شركته حققت عوائد بـ2240% ثم انهارت.. هذه قصة "حكيم" سوق المال الخاسر

جيمس أندرسون عُرف بأنه "العبقري المجنون" صاحب الرؤية وصائد الأسهم الرابحة

time reading iconدقائق القراءة - 16
جيمس آندرسون - المصدر: بلومبرغ
جيمس آندرسون - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على مدى سنوات، حلّق جيمس أندرسون بعيداً على أجنحة شركات من طراز "أمازون" و"تسلا"، فبنى سمعته كحكيم "أدنبرة" صاحب الرؤية في مجال شركات التكنولوجيا. إلا أن هذا النجم في السوق الصاعدة خلّف إرثاً هشاً وراءه.

تقاعد "أندرسون" البالغ من العمر 63 عاماً من شركة إدارة الأموال الأسكتلندية "بايلي غيفورد" (Baillie Gifford) التي تنشط منذ قرن، بعد أن حوّلها إلى مستثمر قوي غير متوقع في مجال التقنية حول العالم. أمّا توقيت تقاعده فأقل ما يقال عنه إنه مثير للاستغراب.

قبل كاثي وود و"آرك إنفيست"، وقبل العملات المشفرة وأسهم الميم، كان "أندرسون" بدأ في تحويل "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي" - صاحب الاسم غير المبتكر، التابع لـ "بايلي غيفورد" والذي تأسس عام 1909 من أجل تمويل مزارع المطاط، ليصبح لاحقاً المُنتَج الرئيسي لـ""بايلي غيفورد"- إلى أحد أفضل الصناديق أداء طوال عقد.

صندوق كاثي وود الجديد يستهدف أصولاً غير سائلة ويقيّد التخارج

طمأنة المستثمرين

إلا أن انهيار أسهم التكنولوجيا كبّد الشركة خسائر هائلة قُدّرت بمئة مليار جنيه إسترليني (122 مليار دولار) حتى نهاية يونيو. وهكذا، بات الجيل الجديد من منتقي الأسهم في الشركة الذين يخوضون مهمة شاقة لإقناع المستثمرين بأنهم قادرون على السير على خطى "أندرسون" يواجهون عراقيل جديدة، فعليهم الآن إقناع المستثمرين بأنه عليهم أصلاً أن يسيروا على خطاه.

كان الارتفاع الذي شهدته الأسواق مؤخراً يمكن أن يساعدهم في هذه المهمة، ولكن لا يبدو أن الشركة تعتزم تغيير النهج الذي تتبعه. في الأسابيع الماضية، وصف أكثر من عشرة موظفين وعملاء حاليين وسابقين، طلب أغلبهم عدم الكشف عن أسمائهم، الشركة بأنها وقعت تحت سحر "أندرسون". فالشريك الذي لم يشغل أي منصب إداري رسمي في الشركة منذ سنوات، كان يقود كامل النهج الذي تتبعه "بايلي غيفورد" في الأسواق.

إلا أن إرث "أندرسون" لا يقتصر على تجسيد تراجع الأسواق هذا العام، بل بات أيضاً رمزاً للفائض الذي ضخّم فقاعة الوباء من كلّ جانب تقريباً.

كُلّف مديرو المحافظ بمحاولة طمأنة العملاء الذين تراودهم الشكوك، إذ كانت الأجواء المتخوفة واضحة في منتصف يونيو في الاجتماع الذي عقده مستثمرو "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي" في لندن من أجل الاستماع إلى تعليق "بايلي غيفورد" على الحظ المعاكس الذي تواجهه في الأسواق.

جلس الحضور في أجواء متجهمة تحت مصابيح خافتة الإنارة في صالة فخمة مستأجرة، فيما راح خليفتا "أندرسون"، توم سلايتر ولورينس بورنز يدعيانهم للصبر، معربان عن ثقتهما بأن اختياراتهما للأسهم سوف تُدرّ الأموال على المدى الطويل، أي خلال عشرة أو حتى عشرين سنة.

أسهم التكنولوجيا تكبد "سوفت بنك" خسائر فصلية قياسية بـ23 مليار دولار

المخاطرة لأجل النجاح

تساءل بعض الحضور صراحة عمَّا إذا كان يمكن لـ"سلايتر وبورنز" أن يحققا أي إنجاز من خلال السير على نهج رئيسهما السابق. وسأل أحدهم عمَّا إذا كان الأمر سيستغرق عشرين سنة أخرى من أجل اكتشاف ما إذا كان "أندرسون" منتقي أسهم عبقرياً بالفعل، أو مجرد شخص حالفه الحظ في سوق صاعدة.

قال "سلايتر": "نحن لا ننظر إلى بلورة الأمر ونحاول توقع ما سيحصل"، مضيفاً "لا تأتي الثروة من توقع الأمور بل عبر عدد صغير من الشركات الاستثنائية".

كان السقوط مدوياً، فبين العقدين الأول والثاني من الألفية، كانت "بايلي غيفورد" ومقرّها إدنبرة الواقعة على بعد 3200 ميل من "وول ستريت"، واحدة من أفضل منتقي الأسهم في العالم، فروّجت لقدرات "أندرسون" الخارقة، واستقطبت كلا من المستثمرين العاديين، وأيضاً كبرى صناديق التقاعد على امتداد الولايات المتحدة وبريطانيا.

اقرأ أيضا: من أين يأتي مؤسس "سوفت بنك" بثقته "الزائدة"؟

تخلّى "أندرسون" عن المعايير الاستثمارية التقليدية، ووجّه أموال عملائه نحو عدد صغير نسبياً من الأسهم المحفوفة بالمخاطر، لكنها في الوقت ذاته ذات نمو سريع. واتخذ من المخاطرة في سبيل النجاح شعاراً له، وضغط على مديري المحافظ للتركيز على مواضيع عالمية شاملة، بدلاً من الاستثمار على أساس جغرافي.

هكذا، كما هو معروف، استثمرت "بايلي غيفورد" في "أمازون" و"تسلا" وغيرهما من الشركات التي سرعان ما حلّقت في السوق الصاعدة. ولسنوات طويلة، ظلّت الشركة هي المستثمر الوحيد الذي امتلك ثاني أكبر عدد من الأسهم في "تسلا" بعد إيلون ماسك. (كان دوغلاس برودي، وهو شريك ومدير محفظة في فريق آخر تابع لـ"بايلي غيفورد" يقود الاستثمار في "تسلا" في بداية العقد الثاني من الألفية، ولكن أندرسون حظي بمعظم التقدير على ذلك، وجذب معظم الاهتمام الإعلامي). مكّن ذلك الشركة من حصد نتائج مذهلة. فمنذ عام 2005، وحتى الذروة في العام الماضي، بلغت عوائد "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي" 2240%.

أسهم التكنولوجيا تخالف إغلاقات إيجابية للمؤشرات الأميركية

انقلاب الأحوال

ولكن ما ارتفع شيء قط إلا سقط، وفي هذه الحالة كان السقوط عنيفاً. ففي ظلّ انهيار أسهم شركات التقنية، سجل "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي" انخفاضاً بنسبة 32% هذا العام حتى يوم 16 من أغسطس، وانخفضت أصوله إلى 14 مليار جنيه إسترليني. وقد تراجعت كافة صناديق "بايلي غيفورد" التي تتابعها بلومبرغ بين 1 و40% هذا العام، فيما بلغت قيمة إجمالي الأصول تحت إدارة الشركة 231 مليار جنيه إسترليني بحلول نهاية يونيو، مقابل 336 مليار جنيه في بداية العام.

من مينلو بارك إلى شنزن، ومن عمالقة شركات التقنية إلى الشركات الناشئة، جاء هذا التراجع بعد عقد من الوفرة المتهورة. إذ أعلنت مجموعة "سوفت بنك" عن خسارة قياسية صافية بلغت 2.16 تريليون ين (23.4 مليار دولار) بعد انهيار صندوقها "فيجن فاند" (Vision Fund) الأكبر في العالم المتخصص بالتقنية.

اقرأ أيضا: ثروات مليارديرات العملات المشفرة تتهاوى بنفس سرعة تكونها

وفي ظلّ انقلاب الأحوال، بات السؤال متى أو حتى ما إذا ستسترجع أصلاً "بايلي غيفورد" مكانتها، لتتمكن من دعم قطاع انتقاء الأسهم الذي تم تحجيمه في الأعوام الماضية في ظلّ ازدياد شعبية صناديق المؤشرات الأقل تكلفة.

بالفعل، أفل أيضاً نجم أسماء كبرى في عالم الاستثمار بعد أن كانوا قد حققوا عوائد ضخمة. مثلاً، بيل ميلر، المدير صاحب الرقم القياسي في التفوق على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، والذي كان أسطورة في عالم الاستثمار، لم يتمكن من استعادة مجده الماضي بعدما خالفه الحظّ بقوّة.

كان سقوط نيل وودفورد مدوياً أكثر في الولايات المتحدة، فنجم عالم إدارة الأموال كان قد بهر المستثمرين طوال سنوات بفضل أدائه. ولكن بعد عدّة رهانات خاطئة، بدأ العملاء يسحبون أموالهم، ما أدى إلى تعليق العمل بصندوقه الأساسي عام 2019.

هبوط حاد في البورصة الأمريكية مع قلق المستثمرين من المزيد من رفع سعر الفائدة

تأثير أندرسون

إلا أن "بايلي غيفورد" لا تقتصر على صندوق واحد، وتعتمد استراتيجيات أخرى لا تسعى لتحقيق النوع نفسه من العوائد التي أسهمت في استقطاب "أندرسون" للعملاء الأفراد الذين كانوا يتهافتون للاستماع إليه يتحدث في المنتديات الاستثمارية. رغم ذلك، مع الوقت، جنحت الشركة نحو فلسفته الاستثمارية.

يقلل "أندرسون" الذي يتولى حالياً منصب رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمار السويدية "كينيفيك أي بي" (Kinnevik AB) من حجم نفوذه على شركته السابقة. وقد نفى في رسالة إلكترونية أن يكون نجاحه في السوق الصاعدة وشهرته قد حددا شخصية شركة "بايلي غيفورد".

وعلّق على تأثيره على توجهات الشركة قائلاً: "ظهر هذا التأثير بشكل أساسي لأن النموّ المرتفع حقق نجاحاً واسعاً لمدّة طويلة، وكما هو الحال في عالم المال، جذب ذلك المزيد من الانتباه والمزيد من التقليد". وأضاف: "ربما كان هذا الأمر يزعجني أكثر ممّا يدركه الناس".

ولكن على امتداد العقود الأربعة التي عمل فيها "أندرسون" في الشركة، استطاع أن يغير سمعتها وطبيعتها الراسخة. ففي وقت كانت صناديق المؤشرات زهيدة التكلفة تحدث تحولاً في عالم الاستثمار، وجّه الشركة نحو الاتجاه المعاكس، فقد تحدّى مديري المحفظات لوضع المؤشرات جانباً والبحث عن شركات ستتمكن من حلّ المشكلات الكبرى. وإلى جانب "أمازون" و"تسلا"، تضمنت قائمة رهاناته أسماء ناجحة كبرى مثل شركة "موديرنا" صانعة أحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

في فترة انتعاش الأسواق، تمكّن "أندرسون" ومعاونوه من التصدّي لكلّ المشككين، وافتخر بالسير عكس التيار، وكان في بعض الأحيان سريع الغضب، يغتاظ ممّا يعتبره الانسياق الأعمى للمحللين الماليين الذين يحصرون تركيزهم في الشؤون الحسابية. ترك "أندرسون" القلق حيال مضاعف الربحية للآخرين، بينما راح يركز على اكتشاف التوجهات الكبرى التي ستطبع المستقبل.

"موديرنا" تفقد نصف قيمتها منذ مطلع العام

عبقري مجنون

غالباً ما كان الأشخاص الذين يشككون به أو يصدرون تقارير سلبية حول أحد اختياراته للأسهم، يخسرون الجدل المحتدم معه، بحسب موظفين حاليين وسابقين، فتعلّم الآخرون أن يلتزموا الصمت. ولتجنّب التسبب في أي إرباك، توقف "أندرسون" في نهاية المطاف عن عرض أبحاث ومشاركتها مع مكتبة "بايلي غيفورد".

سرعان ما توقف "أندرسون" وفريقه عن حضور الاجتماعات الاستثمارية الأسبوعية، على اعتبار أن تلك الاجتماعات تافهة وقصيرة النظر. ولاحقاً، جعلت "بايلي غيفورد" هذه الاجتماعات اختيارية قبل أن تلغيها تماماً.

كان "أندرسون" يظهر بشكل غير مرتب ورثّ أحياناً، ويعطي انطباعاً وكأنه أحد العلماء. يتذكر أحد زملائه السابقين أنه في أحد المرّات كان يرتدي قميصاً متسخاً ببقعة حبر، فيما يتذكر آخر ربطات عنقه غير المعقودة جيداً.

اقرأ أيضا: بافيت يعترف لمساهمي"بيركشاير": : أنا نادم على هذه القرارات

كان يُنظر إلى "أندرسون" على أنه عبقري "بايلي غيفورد" المجنون. (أقرّ أندرسون في مقابلة عبر الهاتف أنه ربما كان سريع الغضب بسبب ضغوط عمله). ومع صعود نجمه، أسر المستثمرين العاديين، فيما كان يمضي وقته مع أشخاص من وزن جيف بيزوس في صن فالي.

يقول بعض المطلعين إنه مع رحيل "أندرسون"، أصبحت هناك مساحة لبعض المرونة في الشركة، ولكن "بايلي غيفورد" غارقة جداً لدرجة قد يصعب عليها الخروج ممّا هي فيه. يمتلك الشركة بشكل شبه كامل الشركاء الخمسون فيها، وهي تعلّق مستقبلها على إيمانها بقدرتها على كشف الاستثمارات الناجحة الكبرى، فهي تعتقد أنها قادرة على تكرار ما قام به "أندرسون"، أي الاستثمار مبكراً والتمسك بمسار اختياراتها.

قبل التحسن الذي طرأ في شهر يوليو، كان هذا المسار يتجه في طريق واحد: نحو الأسفل. فـ"بايلي غيفورد" أحد المساهمين الكبار الثلاثة في شركة "موديرنا" التي تراجعت بنسبة 22% على أساس سنوي حتى 16 أغسطس، وفي "شوبيفاي" التي تراجعت بنسبة 68% وفي "سبوتيفاي تكنولوجيز" التي تراجعت 41%. كما أنها أحد المساهمين الكبار في "إيلموميا" التي تراجعت بنسبة 33% و"بيلوتون انترأكتيف" التي تراجعت بنسبة 58% وفي غيرها من الشركات.

الأسهم الأميركية تسبح عكس تيار البيانات الاقتصادية الضعيفة

الشركات الناشئة

وما انتقاء الأسهم إلا واحدة من المشاكل التي تواجهها الشركة. فخلال سنوات السوق الصاعدة، موّل "أندرسون" وفريقه مجموعة كبيرة من الشركات الناشئة، حيث كانت تحت تصرفهم مبالغ ضخمة من أموال المستثمرين، ومنحوا التمويل التأسيسي للعديد من الشركات على أمل الاستفادة من العوائد الكبرى لدى إدراج هذه الشركات في البورصة.

شكلت الشركات غير المدرجة حوالي ثلث أصول "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي" حتى نهاية يونيو، بحسب وثائق الشركة. وسار الصندوق في ركب المندفعين نحو قطاع التاكسي الجوي الوليد، فاستحوذ على حصص في شركات "ليليوم إن في" (Lilium NV) و"جوبي أفيايشن" (Joby Aviation). كما استثمر في شركة الخدمات المالية المتخصصة بالعملات الرقيمة (Blockchain.com) وشركة تطوير البطاريات السويدية "نورث فولت" (Northvolt).

ولم يتضح بعد متى أو حتى ما إذا كانت ستدرّ أي من هذه الشركات الأرباح.

اقرأ أيضا: مصرفيان يصبحان من أصحاب المليارات لفترة وجيزة قبل انهيار أسهم شركتهما 89%

على سبيل المثال، أدرجت إحدى تلك الشركات وهي "غينكو بيووركس" (Ginkgo Bioworks) في البورصة العام الماضي، مع انحسار موجة شركات الاستحواذ لأغراض خاصة، ومنذ ذلك الحين، انخفض سهمها بنسبة 53%.

على الرغم من أن "أندرسون" كان أول من استثمر في شركات خاصة لدى "بايلي غيفورد"، إلا أن الصناديق الاستثمارية الأكثر محافظة التي تديرها الشركة معرّضة هي الأخرى لفئات الأصول، ولو بمستويات أقل.

ضبط المخاطر

حتى الأشخاص من داخل "بايلي غيفورد" يتفقون أن مغادرة "أندرسون" في أبريل التي كان قد بدأ التلميح لها قبل عام جاءت في لحظة حرجة، فالشركة بنت قصة نجاحها استناداً عليه وعلى فلسفته الاستثمارية، واستخدمت هذه السردية الوردية للتسويق لنفسها.

أقرّ جيمس بودن، رئيس التسويق العالمي في الشركة بدور "أندرسون" المتواصل في بناء صورة "بايلي غيفورد" إلى حدّ ما. وقال "بودن"، وهو الشخص الوحيد الذي أعطته "بايلي غيفورد" الإذن بالحديث رسمياً إن "أندرسون": "كان له تأثير كبير، ولكن هذا التأثير بُني على مدى عشرين عاماً". وأضاف: "لم يصبح صندوق استثمار الرهن العقاري الإسكتلندي فوراً ما هو عليه اليوم. نعم صحيح أنه (أندرسون) حدد جانباً كبيراً من طريقة التفكير الاستثمارية".

لحسن الحظّ أو لسوئه، يبدو أن "أندرسون" خلّف بصمة دائمة. فالمتخرجون الجامعيون الذين يلتحقون بالبرنامج التدريبي لدى الشركة ما عادوا يتلقون دروساً مركزة حول البيانات المالية كما في السابق، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر.

اقرأ أيضا: مؤشر الأثرياء.. 1.4 تريليون دولار خسائر مليارديرات العالم في النصف الأول

من ناحيتهم، يقول الأشخاص الذين تركوا الشركة مؤخراً إن إدارة المخاطر تحتاج إلى تحسين.

ويرى "بودن" أنه لا يزال على المتدربين أن يتعلموا المحاسبة، لكن النجاح في "بايلي غيفورد" يتطلب رؤية أيضاً. وأوضح: "في الواقع لدينا ضوابط للمخاطرة مع أن الناس قد يظنون عكس ذلك. فبالنسبة إلينا، الخطر الأكبر هو اختيار الشركات الخاطئة وتفويت الفرص الكبرى. مع ذلك، نقوم بتحليلات ملائمة للمخاطر".

نظرة متفائلة

في الوقت الحالي، تبدو "بايلي غيفورد" رهينة الأسواق. ونجح فريق استثماري يحمل اسم "غلوبال ألفا" كان أنشأه الشريك الكبير السابق في الشركة شارلز بلودين في عام 2005 كنقيض لفلسفة "أندرسون" عالية المخاطرة، في مواجهة العاصفة بشكل أفضل من "صندوق استثمار الرهن العقاري الأسكتلندي"، وذلك من خلال استثماره في أسهم أقل تقلباً.

يدير فريق "غلوبال ألفا" حالياً 39 مليار جنيه إسترليني، أي أكثر من أي فريق آخر في الشركة. مع ذلك، لا يزال يحتفظ باستثمارات في مجموعة من شركات التقنية العزيزة على "أندرسون" مثل "موديرنا" و"تسلا"، إلا أن الشركة تؤكد أن أوجه الشبه بين المحافظ ليست متعمّدة، وأن كلّ فريق يقوم ببحوثه الخاصة.

مع ذلك، يعيد فريق خدمات الزبائن المؤلف من 170 فرداً التركيز على الفلسفة الاستثمارية التي ساعد "أندرسون" على بنائها. وهم يتوقعون أن تنتهي الأزمة على خير، وأن تعود "بايلي غيفورد" إلى سابق مجدها، حين تدرّ رهاناتها الأرباح خلال العقود المقبلة. وكان الفريق قد طلب في الندوات التي عقدها عبر الإنترنت والاتصالات الهاتفية من المستثمرين عدم الهلع.

في غضون ذلك، تتطلع الشركة للمضي قدماً. وهي تخطط لضمّ المزيد من الموظفين، والانتقال إلى مقرّ جديد مؤلف من سبعة طوابق ذي واجهة زجاجية قيد الإنشاء في عقار جديد في "ويست أند" بإدنبرة. وفي اجتماع موسّع للشركة عقد مؤخراً، أكّد شريكان كبيران أن "بايلي غيفورد" متمسكة بنهجها، وبحسب قولهما فإن الأعمال تسير كالمعتاد.

تصنيفات

قصص قد تهمك