بلومبرغ
تعتزم سنغافورة تأسيس جناح جديد في قواتها المسلحة يتخصص في الأمن الرقمي، مع تصريح أحد وزرائها بأن الحرب الروسية الأوكرانية، التي شهدت هجمات سيبرانية، كشفت الحاجة إلى بناء دفاعات خاصة بالبلاد ضد التهديدات الخارجية.
وفي خطابه أمام البرلمان أمس الأربعاء، قال وزير الدفاع "نغ إنغ هن": إن قوات سنغافورة المسلحة ستؤسس "خدمة رابعة" بهدف تكامل وتوسّع قدرات الدولة المتدنية في المجال الرقمي.
وأضاف: "برغم مستوى الجودة ودرجة الطموح لدى قوات سنغافورة المسلحة من الجيل التالي، فهناك بعض الفجوات والقدرات التي نبهتنا إليها الأحداث والتطورات الأخيرة. وأنا أتحدث بالأساس عن مخاطر في المجال الرقمي".
ستُؤسّس الخدمة السيبرانية العسكرية الجديدة بحلول الربع الأخير من العام الجاري، وقال "نغ": إنها "ستتعامل بفاعلية مع الأخطار الرقمية من معتدين من الخارج نتوقع أن يزيد عددهم وتنظيمهم ومهاراتهم". وقد يحتاج ذلك إلى "كتائب قليلة وربما قوة بحجم فرقة".
عرضة للهجمات
تأتي هذه الخطوة بعد تقلد قراصنة الكمبيوتر من مختلف الانتماءات أسلحة رقمية في مستهل الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد ترددت أصداء الأحداث التي شهدتها أوكرانيا في سنغافورة، التي أعلنت في الماضي أنها عرضة للهجمات السيبرانية، وحملات الأخبار الكاذبة والمعلومات العدائية لأنها مركز مالي مفتوح رغم صغره.
في العام الماضي، مررت الحكومة مشروع قانون مثير للجدل بشأن التدخل الأجنبي يهدف إلى منع الكيانات الأجنبية أو الأفراد من التأثير على العملية السياسية داخل البلاد.
ويتيح القانون أيضاً سلطة توجيه الأوامر إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" ومقدمي خدمات الإنترنت بالإفصاح عن المعلومات المرتبطة بأي محتوى ضار يشتبه أن يكون وراءه جهات أجنبية.
وتعرضت سنغافورة لهجمات سيبرانية من قبل، وفي عام 2018، قالت الحكومة إنه تم استهداف شؤون شخصية لرئيس الوزراء لي هسين لونغ عبر هجوم سيبراني "كبير" على قاعدة بيانات أكبر مجموعة رعاية صحية عامة في البلاد.
نشرت صحيفة "ستريتس تايمز" (Straits Times) على لسان وزير الدفاع نغ أن المصادر المخابراتية لم ترصد محاولات منسقة تهدف إلى تدمير سنغافورة باستخدام مجموعة مركبة من الهجمات المادية والافتراضية مثلما حدث في أوكرانيا، لكن ذلك لا يعني أن تهديداً من هذا النوع لن يحدث أبداً. وقال: "أعتقد أنه من الأفضل لنا أن نستعد الآن ببناء مسار طويل".