بلومبرغ
مُنع الكثير من النجوم الصاعدين على منصة "تيك توك" من نظام التسجيل، بعدما تأهّلوا مؤخراً لتلقي مدفوعات، مقابل المقاطع المصوّرة الرائجة الخاصة بهم، ما تسبب في حالة من الإحباط وغضب عارم بين بعض من أكثر منشئي المحتوى المتفانين للتطبيق.
تقدم المنصة التابعة لشركة "بايت دانس" (ByteDance) حافزاً للأشخاص، حتى ينشروا مقاطع فيديو رائجة، وتخصص صندوق أموال لمكافأة منشئي المحتوي ممن يتبعهم جمهور كبير، لكن على مدى عدة أسابيع لم تستطع بعض الحسابات المؤهلة من تسجيل أنفسها في الصندوق بسبب خلل تقني.
قال مات موني، إنه كان ينشر 3 فيديوهات يومياً في محاولة لتنمية حسابه، والانضمام إلى صندوق أموال منشئي المحتوى، لكن منذ التأهل لدخول الصندوق خلال الأسبوع الماضي، ظل يراقب ما إذا كان الخلل التقني تم إصلاحه أم لا، محاولاً تسجيل نفسه 20 مرة كل يوم.
إحباط المستخدمين
أضاف "موني": "فور حصولي على 10 آلاف متابع، شعرت بأنني حققت إنجازاً كبيراً. لكن بعدها رأيت الخلل التقني، وكان ذلك شعوراً محبطاً للغاية. ففي كل مرة نشرت فيها مقطع فيديو كنت أركز فقط على مدى اقترابي من التأهل لدخول صندوق منشئي المحتوى".
حكى عشرات المستخدمين على "تيك توك"، و"تويتر"، ومنتدى "تيك توك هيلب" (TikTokHelp) التابع لمنصة "ريديت" (Reddit) عن قصص مشابهة حول وجود عائق يمنعهم من الانضمام إلى الصندوق، وترجع تواريخ منشوراتهم إلى 25 فبراير الماضي.
قالت منصة "تيك توك" في بيان: "نعلم بوجود مشكلة تؤثر على تدفق التسجيل في صندوق منشئي المحتوى، ونعمل بنشاط على إيجاد حل لها، ويجب أن يتاح التسجيل مجدداً خلال الأيام القليلة المقبلة. ونستمر في الاستماع وطلب التعليقات من مجتمع منشئي المحتوى على منصتنا، كما نطور سماتنا المميزة لتحسين التجربة التي يحظى بها المشاركون بالبرنامج".
مكافآت ضئيلة
ومن أجل تلقي أموال مقابل المقاطع المصوّرة، يجب على منشئ المحتوى جمع 10 آلاف متابع، و100 ألف من المشاهدات المجمّعة، على مدى الـ 30 يوماً الماضية، وأن يتخطى عمره الـ 18 عاماً.
وتُقسّم "تيك توك" بعض من أموال الصندوق بين الأعضاء المؤهلين يومياً، بدلاً من مشاركة نسبة متوافقة من عوائد الإعلانات، على غرار ما يقوم به موقع "يوتيوب" التابع لـ "غوغل". ويعتمد حجم المدفوعات على عدة عوامل تشمل المشاهدات، والتفاعل، والالتزام بقواعد المحتوى.
تَعرّض نموذج المكافآت هذا لانتقادات لاذعة في وقت سابق من هذا العام، بسبب مدفوعاته الضئيلة نسبياً، مقارنة بما تدفعه المنصات الأخرى، وقدر هانك غرين، الذي يعمل كمؤلف ومدون بالفيديو، أنه يربح سدس حجم الأموال على كل ألف مشاهدة في "تيك توك" مقارنة بما يكسبه على "يوتيوب".
في 2010، قالت شركة "تيك توك" إن الصندوق سيبدأ بـ 200 مليون دولار، ثم ارتفع إلى مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الثلاث التالية. بالمقارنة، قال "يوتيوب"، إنه يدفع حوالي 10 مليارات دولار إلى صانعي مقاطع الفيديو كل عام.
شكاوى دون استجابة
صرحت آشلي نولان، التي نشرت مقطعاً مصوّراً لقطة حظي برواج كبير خلال الأسبوع الماضي، مما أهّلها للتسجيل في صندوق أموال منشئي المحتوى: "أعلم أنهم لا يدفعون مبالغ كبيرة، لكن مع حصولك على 7 مليون مشاهدة، ما يزال الأمر يستحق العناء".
سعت "نولان" للتواصل مع فريق الدعم الخاص بـ "تيك توك" عدة مرات، كما وضعت "هاشتاغ" باسم الشركة على "تويتر"، منذ منعها من الانضمام للصندوق، لكنها لم تتلقّ أي استجابة.
حاولت راهن ويليامز التسجيل لدخول الصندوق كل يوم على مدى أسبوعين تقريباً، واختتمت: "هناك أشخاص مثلي لا محالة يتوقون ويرغبون في الانضمام، وأن يشكلوا جزءاً من هذا المجتمع لكنهم لم يحصلوا على فرصة للتسجيل".