بلومبرغ
أدى إصرار "أوبر تكنولوجيز" على اللجوء إلى التحكيم في النزاعات مع العملاء، إلى نتائج عكسية على الأرجح في تصديها للحملة المحافظة التي تتحدى دعمها لأنشطة الأعمال المملوكة لذوي البشرة السمراء، بعد مقتل جورج فلويد.
استخدمت شركة ويليام كونسوفوي، وهو المحامي المعروف بتمثيله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد العملاء الذين زعموا قيام "أوبر إيتس" (Uber Eats) بإعفاء المطاعم المملوكة لأمريكيين من أصل أفريقي من رسوم التوصيل في عام 2020، يُعتبر "تمييزاً عكسياً غير قانوني" ضد المتقدمين بالطلبات من شركات أخرى. وقامت شركة المحاماة في نهاية المطاف بتقديم أكثر من 31 ألف طلب فردي للتحكيم.
اقرأ أيضاً: شراكة بين "أوبر" لتوصيل الطعام و"راكوتين" للمدفوعات في اليابان
التحكيم بدل التقاضي
أمرت محكمة استئناف في نيويورك، الأسبوع الماضي، شركة "أوبر" بدفع فاتورة قيمتها 11 مليون دولار تقريباً إلى جمعية التحكيم الأمريكية، من أجل التعامل مع مطالبات شركة كونسوفوي. ومن المتوقع أن تبلغ الرسوم الإجمالية نحو 91 مليون دولار، وهو ما اعتبرته "أوبر" مبلغاً فلكياً.
إلا أن حكم المحكمة الصادر يوم الخميس، أشار إلى أن "أوبر" ملزمة بصفقتها لديها.
اقرأ المزيد: "أوبر" و"ليفت" تلغيان شرط ارتداء الكمامة للركاب والسائقين في أمريكا
قالت المحكمة: "في الوقت الذي تحاول فيه (أوبر) تفادي دفع رسوم التحكيم المرتبطة بـ31 ألف قضية مماثلة تقريباً، اتخذت الشركة قراراً تجارياً يستبعد مطالبات الفئات أو المطالبات الجماعية أو التمثيلية في اتفاقية التحكيم المبرمة مع المستهلكين. وتستند كل رسوم جمعية التحكيم الأمريكية مباشرة إلى تلك القرارات".
يُعتبر التحكيم أكثر ملاءمة للأعمال من التقاضي، وقد دافعت "أوبر" بقوة عن حقها في مطالبة العملاء والموظفين باللجوء إلى التحكيم في المنازعات بدلاً من رفع دعاوى قضائية.
لم ترد روبرتا كابلان، محامية "أوبر"، على طلب للتعليق، كما رفض ثيودور هيشت، محامي جمعية التحكيم الأمريكية، التعليق، في حين لم يستجب كونسوفوي لطلب التعليق أيضاً.
توزيع الرسوم
وفقاً للقرار، تتطلب صفقة "أوبر" مع جمعية التحكيم الأمريكية دفع رسوم تبلغ 500 دولار لفتح ملف لكل مطالبة، و1400 دولار كرسوم إدارية، و1500 دولار كرسوم تحكيم عن كل قضية. ورغم قيام جمعية التحكيم الأمريكية بتخفيض رسوم رفع المطالبات، إلا أن "أوبر" ادعت أن المبلغ المطلوب لا يزال يشكل نحو 75% من إجمالي الإيرادات التشغيلية التي حققتها الجمعية عام 2020.
مثّل كونسوفوي ترمب في قضية المحافظة على سرية بياناته الضريبية، واشتهر بمقولته بأن الرئيس يمكنه أن يطلق النار على أي شخص ويتجنب الملاحقة القضائية طالما أنه في منصبه. كذلك، يقود المحامي تحدي سياسات التمييز الإيجابي في جامعة هارفارد، والذي سيتم النظر فيه بالمحكمة العليا الأمريكية.
قالت "أوبر"، إنه فيما يتعلق بقضيتها ضد جمعية التحكيم الأمريكية، فإن شركة كونسوفوي "تلاعبت بعملية التحكيم لدعم مزاعم لا أساس لها من (التمييز العكسي)، وذلك في محاولة لمعاقبة (أوبر) على دعمها لمجتمع الأمريكيين من أصول أفريقية بعد مقتل جورج فلويد".