الشرق
بالتزامن مع قرب إطلاق أعمالها خلال أسبوعين، تتطلّع شركة "نقطة" السعودية، المتخصصة بعالم الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، لجمع 5 ملايين دولار من خلال جولة تمويلية جديدة، بحسب الرئيسة التنفيذية سلوى رضوي لـ"الشرق".
تُعد "نقطة"، التي تأسست في نوفمبر 2021 ويبلغ عدد موظفيها حالياً 11، الشركة السعودية الأولى من نوعها كسوق مخصصة لعرض وتداول الرموز غير القابلة للاستبدال، وتمكّنت خلال جولة التمويل الأولى، التي رفضت رضوي الإفصاح عن حجمها، من استقطاب مستثمرين بارزين، مثل "سنابل" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، و"شروق بارتنرز"، و"500 غلوبال" ومقرّها "وادي السيليكون" في كاليفورنيا.
مطلع العام الحالي، وصلت القيمة السوقية للرموز غير القابلة للاستبدال، المتداولة على أبرز منصات تداول الأصول الرقمية العالمية، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مسجلةً 16.54 مليار دولار، لكن هذا الرقم انخفض بنحو 75% إلى 4 مليارات دولار في الأيام الأخيرة من مايو، استناداً لإحصائيات مؤشرات غوغل التي جمعتها "بي إن كريبيتو" (Be In Crypto).
3 مجالات للاستثمار
تتوقّع رضوي أن تجذب جولة التمويل الثانية هؤلاء المستثمرين مجدداً، مُفصحةً أن "نقطة" ستستخدم الأموال للاستثمار في ثلاثة مجالات: "استقطاب الكفاءات البشرية، وتطوير التقنيات والمنتجات، وتعزيز عملية التسويق لنشاط الشركة محلياً وإقليمياً".
كذلك، كشفت رضوي عن عقد شراكة مؤخراً مع شركة "كونسنسيس" (ConsenSys) العالمية المتخصصة ببرمجيات "إيثريوم" والبروتوكولات اللامركزية، لتكون "نقطة" وسيطها في السعودية، "وسنعلن قريباً عن تفاصيل هذه الشراكة".
تعقيباً على ذلك، قال إيان واليس، الشريك في "كونسنسيس"، لـ"الشرق": "في ظل البنية التحتية القائمة لتكنولوجيا "إنفورا" و"إيثريوم" لدى "نقطة"، التي نتطلّع لإعلان الشراكة معها قريباً، فإننا نرى أن الإمكانات في مجال الرموز غير القابلة للاستبدال هائلة في السوق السعودية".
تُعتبر الرموز غير القابلة للاستبدال أصولاً رقمية تحمل شيفرات مميزة محفوظة على "بلوكتشين"، بما يعزز خصوصيتها وملكيتها. وجذبت هذه الرموز اهتمام الكثيرين مؤخراً كونها أصولاً رقمية تشمل مختلف القطاعات، من الفنون إلى الموسيقى والألعاب والوسائط المتعددة، ويتم تداولها بانتظام عبر الإنترنت.
آلية التداول
ستطلق "نقطة" سوق تداولها رسمياً خلال أسبوعين، من خلال طرح أول دفعة من الرموز غير القابلة للاستبدال، والتي ستتضمن 75 عملاً فنياً، صُممت من 25 فنان عربي، تمّ اختيارهم من ضمن 3000 فنان ستتعامل معهم المنصة، معظمهم من السعودية، والبقية من مصر ولبنان والأردن وغيرها العديد من الدول العربية.
وتُفصح رضوي أن قيمة هذه الأعمال الفنية تتراوح ما بين 3 آلاف إلى 200 ألف دولار للفنانين المخضرمين، بينما تبلغ 300 إلى 400 دولار لأعمال الفنانين الناشئين. مع الإشارة إلى طريقة بيع هذه الأصول تتنوّع، إذ أن بعضها محدد السعر مسبقاً والجزء الآخر عن طريق المزايدة.
عقب البدء بتداول الدفعة الأولى، لدى "نقطة" 9 مجموعات جاهزة، سيتم طرحها في السوق بمعدل دفعة كل أسبوعين. وتتركّز هذه الأعمال كمرحلة أولى على اللوحات الفنية الرقمية، "لكننا نخطط لاحقاً لطرح أصول رقمية لأعمال موسيقية، ومن بعدها الفيديوهات، وصولاً لمنتجات "بودكاست" والمتاحف الرقمية"، وفقاً للرئيسة التنفيذية.
فورة "ميتافيرس"
من المتوقع أن تنمو سوق الرموز غير القابلة للاستبدال عالمياً إلى 21.3 مليار دولار في 2022، من 14 ملياراً العام الماضي، على أن تبلغ 82.3 مليار دولار عام 2026، أي ضعف القيمة الإجمالية لسوق الفنون الجميلة في العالم بأكمله، كما تُقدّر دراسة لشركة "ريسيرتش آند ماركت" (Research and Market).
خلال الشهور الأخيرة، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحبة ثاني أكثر اقتصاد خليجي بعد السعودية، عدّة خطوات نوعية في عالم الأصول الرقمية، حيث أعلنت طيران الإمارات عن رصد عشرات الملايين من الدولارات لبناء علامة تجارية مميزة في العالم الافتراضي "ميتافيرس" (metaverse) وطرح رموز غير قابلة للاستبدال. كما أطلقت مجموعة "&e" الإماراتية (اتصالات سابقاً) أول مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال، ونوّهت بأن حجم الصفقات المنفذة من خلال ذراع "بلوكتشين" التابع للشركة تجاوزت حاجز 10 مليارات درهم في 2021. في حين أبرمت مجموعة ماجد الفطيم، مشغلة هايبرماركت "كارفور" بالمنطقة، اتفاقية مع أكبر بورصة عملات مشفرة بالعالم "بينانس" (Binance)، لطرح رموز غير قابلة للاستبدال بشكلٍ مشترك.