"NZXT" تقتفي أثر "أبل" لتعيد تصميم الكومبيوتر الشخصي

time reading iconدقائق القراءة - 11
صفقة استحواذ \"إنفيديا\" على \"آرم\" تثير مخاوف بشأن احتكار الرقائق الإلكترونية - المصدر: بلومبرغ
صفقة استحواذ "إنفيديا" على "آرم" تثير مخاوف بشأن احتكار الرقائق الإلكترونية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

بدأ ستيف جوبز ما أصبح أحد أكبر التحولات الإسطورية لشركة حين عاد إلى "أبل" في التسعينيات، حيث كان محور رجوعه لشركة التقنية الشهيرة هو دفعها مجدداً تجاه مبدئها الأصلي وهو الجمع بين منتج عالي الجودة جميل التصميم وبين بساطة وودية تفاعله مع المستخدم. استفاد مستخدمو "ماك" من عودة "أبل" لأصلها لكن لم يكن ذلك حال نحو 9 من 10 مستخدمي أجهزة الكمبيوتر، أي أولئك الذين يستخدمون نظام "ويندوز".

تتحدى شركة واحدة على الأقل فكرة أن المستهلكين الذين يريدون جهاز كمبيوتر يعمل بنظام "ويندوز" ميسور التكلفة عليهم أن يقبلوا بتصميم قديم وأداء دون المستوى الأمثل. بدأت "إن زد اكس تي" (NZXT)، التي يقع مقرها في جنوب كاليفورنيا، كشركة صغيرة تصنع مكونات أجهزة وملحقاتها وبدأت بصنع أجهزة كمبيوترات طاولة كاملة منذ حوالي أربع سنوات فقط. تعتبر "إن زد اكس تي" لاعباً صغيراً في قطاع تنتج فيها شركات عملاقة مثل "أتش بي" و"لينوفو" أكثر من 70 مليون جهاز كمبيوتر سنوياً.

يشير تزايد شعبية علامتها التجارية بين عشاق ألعاب الفيديو والمصممين والمهندسين وغيرهم من أصحاب وجهات النظر المتشددة حول التقنية إلى أن سوق الكمبيوتر لا ينحصر بين نقيضين، "أبل" أو مجموعة من أجهزة "ويندوز" قديمة التصميم.

أطلق مؤسسها ورئيسها التنفيذي جوني هُو "إن زد اكس تي" في 2004 ببيع علبة كمبيوتر ملونة ذات طابع روبوتي صممها حين كان طالب هندسة في جامعة كاليفورنيا، التي تتخذ في إرفين مقراً لها. أوضح رجل الأعمال في مقابلة هذا الشهر كيف جمع المشروع بين شغفه الدائم بألعاب الفيديو والتصميم والتقنية.

اختبار شهية

تحظى أجهزة كمبيوتر الطاولة بشعبية بين لاعبي ألعاب الفيديو لأنه يمكن تشغيلها بأقوى الشرائح، ما ينتج أفضل جودة للصورة. لكن هُو لاحظ أن تلك الحلقة تهتم أيضاً بمظهر أجهزة الكمبيوتر الخارجي، الذي عادة ما يعني غطاءاً بلاستيكياً أسود أو رملي اللون. دعم هُو الشركة بماله الخاص وبقرض من والديه. أنشأت "إن زد اكس تي" أعمالاً مزدهرة لبيع علب الكمبيوتر الزجاجية والمعدنية الأنيقة. أضافت الشركة فيما بعد مكونات بما في ذلك آلات التبريد وإمدادات الطاقة.

لم يأت التطور الكبير لأعمال "إن زد اكس تي" حتى 2017 حين قرر هُو اختبار شهية السوق لأنظمة أجهزة الكومبيوتر المكتبية الكاملة، التي قدمت شيئاً جديداً ومختلفاً عن أجهزة الكمبيوتر ذات التصميم القديم المخصصة للسوق الواسعة.

"مايكروسوفت" تداني "أبل" في سباق أعلى شركة مدرجة قيمة في العالم

جمعت الصناعة التي تهيمن عليها مجموعة قليلة من الشركات منذ زمن بين الآلات المعدة للعموم وإمدادات طاقة رخيصة وأغطية بسيطة ومبردات رقاقات منخفضة المستوى غالباً ما ترتفع درجة حرارتها. كان "بلوتوير" (bloatware)، وهي برامج غير ضرورية تأتي مثبتة مسبقاً ويمكن أن تبطئ سرعة المعالجة مصدر إزعاج آخر. بينما اشترت في الماضي "ديل تكنولوجيز" و"إتش بي" شركات مصنعة لأجهزة الكمبيوتر عالية الأداء مصممة لألعاب الفيديو، فإن العمليات المكتسبة، بما فيها "أليّن وير" (Alienware) و"فودو بي سي" (VoodooPC)، ظلَّت راكدة تحت حكم الشركات التي تملكها.

رضى المتلقي

تركز "إن زد اكس تي" على تجربة العملاء، كما هو حال"أبل". تُباع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها حصرياً على موقع الشركة على الإنترنت. لا تقحم "إن زد اكس تي" أي تطبيقات على أجهزتها بخلاف تطبيق مراقبة لضبط إعدادات الألوان للمبرد. يستوضح موقعها على الإنترنت العملاء المهتمين بألعاب الفيديو بطرح أسئلة بسيطة حول الألعاب التي يرغبون في لعبها ضمن نطاق سعري معين قبل أن يقترح عليهم إعدادات للنظام، بدلاً من عرض قائمة بالمواصفات الفنية المربكة للمشترين. الأهم من ذلك، أن كل جهاز كمبيوتر يأتي مع علب وأنظمة تبريد عالية الجودة من تصنيع "إن زد اكس تي".

قيمة "أبل" على مشارف الوصول لـثلاثة تريليونات دولار

تصعب معرفة ما إذا كان نموذج "إن زد اكس تي" مستداماً من الناحية المالية، إذ امتنعت الشركة عن الإفصاح عمّا إذا كانت أعمالها مربحة أو الكشف عن تفاصيل الإيرادات أو المبيعات. أعلنت الشهر الماضي عن أول ضخ لرأس المال على نطاق واسع، حيث جمعت 100 مليون دولار من شركة الأسهم الخاصة "فرانسيسكو بارتنرز" (Francisco Partners) لعديد من رواد أعمال التقنية، بما في ذلك مؤسسا "تويتش" (Twitch) و"فيتبيت" (Fitbit). قال هُو إن الأموال ضرورية "لتصبح الشركة ذات قيمة تبلغ مليار دولار وتصل إلى المستوى التالي".

تُوظف "إن زد اكس تي" 450 موظفاً حالياً بعدما تضاعف حجمها على مدى 18 شهراً خلت. للمقارنة، لدى شركة "إتش بي" العملاقة لأجهزة الكمبيوتر زهاء 50 ألف عامل.

هدف استحواذ؟

اشتريت جهاز "إن زد اكس تي" الشهر الماضي لأنني فضولي حول بدائل أجهزة الكمبيوتر الشخصية المتوفرة في الأسواق الواسعة. يسمح جهاز "إن زد اكس تي" بتخصيص اختيارات أزيد من الأنظمة ذات المواصفات المماثلة من "إتش بي" أو "ديل"، وهي ميزة أقدرها كلاعب ألعاب الفيديو ذو شغف بالكمبيوتر الشخصي يريد المكونات الأكثر موثوقية. بلغت تكلفة الجهاز الذي اشتريته في النهاية 2434 دولاراً، أي أقل بما يتراوح بين مئات وآلاف الدولارات من تلك التي تقدمها شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر الأخرى مثل "فالكون نورث ويست" (Falcon Northwest) أو "كورسير" (Corsair). جهاز كومبيوتر الطاولة من "إن زد اكس تي" هادئ وسريع. سيقدر هواة التصاميم هذا التصميم الأنيق لإدارة الكابلات.

بَنَت "إن زد اكس تي" قاعدة معجبين متحمسين. يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانها جني الأموال فيما تصنع أجهزتها المتميزة محافظة على أسعار ميسورة. قد يجعلها نجاحها هدفاً جذّاباً للاستحواذ كما هو حال الشركات المصنعة المتخصصة الأخرى.

راهناً، يظهر وصول "إن زد اكس تي" إلى السوق، التي تركت المستهلكين بخيارات غير جذابة لسنوات عديدة، أن المستوى المتوسط ليس قدراً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

California City

12 دقائق

7°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى /
14.8 كم/س
21%