان" في مذكرة بحثية: "قد ينخفض تقييم شركة "آنت غروب" أكثر، إذا اضطرت وحدة الدفع الخاصة بها إلى التفكك بسبب تحقيقات مكافحة الاحتكار المحتملة من قبل البنك المركزي الصيني".
الجدير بالذكر أنَّ التقدير المنقَّح لشركة "آنت" هو بعيد كل البعد عن التقييمات التي وصلت إلى 320 مليار دولار قبل أن تضطر الشركة إلى إلغاء الاكتتاب العام الأولي في نوفمبر، فقد أجبرت حملة إجراءات صارمة شنتها الصين الشركة التابعة لـ"جاك ما" على سحب الاكتتاب العام الأولي، البالغ قيمته 35 مليار دولار قبل أيام فقط من إدراجها المزمع في هونغ كونغ وشنغهاي.
في هذا السياق، صرَّح بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) يوم الأربعاء أنَّ أيَّة شركة مدفوعات غير مصرفية لديها نصف حصة السوق للمعاملات عبر الإنترنت، أو أيّ كيانين لهما حصة مجتمعة تبلغ الثلثين، قد يخضعان لتحقيقات مكافحة الاحتكار.
وفي حال تمَّ تأكيد الاحتكار، يمكن للبنك المركزي أن يقترح على مجلس الوزراء فرض تدابير تقييدية، بما في ذلك تفكيك الكيان بحسب نوع عمله. كما صرَّح البنك المركزي أنَّ الشركات التي لديها بالفعل تراخيص للدفع سيكون لديها فترة سماح، مدُّتها عام واحد للامتثال للقواعد الجديدة.
وتتحكَّم خدمة "علي باي"، التي تملك قاعدة مستخدمين تبلغ حوالي 1 مليار مستخدم، في 55% من سوق المدفوعات عبر الهاتف المحمول. وقال "تشان"، إنَّ التفكك قد يخفِّض تقييمها البالغ 600 مليار يوان إلى النصف، مضيفاً أنَّه من المشكوك فيه ما إذا كان بإمكان شركة "آنت" إعادة إطلاق اكتتابها العام الأولي هذا العام.
هذا وتراجعت مجموعة "علي بابا"، التي تمتلك حصة في شركة "آنت"، لليوم الثاني على التوالي في هونغ كونغ؛ إذ هبطت بنسبة 2.9% في الساعة 9:57 صباحاً. وقفزت الأسهم بنسبة 8.5% يوم الأربعاء بعد ظهور "ما" علناً للمرة الأولى منذ أن بدأت الصين تضييق الخناق على أعماله التجارية، منهياً بذلك عدَّة أشهر من التكهنات حول مكان وجوده.