مبيعات "علي بابا" تفوق التوقعات رغم إغلاقات كورونا في الصين

time reading iconدقائق القراءة - 12
شعار شركة \"علي بابا\" الصينية - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "علي بابا" الصينية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت الإيرادات الفصلية لمجموعة "علي بابا" بنسبة 9% وهو معدل أفضل من المتوقع، مما طمأن المستثمرين الذين يسعون جادين لمواجهة التكلفة الاقتصادية الناجمة عن عمليات الإغلاق الشاملة التي تهدف إلى القضاء تماماً على كوفيد-19.

لكن الشركة الرائدة في التجارة الإلكترونية في الصين امتنعت أيضاً عن تقديم توقعاتها المعتادة خلال 2022، مما يؤكد التأثير غير المتوقع لسياسة "صفر كوفيد" التي ألقت فعلياً بسلاسل التوريد في البلاد في حالة من الفوضى وأثرت سلباً على معنويات المستهلكين.

تواجه "علي بابا" - مقياس معنويات المستهلكين الصينيين بسبب هيمنتها على أكبر ساحة للبيع بالتجزئة في آسيا- المنافسة المتزايدة وتزايد عدم اليقين الاقتصادي في الصين.

خلال الأسبوع الجاري، حذّر رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانغ من عواقب وخيمة إذا لم يتحرك المسؤولون بشكل حاسم لحماية الاقتصاد.

قال الرئيس التنفيذي، دانييل جانغ، للمحللين في مؤتمر عبر الهاتف بعد إعلان نتائج الأعمال إن "علي بابا" ستلعب دورها في المساعدة لدعم الاقتصاد.

تراجعت عائدات الشركة بنسبة من رقم في خانة الآحاد خلال أبريل، على الرغم من أن الخدمات اللوجستية كانت تتحسن في مناطق مثل شنغهاي التي تضررت بشدة مع انخفاض حالات الإصابة بمرض كوفيد.

ارتفاع الإيرادات

ارتفعت أسهم علي بابا بنسبة 10.3% في نيويورك، وهو أكبر مكسب في نحو شهر، بعد أن أعلنت الشركة أن الإيرادات قفزت إلى 204.05 مليار يوان (30.3 مليار دولار) خلال الربع المنتهي في مارس، متجاوزة متوسط توقعات المحللين.

للحفاظ على النمو على المدى الطويل، أكد جانغ أن شركته ستواصل التوسع عالي الجودة، وتسيطر على التكاليف وتواصل توسيع قدرتها على بناء البنية التحتية السحابية والرقمية للعملاء.

قال جانغ: "في السنة المالية الجديدة، سنركز أكثر على التحكم في التكاليف وسنواصل تحسين كفاءتنا التشغيلية".

[object Promise]

منافسة قوية

شهدت "علي بابا"، التي كانت في يوم من الأيام أكبر الشركات من حيث القيمة في الصين، تآكلًا في قيمتها السوقية منذ أن شنت بكين حملتها القمعية الشاملة على القطاع الخاص قبل أكثر من عام.

أجبرت الحكومة الشركة المالية التابعة لشركة علي بابا، "آنت غروب"، على إلغاء ما كان يمكن أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم خلال عام 2020، ثم أطلقت إصلاحات قوضت نموذج أعمال "علي بابا".

منذ ذلك الحين، عملت هيئات مراقبة مكافحة الاحتكار الصينية على تهدئة خطط توسع "علي بابا" وساعدت "جيه دي دوت كوم" على تجاوزها في نمو المبيعات، في حين تجذب الشركات المنافسة الصاعدة بما في ذلك "بايت دانس" (ByteDance Ltd) و"بيندودو" المستخدمين من رواد التسوق التقليديين عبر الإنترنت.

تعهدت بكين هذا العام بدعم قطاع الإنترنت، وتحديد الاقتصاد الرقمي كمحرك نمو مهم.

في الأسبوع الماضي، قالت منافستها "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings Ltd) إن الأمر سيستغرق وقتاً حتى يتخذ المنظمون إجراء.

تتصدى أكبر شركتين للإنترنت في الصين خلال عام 2022 لعصر جديد من النمو المنخفض بشكل حاد الناجم عن تدقيق بكين المستمر.

الحفاظ على المستخدمين

قالت "علي بابا" في فبراير إنها ستركز على الاحتفاظ بالمستخدمين بدلاً من متابعة الاستحواذ القوي على حصة السوق خلال السنوات الماضية.

يمثل ذلك تحولاً كبيراً لشركة واجهت ذات مرة منافسين في الساحات من الوسائط إلى السحابة وتجارة التجزئة، وتواجه خلال أكثر من عام من قيوداً في كل جوانب قطاع الإنترنت بالصين.

اتسعت خسارة "علي بابا" الصافية في ربع مارس إلى حوالي 16.2 مليار يوان، بعد انخفاض قيمة استثماراتها. تجاوز عدد المستخدمين النشطين السنوي في الصين حاجز المليار مستخدم.

في الآونة الأخيرة، ضرب التزام الصين بالقضاء تماماً على كوفيد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يعاني الإنتاج والخدمات اللوجستية من الإجراءات الصارمة لمكافحة الفيروسات.

تقوم الشركات بوضع آلاف العمال في الحجر الصحي وجعلهم ينامون في أرضيات المصانع، مع تعطل العمليات بسبب الاختبارات الجماعية المتكررة والقيود المفروضة على الحركة.

في مشهد نادر يوضح الإحباط، شارك المؤسس المشارك لشركة "تينسنت" الملياردير بوني ما مقال رأي سريع الانتشار حول التكاليف الاقتصادية لتدابير القضاء تماماً على كوفيد الصارمة في الصين خلال الأسبوع الجاري.

قال جانغ "إن تاريخ التنمية الاقتصادية كان دائماً مليئاً بالتقلبات والمنعطفات.. على المدى الطويل، نحن نؤمن بقوة بمرونة وإمكانات الاقتصاد الصيني".

في مواجهة العقبات المحلية، اتجهت "علي بابا" إلى الخارج بشكل متزايد - تطورت "لازادا" (Lazada)، ذراعها في جنوب شرق آسيا، و"ترينديول" (Trendyol ) في تركيا و"دراز" (Daraz) في جميع أنحاء جنوب آسيا إلى وحدات مهمة في الشركة.

حددت "علي بابا" هدفاً طويل الأجل يتمثل في مضاعفة إجمالي قيمة البضائع لدى "لازادا" خمس مرات، ومجموع المعاملات عبر منصاتها إلى 100 مليار دولار.

تصنيفات

قصص قد تهمك