بلومبرغ
ارتفعت أسهم "تويتر" يوم الإثنين بعد أن أطلقت شركة التواصل الاجتماعي دفاعها بـ "حبة السم" مستعينة برفض حملة أسهمها إحباط محاولة غير مرغوب فيها من جانب إيلون ماسك للاستحواذ على الشركة بسعر 54.20 دولار للسهم.
أكد ملف الأسهم المقدّم يوم الإثنين الاستراتيجية الدفاعية التي اتبعتها "تويتر" الأسبوع الماضي، والتي ستسمح للشركة بإصدار أسهم جديدة يمكن لجميع المساهمين فيها باستثناء ماسك أن يشتروها بسعر مخفض.
وستفرض الشركة "عقوبة كبيرة" على أي شخص أو كيان يستحوذ على أكثر من 15% من الشركة دون موافقة مجلس الإدارة، كما ورد في الإيداع. يمتلك ماسك حالياً أكثر بقليل من 9% من أسهم "تويتر".
ورد في ملف الإيداع: "تبنّى مجلس الإدارة اتفاقية الحقوق لحماية المساهمين من تكتيكات الاستحواذ القسرية أو غير العادلة بطريقة أخرى".
ارتفع السهم بنسبة 3.8% إلى 46.78 دولار عند الساعة 1:00 ظهراً في نيويورك.
تستخدم شركة "تويتر" الدفاع بـ "حبة السم" لكسب الوقت للتوصل إلى خطة في مصلحة المساهمين، وفقاً لشخص مطّلع على الشركة. تحصد الأسهم مكاسب وسط تكهنات بأنَّ "تويتر" ستبرم صفقة أكثر قبولاً للمساهمين.
صفقات استحواذ محتملة
كانت الشركة تتعامل مع اهتمامات استحواذ من جانب أطراف أخرى، من بينها شركة الأسهم الخاصة التي تركّز على التكنولوجيا "توما برافو" (Thoma Bravo)، وفقاً لمصدر مطّلع.
سيكون وجود شركة الأسهم الخاصة "سيلفر لايك" (Silver Lake)، التي تمتلك بالفعل حصة كبيرة في "تويتر"، منطقياً كشريك نظراً لعلاقتها الحالية مع ماسك أيضاً، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانوا مهتمين لذلك.
وفي الوقت نفسه، قد يشترك ماسك مع "أوراكل" (Oracle)، واتحاد شركات الأسهم الخاصة الذي يضم "توما برافو" (Thoma Bravo) لإحباط محاولة "حبة السم" التي تقوم بها "تويتر"، وفقاً لمحللي "بلومبرغ إنتيليجنس"، "مع زيادة العرض بنسبة 10-15% إلى حوالي 50 مليار دولار".
من جانبه، قال ماسك إنَّ أي رفض لعرضه، الذي قيّم "تويتر" بـ43 مليار دولار، من شأنه أن يدفعه إلى إعادة تقييم حصته.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ماسك إنَّ المصالح الاقتصادية لمجلس إدارة "تويتر" لا تتوافق مع المساهمين.
كان يرد ماسك على تغريدة حول ممتلكات أعضاء مجلس الإدارة من الأسهم، قائلاً إنَّه مع المغادرة الوشيكة للشريك المؤسس جاك دورسي، لأنَّ مجلس الإدارة "لا يمتلك بشكل جماعي أي أسهم تقريباً".
في تغريدة يوم الإثنين، قال ماسك، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، إنَّه إذا نجح عرضه للاستحواذ على "تويتر"، فلن يحصل أعضاء مجلس الإدارة على رواتب.
تدفع "تسلا" لأعضاء مجلس إدارتها مبلغاً نقدياً سنوياً يبلغ حوالي 20 ألف دولار بالإضافة إلى رسوم إضافية معينة في السنوات الأخيرة، لكنْ كل منهم يحصل أيضاً على منح خيارات الأسهم كل بضع سنوات، مما يعني أنَّهم قادرون على جني عشرات ملايين الدولارات أو أكثر من مكاسب سعر سهم "تسلا".
ضغوط إيلون ماسك
منذ تقديم العرض الأسبوع الماضي، ينشر ماسك بنشاط على حسابه على "تويتر" فيما يبدو أنَّها حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام لصالح عرضه.
أطلق رجل الأعمال الملياردير تغريدة مشفَّرة بكلمة "عطاء" في إشارة على الأرجح إلى عرض عطاء محتمل.
قال أندرو فريدمان، الرئيس المشارك لممارسات نشاط المساهمين في شركة المحاماة "أولشان فروم وولوسكي (Olshan FromeWolosky): "إذا كان ماسك جاداً في المضي قدماً في عرض الاستحواذ على "تويتر"، فعليه إطلاق عرض عطاء للاستحواذ على الأسهم في الشركة التي لا يمتلكها بالفعل برغم استخدام الشركة لاستراتيجية حبة السم الدفاعية".
أضاف فريدمان: "رغم أنَّ ماسك لن يكون قادراً على إتمام عرض العطاء الخاص به، حتى مع طرح غالبية الأسهم، نظراً لاستخدام استراتيجية حبة السم والعوائق الأخرى، فهي عبارة عن حركة من نوع (ضع أموالك فيما تتحدث عنه)، ويظهر أنَّه يريد حقاً شراء الشركة".
وقال فريدمان، إنَّ ماسك قد يطلق في الوقت نفسه مسابقة بالوكالة، إذ سيطلب من المساهمين حجب أصواتهم عن المديرَين اللذين سيترشحان لإعادة انتخابهما في الاجتماع السنوي لهذا العام، والمقرر عقده في 25 مايو.
وأضاف أنَّ ذلك سيكون بمثابة استفتاء على عرضه، ويسمح له أيضاً بطلب التصويت لتعديل ميثاق الشركة لرفع السرية عن مجلس الإدارة، مما يعني أنَّ جميع المديرين سيترشحون للانتخابات كل عام بدلاً من عدد قليل.
وأشار إلى أنَّ اقتراحاً مشابهاً في العام الماضي حقق تقريباً نسبة 80% من التصويت المطلوب لتغيير اللوائح الداخلية للشركة.
إذا لم يتصرف ماسك في الأشهر القليلة المقبلة، فلن يكون قادراً على فعل الكثير في "تويتر" حتى اجتماع الجمعية العمومية السنوية العام المقبل لأنَّ الشركة لا تسمح للمساهمين بالدعوة إلى اجتماع خاص أو التصرف وفق موافقة كتابية.
وأشار فريدمان إلى أنَّ كلاً من باراج أغراوال، الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر"، ورئيس مجلس الإدارة بريت تايلور سيترشحان لإعادة انتخابهما العام المقبل. ومن المقرر أن يترك دورسي مجلس الإدارة بمجرد انتهاء مدته في اجتماع المساهمين التالي.
إذا حصل ماسك على دعم واسع إلى حد ما هذا العام؛ فقد يجبر هذا الشركة أيضاً على التفاوض معه في وقت أبكر مما يرغبون فيه أو الإعلان عن عملية بيع وإدارتها. كل ذلك لتجنّب مواجهة هذه الأسطوانة مجدداً في العام المقبل.