بلومبرغ
سارع المستثمرون الأثرياء إلى التخلص من أسهم مجموعة علي بابا القابضة المحدودة بعد أن بدأت الصين تحقيقًا في ممارسات احتكارية مزعومة يقوم بها عملاق الإنترنت الملياردير "جاك ما"، وفقًا لبنك سيتي غروب.
وقال مختبر المصرفية الخاصة للمكاتب العائلية لدى "سيتي بنك" في تقرير أمس الثلاثاء إن "عددًا كبيرًا" من عملاء البنك الأثرياء قلصوا أو تخارجوا من شركة التجارة الإلكترونية في الصين بعد ظهور تقارير عن التحقيق، وذلك بعدما استقطب سوق الأسهم الصينية في السابق تدفقات كبيرة من عملاء الشركة الأكثر ثراءً في النصف الثاني من العام الماضي ، وفقًا للتقرير.
العودة للأضواء
وعاد "جاك ما" إلى الظهور بعد أشهر من أسابيع من الاختفاء عن الرأي العام، الأمر الذي أثار تكهنات حول محنة الملياردير الذي تخضع امبراطوريته لتدقيق متزايد، وخاطب رجل الأعمال الأكثر شهرة في الصين المعلمين عبر البث المباشر الأربعاء خلال حدث سنوي يستضيفه لتكريم المعلمين الريفيين، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. وتحدث "ما" في مقطع فيديو للحدث تم تداوله عبر الإنترنت، عن كيفية قضاء المزيد من الوقت في العمل الخيري.
ويُلخص الهجوم على إمبراطورية الشركات التي تبلغ قيمتها تريليون دولار حملة أوسع لكبح جماح جيل من عمالقة التكنولوجيا الصينيين الذين تعتبرهم بكين الآن يسيطرون بشكل كبير على الاقتصاد رقم 2 في العالم. وأظهرت موجة الإجراءات ضد شركتي "جاك ما" علي بابا وآنت أن بكين فقدت صبرها مع القوة الهائلة لأقطاب التكنولوجيا، والتي يُنظر إليها الآن على أنها تهديد للاستقرار السياسي والمالي الذي يحظى به الرئيس شي جين بينغ.
انقلاب على أباطرة التكنولوجيا
سعت الحكومة الصينية بشكل متزايد لممارسة نفوذها على المدى المتزايد الذي تقوم فيه الشركات من تنسنت إلى بايت دانس بتجميع البيانات والتجارة المباشرة والإعلام. وخلال نفس الشهر الذي ألغت فيه السلطات الصينية الاكتتاب القياسي لشركة آنت للتكنولوجيا المالية، نشرت هيئة مراقبة مكافحة الاحتكار في البلاد إرشادات جديدة تحذر عمالقة التكنولوجيا من الممارسات الاحتكارية، والتي تتراوح بين الترتيبات الحصرية القسرية وحتى التواطؤ في البيانات. وبينما تحملت آنت وعلي بابا العبء الأكبر من ذلك الهجوم منذ نوفمبر، باع المستثمرون منذ ذلك الحين أسهماً في شركتي تنسنت و ميتوان.
وفي مطلع ديسمبر الماضي، نصحت حكومة بكين الرجل بالبقاء في البلاد، حسبما قال شخص مطلع على الأمر. نشأ الجدل حول مكان وجوده لأن بكين احتجزت في الماضي بهدوء المليارديرات المخالفين للقانون، دون محاكمة فورية. وكان "ما" قد أدلى في أكتوبر ببعض التعليقات التي بدت منتقدة للجهة التنظيمية المالية في الصين، وبعدها واجهت علي بابا تحقيقا لمكافحة الاحتكار، بينما تم تعليق الاكتتاب العام الأولي لمجموعة آنت وتم إبلاغ الشركة بضرورة إعادة الهيكلة والعودة إلى ناطها الأساسي، بما يعني تخلليها عن نشاط الإقراض.
كبح الجماح
بعد أن تم الترحيب بها باعتبارها محركات للازدهار الاقتصادي ورموز لبراعة التكنولوجيا الصينية، واجهت علي بابا ومنافسوها، بما في ذلك تنسنت، ضغوطًا متزايدة من المنظمين بعد حشد مئات الملايين من المستخدمين واكتساب نفوذ على كل جانب تقريباً من جوانب الحياة اليومية في الصين. تم إيقاف الطرح العام الأولي الذي تبلغ قيمته 35 مليار دولار لشركة المدفوعات التابعة لعلي بابا - آنت - فجأة العام الماضي، مما ساعد على انخفاض شهادات الإيداع الأمريكية لشركة علي بابا بأكثر من 20% منذ أواخر أكتوبر.
قال البنك المركزي الصيني الأسبوع الماضي إن مجموعة "آنت" تعمل على جدول زمني لإصلاح أعمالها مع ضمان استمرار العمليات، مما يؤكد العزم على كبح جماح أعمال "جاك ما" ويقدم أدلة قليلة حول المدى الذي تحتاج الشركة للذهاب إليه لتهدئة بكين. وتشكل "آنت" أكثر من ربع ثروة "ما" البالغة 52.9 مليار دولار ، وفقًا لمؤشر بلومبيرج للأثرياء.