"أبل" تحقق أعلى أرباح ربع سنوية على الإطلاق

سجّلت شركة "أبل" (Apple) مبيعات ربع سنوية قياسية تجاوزت تقديرات المحللين، في إشارة إلى قدرتها على العمل خلال أزمة سلاسل التوريد التي أججتها الجائحة ونقص الرقائق الإلكترونية.

قالت الشركة يوم الخميس، إن مبيعاتها قفزت بنسبة 11% إلى 123.9 مليار دولار في الربع الأول من سنتها المالية المنتهية في 25 ديسمبر. فاقت الأرباح توقعات المحللين الذين رجّحوا أن تحقق الشركة مبيعات بقيمة 119.1 مليار دولار في المتوسط.

تُشير النتائج القوية بشكل مدهش إلى أن المخاوف من اضطراب التوريد مبالغ فيها. حيث حذّر الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، في أواخر العام الماضي من أن النقص قد يُكلّف الشركة أكثر من 6 مليارات دولار في المبيعات خلال موسم العطلات البالغ الأهمية. إلا أن عملاقة التكنولوجيا اجتازت الأزمة، واستفادت من طوفان المنتجات الجديدة، بما في ذلك "أيفون 13"، و"أبل ووتش 7"، وأجهزة "ماك" المحدثة.

فضلاً عن ذلك، ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 3.5% في آخر التعاملات. وقبل التقرير، كانت أسهمها منخفضة بنسبة 10% هذا العام، متأثرة بتراجع أوسع في أسهم شركات التكنولوجيا؛ في حين اكتسب السهم 34% في عام 2021.

ارتفعت أرباح "أبل" إلى 2.10 دولار للسهم، مقارنة مع 1.90 دولار وفق تقديرات المحللين. لم تُقدّم الشركة التي يقع مقرها في كوبرتينو، كاليفورنيا، إرشادات للفترة الحالية من الربع الثاني من السنة المالية، بخلاف النهج الذي استخدمته خلال حقبة كوفيد-19 غير المتوقعة.

تضرر شركات التكنولوجيا

يتطلع المستثمرون إلى "أبل" للحصول على طمأنة بعد الضرر الذي طال أسهم التكنولوجيا. جعلت المخاوف بشأن تباطؤ المبيعات وزيادة أسعار الفائدة الوشيكة القطاع أقل جاذبية في الشهر الماضي، وعانتْ الشركة نفسها من التراجع. وبعد أن تجاوزت القيمة السوقية 3 تريليونات دولار في أوائل يناير، أصبحت قيمة "أبل" الآن 2.6 تريليون دولار.

يُذكر أن الشركة حقّقت إيرادات بلغت 71.6 مليار دولار من منتجها الرئيسي "أيفون"، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 67.7 مليار دولار. وهذا يُمثّل زيادة بنسبة 9.2% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. كما تُمثّل فترة المبيعات الربع الأول الكامل من إيرادات "أيفون 13".

طُرِح الهاتف للبيع في سبتمبر، أي قبل عدة أسابيع بالمقارنة مع "أيفون 12" الذي طرح للبيع في عام 2020. وعلى الرغم من اعتبار "أيفون 13" تحديثاً متواضعاً، إلا أن المستخدمين الذين يتطلعون إلى الترقية إلى خدمة الجيل الخامس كانوا مصرين على اقتنائه.

تعليقاً على الموضوع، قال توني ساكوناجي المحلل في "بيرنشتاين" (Bernstein) في مذكرة قبل إعلان النتائج: "كان العرض والطلب في حالة توازن إلى حد كبير بنهاية الربع، وكانت شحنات الصين قوية".

وفي الواقع، أدّت قيود التوريد التي أصابت خط إنتاج "أيفون 13" وغيره من المنتجات الجديدة، بما في ذلك أحدث أجهزة "ماك" و"أبل ووتش"، إلى تأخير الشحن لعدة أسابيع. وفي تقرير أرباح "أبل" السابق، قالت الشركة إن المشكلات كلفت مبيعاتها 6 مليارات دولار - وحذّرت من أن ربع موسم العطلات سيكون أسوأ.

مبيعات "أيباد"

في هذا السياق، كانت النتائج مصدر ارتياح للمستثمرين؛ لكن لم يكن كل شيء وردياً. فقد جاءت مبيعات "أيباد" أقل من المتوقع. وقالت الشركة بعد الربع السابق إن مشكلات التوريد تُضِر بهذا المنتج بشكل خاص، كما كانت اليابان أيضاً نقطة ضعف في الربع الماضي.

الجدير بالذكر أن جهاز "أيباد" حقّق 7.25 مليار دولار في الربع الأول، مقارنة مع توقعات قدرها 8.1 مليار دولار.

أطلقت الشركة أهم تحديث لجهاز "أيباد ميني" في تاريخ المنتج، وتحديثاً طفيفاً لأرخص جهاز لوحي لها خلال الربع، إلا أنها كافحت لتوفير ما يكفي من الإمدادات في السوق.

علاوةً على ذلك، حقّقت الشركة 19.5 مليار دولار من إيرادات الخدمات في الربع الأول، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 18.6 مليار دولار. نمت الفئة بنسبة 24% عن العام السابق في مبيعات الاشتراك القوية في "متجر التطبيقات"، و"أبل ميوزك"، و"أيكلاود". في حين قالت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر إن المطورين حققوا حوالي 60 مليار دولار من "متجر التطبيقات" خلال عام 2021، إلا أنها لم تعلن عائدات "متجر التطبيقات" المحددة للشركة.

كما أنتج قسم الأجهزة القابلة للارتداء، وأجهزة المنزل، والملحقات (وحدة تضم "أبل ووتش"، و"أبل تي في"، و"إيربودز"، وسماعات "بيتس"، و"هومبود"، وعناصر أخرى) 14.7 مليار دولار خلال الربع؛ وذلك بزيادة نسبتها 13% عن العام السابق وفوق متوسط ​​تقدير المحللين البالغ 14.2 مليار دولار. كما حصلت الفئة على دفعة من سماعات "إيربودز" الجديدة التي أُطلِقتْ قرب نهاية عام 2021، بعد عدم الحصول على ترقية مماثلة في عام 2020. ومع ذلك، واجهت "أبل ووتش 7" تأخيراً في الإصدار ونقصاً كبيراً.

بلغت مبيعات الشركة من أجهزة "ماك" نحو 10.9 مليار دولار، متجاوزة التقديرات البالغة 9.5 مليار دولار؛ حيث قفزت بنسبة 25% عن الفترة نفسها من العام الماضي. أطلقت "أبل" جهازاً جديداً من "ماك بوك برو" خلال الربع، والذي لاقى قبولاً جيداً من قبل المستهلكين والنقاد.