المصدر:
بلومبرغ
من المقرّر أن يقوم أكبر مزوّدي خدمات الجوال والنطاق العريض في المملكة المتحدة بزيادة الرسوم فوق معدل التضخم المرتفع أوائل العام المقبل، في حين يحثّهم المسؤولون الحكوميون على النظر في التأثير على أزمة تكلفة المعيشة.
عقب أرباحهم الأخيرة -حيث أدى ارتفاع الأسعار في عام 2022 إلى تعزيز الإيرادات- أشار المسؤولون التنفيذيون في "بي تي غروب" (BT Group) و"فودافون غروب" (Vodafone Group) مالكة "إي إي" (EE) إلى أنهم سيمضون قدماً في العقود التي تضيف 3.9% فوق مؤشر أسعار المستهلك.
اقرأ أيضاً: شركات الأسهم تبحث عن الفتات في صفقات قطاع الاتصالات الأوروبي
من جانبها، ترفع شركة "فيرجن ميديا أو2" (Virgin Media O2)، المملوكة بشكل مشترك لشركة "ليبرتي غلوبال" (Liberty Global) و"تيليفونيكا" (Telefonica)، الرسوم سنوياً بنفس النسبة البالغة 3.9% بالإضافة إلى مؤشر أسعار التجزئة، الذي كان أعلى بنقطتين مئويتين من مؤشر أسعار المستهلك في يوليو.
طالع المزيد:بريطانيا توافق على اندماج "O2" و"فيرجن ميديا" لإنشاء أكبر شركة اتصالات بالبلاد
قفزة في الرسوم
هذا يعني أن الرسوم قد تقفز بأكثر من 26% في عام 2023 إذا أثبت المحللون في "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) صواب توقعاتهم يوم الثلاثاء بأن معدل التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة قد يصل إلى 22% في حال استمرار ارتفاع أسعار الغاز. وكانت آخر توقعات بنك إنجلترا هي أن التضخم في المملكة المتحدة سيبلغ ذروته عند 13.3% في الربع الرابع.
في يونيو، تم استدعاء المديرين التنفيذيين لشركات الاتصالات لمقابلة وزيرة الثقافة نادين دوريس، حيث التزموا ببذل المزيد لمساعدة العملاء على مواجهة التكاليف المتزايدة. وما يزال المسؤولون يراقبون عن كثب.
في هذا الصدد، قال متحدث باسم وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في بيان: "نواصل حثّ شركات النطاق العريض والجوال على النظر بعناية في التأثير الذي قد تحدثه زيادات الأسعار السنوية على الأسر التي تكافح مع الارتفاع العالمي في تكلفة المعيشة".
اقرأ أيضاً: "غولدمان ساكس": التضخم في المملكة المتحدة قد يتجاوز 22% العام المقبل
يراقب المسؤولون في مكتب الاتصالات عدد العملاء الذين يشتركون في "التعريفات الاجتماعية" منخفضة السعر المتاحة لبعض الأشخاص المستفيدين من مزايا الدولة، والتي تتراوح أسعارها بين 10 و25 جنيهاً إسترلينياً شهرياً.
| المشغل | سياسة التسعير الحالية |
| فيرجن ميديا أو2 | مؤشر أسعار التجزئة في فبراير + 3.9% * |
| بي تي / إي إي | مؤشر أسعار المستهلك في يناير + 3.9% |
| فودافون يو كيه | مؤشر أسعار المستهلك في يناير + 3.9% |
| ثري يو كيه | 4.5% |
االمصدر: سياسات الشركة للعملاء الجدد
* ينطبق على وقت البث وليس على الجهاز
التعريفات الاجتماعية
شجع متحدث باسم مكتب الاتصالات الناس على التسوق، وقال إن الملايين سيكونون قادرين على خفض الفواتير اليوم عن طريق التحول إلى التعريفات الاجتماعية أو من خلال إيجاد صفقة جديدة إذا كانوا في نهاية العقد. واعتباراً من فبراير، اشترك 55,000 منزل في التعريفات الاجتماعية، أي 1.2% فقط من المؤهلين، على الرغم من ارتفاع الأرقام.
قال: "بينما لا يحدد مكتب الاتصالات أسعار التجزئة، فإننا قلقون بشأن تأثيرها على الأسر التي لا تستطيع تحمل تكاليفها".
لم يكشف متحدث باسم "فيرجن ميديا أو2" عن عدد العملاء الذين يستفيدون من التعريفة الاجتماعية، لكنه قال إن العدد زاد بنسبة 80% منذ مارس، بينما قالت "بي تي" إن العدد تضاعف في الربعين الماضيين. أما "ثري يو كيه"، فهي لا تقدم تعريفة اجتماعية.
مع ذلك، فإن معظم الأسعار في طريقها للقفز بشكل كبير حيث تقول شركات الاتصالات إنها بحاجة إلى تعويض الاستثمارات وسط ارتفاع التكاليف.
ارتفاع أسعار المدخلات
قال فيليب يانسن الرئيس التنفيذي لشركة "بي تي" للصحفيين بعد نتائج الربع الأول للشركة في يوليو "مع ارتفاع أسعار المدخلات للجميع في البلاد، علينا للأسف أن نمرر هذه التكاليف إلى عملائنا؛ وسنلتزم بهذا المسار".
من جانبه أشار نيك ريد، الرئيس التنفيذي لشركة "فودافون"، إلى نفس النوع من النهج، وطرح هذا الأسبوع نموذجاً مشابهاً في إسبانيا.
أضاف عن ارتفاع الأسعار في المملكة المتحدة خلال مكالمة مع وسائل الإعلام في يوليو: "لقد قمنا بتضمينها في عقود العملاء القادمة، وبالتالي أتوقع أن تستمر الصناعة في القيام بذلك؛ ونحن لا نحقق تكلفة رأس المال لدينا في المملكة المتحدة، وبالتالي نحتاج إلى تحسين وضعنا المالي، لذلك من الواضح أن هذا عامل مساهم".
قالت متحدثة باسم "فودافون": "نعلم ألا أحد يرغب في رؤية ارتفاع الأسعار" لكنها أشارت إلى ارتفاع التكاليف بما في ذلك الطاقة، والتوظيف، والخدمات اللوجستية، والاستثمار في الشبكات حيث يستخدم الناس المزيد من البيانات. شجع متحدث باسم "بي تي" العملاء المؤهلين للحصول على التعريفات الاجتماعية على الاتصال والتبديل، مضيفاً "نحن ملتزمون بدعم العملاء القلقين بشأن مواردهم المالية والذين يحتاجون إلى مساعدة إضافية".
اقرأ أيضاً: "الإسترليني" يتجه نحو أسوأ أداء شهري مقابل اليورو منذ عام
سياسة مختلفة
الجدير بالذكر أن شركة "ثري يو كيه"، المملوكة لمجموعة "سي كيه هوتشيسون هولدينغز" (CK Hutchison Holdings) في هونغ كونغ، تتبنى سياسة مختلفة تفرض زيادة ثابتة بنسبة 4.5% كل عام. وفي مقابلة في أوائل أغسطس، أحجم المدير المالي دارين بيركيس عن تأكيد الالتزام الصارم بهذا النموذج.
ولدى سؤاله عما إذا كانت شركة "ثري يو كيه" ستغير الأسعار استجابة للتضخم، قال "لا توجد خطط لذلك في هذه المرحلة" ولكن "إذا قمنا بتغيير أي شيء، فسيكون فقط للأشخاص الذين انضموا بعد تلك النقطة الزمنية"- دون تطبيق تغيير بأثر رجعي على المستخدمين المشتركين بالفعل.
وامتنع ممثل "فيرجن ميديا أو2" عن التعليق، في حين أشار متحدث باسم "ثري" إلى تعليقات المدير المالي بيركيس.
تصنيفات
