بلومبرغ
يبدو نظام النظارات الجديد متعدد الوظائف الذي صنعته "مايكروسوفت" للجيش الأمريكي واعداً، لكن البرنامج بقيمة 22 مليار دولار ليس جاهزاً بعد للاستخدام القتالي، وفقاً لمكتب الاختبار في البنتاغون.
أشار تقييم غير علني من قبل مدير الاختبارات التشغيلية في البنتاغون، إلى أنه رغم التقدّم المُحرز منذ منح العقد في عام 2018، "لم يُثبت النظام بعد قدرته على العمل كنظارات تُستخدم في القتال".
سيتم نشر التقرير الخاص بنظام التعزيز البصري المتكامل Integrated Visual Augmentation System (أيفاس) في التقرير السنوي القادم للمكتب.
يهدف البرنامج الذي تنفذه "مايكروسوفت"، ومقرها ريدموند في واشنطن، إلى تطوير "عرض توجيهي" للقوات البريّة الأمريكية على غرار تلك الخاصة بالطيارين المقاتلين. سيسمح النظام، وهو النسخة المُخصّصة من نظارات "هولو لينس" HoloLens التابعة لـ"مايكروسوفت"، للقادة بعرض المعلومات على حاجب أمام وجه الجندي، وسيتضمن ميّزات أخرى مثل الرؤية الليلية.
اقرأ أيضا: "فيسبوك" تقترب من إطلاق نظاراتها "الذكية" بدون خاصية الواقع المعزز
أظهرت النُسخ المُحسّنة من نماذج النظارات المستخدمة في الميدان للأخذ بتقييمات الجنود الأولية "قدرات نمو فعلية وراحة أفضل ومجال الرؤية"، وفقاً للتقييم.
أعلن الجيش في أكتوبر عن تأخير في نشر البرنامج لإتاحة مزيد من الوقت لتحضير الاختبارات القتالية المُكثّفة اللازمة للإنتاج الكامل. كان من المقرَّر إجراء الاختبار مسبقاً في سبتمبر الماضي وتم تحديد شهر مايو مبدئياً لإجرائه الآن.
وقال التقييم الأخير: "يجب على الجيش تطوير استراتيجية اختبار وتقييم مناسبة لتحديد التحسينات" في أوجه القصور المعروفة قبل الاختبار، بينما قالت "مايكروسوفت" إنها تواصل إجراء تحسينات على التكنولوجيا.
وصرح ديفيد مارا، مدير برنامج "مايكروسوفت"، في بيان، قائلا: "لقد مكَّننا تعاوننا الوثيق مع الجيش من البناء والتكرار بسرعة على (أيفاس) لتطوير منصة تحويلية من شأنها أن توفر سلامة وفعالية معزّزة للجنود. نواصل اختبار وتحسين (أيفاس) من خلال اشتباكات الجنود، ما يضمن أن تكون منصة الواقع المختلط الحديثة فعّالة وموثوقة وتتجاوز أهداف الجيش".
الإنفاق الأولي
لاقى المشروع مع الجيش معارضة من بعض موظفي "مايكروسوفت" الذين احتجوا على استخدام التكنولوجيا للقتال.
في مارس 2021، قدّم الجيش طلباً بقيمة 373 مليون دولار لشراء 5000 نظارة أولية، وهي أول شريحة صغيرة مما قالت الشركة والجيش معاً إنه مبلغ قد يصل إلى 22 مليار دولار على مدى 10 سنوات لحوالي 121500 نظارة واقية وقطع غيار ودعم لوجستي، وفقاً للخدمة. وقالت المتحدثة باسم الجيش كورتني بيكون إنه تم دفع 40 مليون دولار فقط حتى الآن.
كما ذكرت أن الجيش لم يقبل بعد تسلُّم أول 5000 نظارة عاملة بالنظام، ولا يزال المبلغ النهائي مقابلها معلقاً "حتى يمر النظام بمراحل المصادقة والتحقّق،" مضيفة أنه سيتم توزيع المبلغ المتبقي البالغ 333 مليون دولار بمجرد انتهاء الحكومة من قبول الأنظمة، المتوقع بحلول 30 سبتمبر.
اقرأ أيضا: صانعة نظارات "راي-بان" متخوِّفة من الاستحواذ على "غراند فيجين"
أفادت "بيكون" أنه بسبب "التحديات التقنية الخاصة بعرض وموثوقية (أيفاس)"، قام البرنامج بتحويل الاختبار القتالي إلى شهر مايو.
فيما قالت المتحدثة باسم مكتب الاختبار جيسيكا ماكسويل، في بيان منفصل، إن السؤال الرئيسي الذي تجب الإجابة عليه لتحديد فعالية (أيفاس) من الناحية التشغيلية في اختبار مايو "هو ما إذا كان يُمكن لوحدة قتالية قريبة مُجّهزة بـ (أيفاس) إنجاز مهمتها العقائدية بنجاح في بيئة تشغيلية واقعية".
في اختبار محدود حتى الآن، أظهر قادة الجيش المُجّهزون بـ"أيفاس" "وعياً أفضل بالموقف"، وأظهر الجنود "تحسّناً في تخطيط المهمة والملاحة"، وفقاً لقولها.
مع ذلك، قالت "ماكسويل" إن الجيش و"مايكروسوفت" بحاجة إلى "تحسين جودة العرض والموثوقية"، وتقوم الخدمة "بإجراء اختبار على مستوى المكوّنات يُركّز على تحسينات العرض". كما أفادت أن مكتب الاختبار يتوقع مناقشة النتائج مع الجيش هذا الشهر.